Friday, February 19, 2016

المسيح بين العهدين


البــاب الأول

المقـــدمـة



مبارك  الله أبو ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح ، الذى أعطانى بركـة القيـام بهـذا البحـث ، مـن أجل إظهار مجد ونعمة يسوع المسيح له المجد . ليس من أجل مقدرتي المحدودة ولكن لأني استطيع كل شيئ في المسيح الذي يقويني ،  وعنوان هذا البحث هو " المسيح بين العهدين  ".

والكتاب المقدس بعهديه ، العهد القديم والعهد الجديد ، وحدة واحدة متكاملة ، فالكتاب المقدس هــو كلمة الله الموحى بها لأجل خلاصنا ونجاتنا وتعزياتنا فى كل ظروف الحياة لنصل الى ملكوت الله.   وقد قا ل رب المجد يسوع " ما جئت لأنقض بل لأكمل" ، وهدف الكتاب المقدس هوالمسيح له المجد ورسالـة الكتـاب المقدس هى بشارة الفداء والخلاص ، ورب المجد يسوع يدعونـا بـل يأمرنـا قائلا " فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية. وهى التى تشهد لى " ( يو 5: 39 ) . كما أن معلمنا بطرس الرسول يقول " بل قدسوا الرب الاله فى قلوبكم مستعدين دائما لمجاوبة كل مـن يسألكم عن سبب الرجاء الذى فيكم بوداعة وخوف "   ( 1 بط 3:  15 )  . العهد القديم ملئ بنبوات عن رب المجد يسوع .  هذه النبوات تنبأ بها هؤلاء الأنبياء مسوقين بالـروح القـدس كقـول معلمنـا القديس بطرس الرسول "  لأنه  لم  تأتى  نبوه  قط  بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسيـن مسوقيـن من الروح القدس " (2 بط  1  :21 ) ،  كما  أن  رب  المجد يسـوع  مرارا كثيرة إقتبـس  آيـات مـن العهد القديم فىأحاديثه .و معلمنا بولس الرسول يقول " كل الكتاب هو موحى بـه مـن الله نافـع للتعليـم والتوبيـخ  للتقـوي   والتأديب الذى فى البرلكى يكون إنسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالـح " ( 2 تى 3 : 16- 17) .

   ومنذ بدء الخليقة والله يظهر نفسه للإنسان بوسائل وطرق مختلفة  فقد سمع أبونا آدم صوت الرب الاله في جنة عدن "  فنادي الرب الاله آدم وقال له أين أنت " (تك 3: 9)  .، كما أنه كلم قايين " فقال  لقايين أين ها بيل أخوك . فقال  لا أعلم . أحارس أنا لأخى " (تك  4:  9 ) . أيضا الله يعلن نفسه عن  طريق الطبيعة " السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه . يوم الى يوم يذيع كلاما وليل إلي  ليل يبدى علما. لاقول ولا كلام. لايسمع  صوتهم . في كل ألارض خرج  منطقهم  والى  أقصي  المسكونة  كلماتهم  "

(مز19: 1- 4 ) ، فجما ل الطبيعة  يحدث بمجد الله فإذا نظرنا الى ذنابق الحقول التى كساها الله حلة أبهى من حلة سليمان الملك والنظام الفلكى ودقـة حركـة الشمس والقمر والنجوم وتعاقب الليل والنهار ، كذلك الفصول الأربعة  كلها  تحدث بقدرة الله  الفائقة . كما أن خلق الإنسان بكل هذه الأعضاء التى  تعمل  فى إنسجام كامل دليل واضـح على وجـود الله وقدرتــة  ا لعظيمة مما يجعلنا نقف امامه فى رهبة وخشوع لأنه   يتعذر على عقولنـا أن تـدرك كل أسـرار الكون ، وفى ذلك يقول معلمنا بولس الرسول " لأن أموره غير المنظورة تـري منـذ خلـق العالـم مدركة بالمصنوعات قدرتة  السرمدية  ولاهوتة  حتى  أنهم  بلا عذر  "

 (رو1 : 20 ).

  ومن محبة الله الفا ئقة للبشرية كان الله  يعطى  رجاله  القدسين رؤى  وأحلام  لتوصيل  رسائل  إلاهيه.

هناك  أناس تلقوا أحلاما من الرب فى أزمنة مختلفة مثل أنونا يعقوب (ـك 28 :10- 15 ) ، وأبونا يـوسف

( تك37 :5 - 10 ) وساقـى فرعـون وخبـازه (تك40)،  وسليمـان (1مل3 :5-15)، ودانيال (دا 2:  19 ) ويوسف النجار(مت 1  : 20 ـ   24) ، وأيضا يعلن الله  نفسه في الانسان عن طريق الضمير الذي يبكت الانسان الغير مؤمـن على الخطيـة ومكتـوب في سفـر الامثـا ل " نـفس الانسان سراج الرب يفتش فى كل مخادع البطن " (أم  20: 27 ) وأما  الانسان المسيحى  المؤمـن فإن الروح القدس الساكن فيه  هو الذى يبكته على الخطية ،  وكل هذا لمحبة الله للانسان ففى سفر الأمثال  يقول الله  "  لذاتى  فى  بنى  آدم  "

(  أم  8 : 31 ).                

ألله أيضا كلم ألأباء بواسطة ألانبياء فى العهد القديم ثم بعد ذلك أرسل لنا إبنه الوحيد، الله المتجسد ،ومعلمنا بولس الرسول بإرشاد من الروح القدس يقول "  الله بعد ما كلم ألاباء بالأنبياء قديما بطرق وأنواع كثيرة ، كلمنا في هذه الايام الاخيرة فى إبنه الذى جعله وارثا لكل شئ الذ ي به أيضا عمل العالمين"(عب1 :1-2 ).



  في هذا البحث بمعونة الله وإرشاده سوف أجاهد فى إستخلاص معظم نبوات العهد القديم التى تتنبأ عن رب المجد يسوع المسيح وزمان ومكان كتابتها كذلك زمان تحقيق هذه النبوات فى العهد الجديد  بالشواهد والايات ، مع نبذة مبسطة عن النبي كاتب النبوة ، وفي حاله تكرار إسم النبـي فى نبـؤات أخري لاحقة فإنني سوف أكتفي بما ذكر سابقا .





البـــــــا ب الثـــــــاني

نبــــوات العهــــد القـــديم وتحقيقهــــا فــي ملــــئ الــــزمان



    قبل ميلاد رب المجد يسوع المسيح ، في بيت لحم اليهودية بمئات بل بألاف السنين ، تنبأ أنبياء العهد القديم عن مجئ المسيا المنتظر مخلص البشرية ، وكان تنبؤهم هذا يحدد الأماكن والأزمنـه والأعوام والأحداث التي قـد تحققت في شخص الإنسان الحي الي أبد الأبد ين المسيح له كل المجد الذ ى "... .فيـه حــل كل ملـئ ا للاهـوت جسديـا  " (كلو9:2 )  وفيمــا يلـــــي معظـم هـذه النبــوات بالآيات  والشواهد وتحقيقها في العهد الجديد .



1 -   نســـل المــــرأه يسحــــــق رأس الحيـــــة

    فى سفر التكوين الذى كتبه موسى النبى في برية شبه جزيرة سيناء فيما بين عامي  1450 –1410  ق.م. نبوة عن المسيح له المجد ، انه سوف يسحق رأس الحية وهـى الشيطـان " وأضـع عداوة بينك وبين المرأه وبين نسلك ونسلها ، هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه " (تك 15:3). فبمجرد أن سقط أبوانا الاولين آدم وحواء فـي خطية كسر وصية الله ، جاء الوعد بقدوم المخلص الذي يسحق الشيطان .  ففي قوله  أنت  تسحقين عقبه هي نبوة عن محاولات الشيطان المتكررة ليجرب رب المجد يسوع ، وقوله هو يسحق رأسك نبوة عن هزيمه الشيطان بالصليب ( بموته داس الموت بالصليب ).  سحق العقب ليس مميتا لكن سحق الرأس فهو مميت ، بذلك كشف الله  عن خطته لخلاص العالم عن طريق إبنه الوحيد رب المجد يسوع  " لانه هكذا أحب الله العالم حتي بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية "  (يو16:3 ) .

2 – المســـيح أزلــي وأبـــــدي

    قال الله لمعلمنا موسي النبي فى سفر الخروج  "  هكذا تقول لبنى إسرائيل يهوه إله أبائكم إله ابراهيم واله إسحق واله يعقوب أرسلني إليكم . هذا إسمي الي الابد وهذا ذكـري الـى دور فـدور. " (  خر 3: 15) . كلمة " يهوه " تعني" أنـا هـو" وفي هذا تذكير لموسي النبي بالوعود والعهد الذي قطعه  الله مع أبونـا إبراهيـم  ( تك12: 1 -3 ، 13 : 14- 17 )  ومع  أبونـا  إسحـق  (تك6 2 :2-5  )  وأبونـا  يعقـوب

 ( تك 28 : 13 - 15 ) ، وفي قوله  " هذا إسمي الي الابد "  تعنى أنه أزلى أبدى أى أنه لم  يكن لوجوده بداية ولن تكون له نهاية .

    وكتب في سفر الأمثال " الرب قناني أول طريقه من قبل أعمالـه منذ القـدم . منذ الأزل مسحت منذ البدء منذ أوائل الأرض  " (أم22:9- 23) . الرب قناني تعني ان الرب اقتناني والشئ المقتني لابد ان يكون موجودا قبل الإقتناء  ، وقوله " اقتناني أول طريقه " فذلـك لان الاقـنوم الثانـي وهـو الابن موجود منذ الأزل.

    في ملئ الزمان يعلن الرب يسوع على لسان معلمنا يوحنا الرسول قائلا  "  ... أنا الألف والياء . البداية والنهاية الأول والاخر " . ( رؤ: 13:22 ) وأيضا فى قوله  "  ....  قبل  أن  يكون إبراهيم  أنا كائـن .  "

(يو8 : 58)  فالمسيح له المجد هو الكلمة الابدي الازلي " في البدء كان الكلمة  والكلمة   كان عند الله وكان الكلمة الله " (يو 1:1 )  ، وهذه حقيقة لاهوتية .                                                                          

3- المســـيح يأتـــي  مــن نســــل إبراهــــــيم

    في سفر التكوين نبوة عن المسيح له المجد أنه يأتي من نسل إبراهيم كما هو مكتوب " ونادي ملاك الرب إبراهيم ثانية من السماء وقال بذاتي أقسمت يقول الرب . إني من أجل أنك فعلت هذا الامر ولم تمسك ابنك وحيدك أباركك مباركة وأكثر نسلك تكثيرا ........ ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض. من أجل أنك سمعت لقولي "  (تك15:22 - 18) .   فهذه النبوة هي عن الوعد بميلاد إسحق الذي أعطيَ لأبونا إبراهيم عندما ظهر له المسيح له المجد مع ملاكين عند بلوطا ت ممـرا وهوجالس في باب الخيمة " فقال له إني أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لساره امرأتك ابن...."  (تك10:18) .

    وقد تحققت هذه النبوة بميلاد رب المجد يسوع المسيح من نسل إبراهيم حسـب الجسـد كمـا هـو مكتوب في إنجيل معلمنا متي البشير" كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم " (مت1:1).



4- المســـيح يأتـــــي مــن نســـــل يعقــــــو ب

    في سفر العدد الذي كتبه موسي النبي بين عامي 1450- 1410 ق.م. في برية سيناء  نبوة عن رب المجد يسوع أنه يأتي من نسل يعقوب كقوله "  أراه ولكن ليس الآن. أبصره ولكن ليس قريبا . يبرز كوكب من يعقوب ويقوم قضيب من إسرائيل فيحطم طرفي موآب ويهلك كل بني الوغي ." (عد17:24 -  18).  هذه النبوة تنبأ بها بلعام بن بعور، وهو ساحر، فالله يستطيع ان يستخدم أي إنسان لإبلاغ رسالته ، علما بأن الكتاب المقدس يحرم السحر . ويري بعض المفسرين أن هذه النبوة هي التي دفعـت المجـوس الي السفـرالي أورشليـم بحثـا عـن" الطفــل المـولـود ملـك اليهـود"    (مت1:2- 2 ).

    وقد تحققت هذه النبوة بميلاد رب المجد يسوع ، وقد أوضح معلمنا لوقا البشير في إنجيله سلالة المسيح له كل المجد كما هو مكتوب " ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو علي ما كــان ’يظن ابن يوسف بن هالي بن متثات بن لاوي.... .....بن يهوذا بن يعقوب.........بن آدم ابن الله " (لو23:3 -  38) . 





5- المســــيح نبـــــــي

    في سفر التثنية  الذي كتبه موسي النبي  وهو في شرق نهر الاردن سنه 1407 ق.م.  نبوة عن المسيح له المجد ، انه يكون نبيا ، حيث قال الله لموسي النبي " يقيم لك الرب إلهك نبيا من وسطك من إخوتك مثلي . له تسمعون  ........   أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمـه فيكلمهم بكل ما أوصيه به. ويكون أن الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه "   (تث:18 : 18- 19) . هذه النبوة توضح ان مجئ المسيح المسيا المنتظر كان في خطـة الله السابقـة من أجل خلاص البشرية .

    وقد تحققت هذه النبوة عندما دخل رب المجد يسوع أورشليم راكبا علي أتان وعلي جحـش إبـن أتان يوم الاحد الذي يسبق عيد الفصح اليهودي  ، كما هو مكتوب " ولما دخـل أورشليـم ارتجـت المدينة كلها قائلة من هذا . فقالت الجموع هذا يسوع النبي من ناصرة الجليل ." (مت10:21)



6- المســــيح كـــــاهــن

    تنبأ داود النبي نبوة عن المسيح أنه يكون كاهنا كقوله "  أقسم  الرب ولن يندم . أنت كاهن إلي الأبد علي رتبة ملكي صادق ." (مز4:110  ) . هذه النبوة تشير بوضوح الي كهنوت رب المجد يسوع فهو رئيس كهنتنا .

ملكي صادق تعني ملك السلام او ملك العدل ،  وكا ن ملكا وكاهنا لله العلي ، لذلك قدم لـه أبونا إبراهيم العشور من الغنائم  التي استولي عليها  ،عندما هب لنجدة ابن أخيه لوط من أيدي الذيـن أسروه ، كما هو موضح في (تك18:14 -  23). وملكي صادق غير معروف أصله ونسبه وغير معروف الابوين .

    وقد تحققت هذه النبوة كما هو مكتوب في رسالة معلمنا بولس الرسول الي العبرانين "  من ثـم أيها الإخوه القديسون شركاء الدعوة السماويةلاحظوا رسول اعترافنا ورئيس كهنته المسيح يسوع" (عب1:3 (.

7- المســـيح ملـــــك

    تنبأ داود النبي  نبوة عن المسيح له المجد أن الله الآب مسحه ملكا علي شعبه ورعيته كقوله في المزمور " أما أنا فقد مسحت ملكي علي صهيون جبل قدسي " (مز6:2) . نجد هنا أن داود النبي ترنم في المزمور لأن الله الآب في هذه النبوة قد مسح وتوج رب المجد يسوع ملكا ، وهذا الملـك ليس ملكا أرضيا كما ظن اليهود ورؤساء الكهنة ، فقد قال لهم المسيح له المجد " مملكتي ليست من هذا العالم " .

    وقد تحققت هذه النبوة  رغم جبروت السلطات الرومانية  والشيوخ ورؤساء الكهنة اليهود ، عندما أخذوا يسوع  له المجد للمحاكمة وأوقفوه أمام بيلاطس الوالي " فوقف يسوع أمام الوالي فسأله الوالي قائلا  أأنت ملك اليهود . فقال له يسوع  أنت  تقول " (مت11:27) . ومعلمنا يوحنا البشير في إنجيله  يوضح لنا  أن الوالي كتب عنوانا ووضعه علي الصليب  كقوله " وكتب بيلاطس عنوانا ووضعه علي الصليب . وكان مكتـوبـا يسـوع الناصـري ملـك اليهـود " (يو19:19)  ، كما أنهم وضعوا علي رأسه إكليلا من الشوك.



8- المســـيح يحـــــل علـــــيه روح الـــــرب

    تنبأ أشعياء النبي عن أن المسيح له المجد يحل عليه روح الرب كقوله "  ويخرج قضيب من جذع يسي وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب " (أش1:11 -  2 )  هذه النبوة عن المسيح له المجد ، فإن يهوذا وهو من نسل داود الملوكي سوف يقطـع كشـجره مـن جـذورهـا ، ولكـن سينبـت غصن جديـد  هـو المسيح وسيكون أقوي من الشجرة الاصلية  وسوف يعطي ثمارا أكثر لتحقيق الوعد  بأن نسل داود سيملك الي الأبد (2صم16:7).

    وقد تحققت هذه النبوة كما هو مكتوب في بشارة معلمنا متي البشير " فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء.  وإذا السموات قد إنفتحت له فرأي روح الله نازلا مثل حمامه وآتيا عليه." (مت16:3) .



9- المســــيح صــــا نع المعجـــــــزات

    تنبأ أشعياء النبي نبوة عن معجزات المسيح التي صنعها أثناء حياتة علي هذه الارض فقال "حينئذ   تتفقح عيون العمي وآذان الصم تتفتح . حينئذ يقفز الاعرج كالأبل ويترنم لسان الاخرس لأنه قد انفجرت في البرية مياه وأنهار في القفر " (أش5:53 - 6 ) .  ما أعظم هذه المعجزات التي صنعهـا يسـوع فقـد كـان يجـول يصنـع خيـرا ، يشفـي البـرص والصـم ، ويجعـل العـرج يمشــون والمرضي بكل مرض يبراؤن ، وكان بأمر الرياح فتسكت وأمواج البحر فتهدأ  .

    وقد تحققت هذه النبوة كما هو مكتوب في بشارة معلمنا متي البشير " وكان يسوع يطوف المدن كلها والقري يعلـم في مجامعهـا . ويكرز ببشارة الملكوت . ويشفـي كـل مـرض وكـل ضعــف فـي الشعـب . " (مت35:9 ) .  وأيضـا  " وعند غروب الشمس جميع الذين كان عندهم سقماء بأمراض مختلفة قدموهم اليه فوضع يديه علي كل واحد منهم وشفاهم " (لو40:4) .

10- المســـيح بأمثـــا ل يكلـــم النـــــا س

    تنبأ  داود النبي عن رب المجد يسوع المسيح عن أنه كان يكلم الجموع بأمثا ل كقوله  "  اصغ يا شعبي إلي شريعتي .أميلوا آذانكم إلي كلام فمي .أفتح بمثل فمي.أذيع ألغازا منذ القدم"(مز1:78) .

فالمسيح له كل المجد كان دائما يكلمهـم بأمثال حتي يفهمـوا مـا كان يقـول وأيضـا حتي تثبـت فـي أذهانهم هذه التعاليم .

    وقد تحققت هذه النبوة كما هو مكتوب في بشارة الإنجيل لمعلمنا متي البشير "  هذا كله كلم به يسوع الجموع بأمثا ل . وبدون مثل لم يكن يكلمهم ." (مت33:13) .وأيضا " وبأمثال كثيرة مثل هذه كان يكلمهم حسبما كانوا يستطيعون أن يسمعوا . وبدون مثل لم يكن يكلمهم . وأما علي انفراد فكان يفسر لتلاميذه كل شئ " مر33:4-  34 ) .



11- ولاده المســــيح مــــــــن عــــــــــذرا ء   

         تنبأ اشعياء النبى نبوة عن ميلاد  مخلصنا يسوع المسيح من عذراء قبل ولادته بحوال 740 سنة   وكتب هذه النبوة فى أورشليم كما هو مكتوب  "  ولكن يعطيكم السيد نفسه آيه. ها العذراء تحبل وتلد إبنا وتدعو إسمه عمانوئيل  "  (أش7  : 14 )، كما تنبأ عن أن هذا المولود سيكون ولدا وسيشرق بنوره العجيب على الجالسين في الظلمة  "  الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما. الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور " (أش2:9 ) ،  وأيضا " يولد لنا ولد ونعطــى   إبنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعي إسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام "  (أش 9 : 6)  ففي  زمن الظلمة وهي عدم معرفة الله ، وعد الله بإرسال نور يشرق علي كل إنسـان جـا لـس في ظلال الموت  موت الخطية ، وهو "عجيب مشيرإله قدير "   .

    وقد  تحققت هذه النبوات بولادة رب المجد يسوع المسيح من مريم وهي عذراء مخطوبة ليوسف النجار وهو من الناصـرة ، وقد بشـرها الملاك جبرائيـل قائـلا  " وها انـت ستحبليـن وتلديـن إبنــا وتسمينه يسوع . هذا يكون عظيما وإبن العلي يدعي ويعطيه الرب الالـه كرسي داود أبيـه ويملـك علي بيت يعقوب إ لي الأبد ولا يكون لملكه نهايه " (لو1: 1 3-33 ) وكلمـة "يسـوع " هـي باللغـة العبريـة " يشـوع "  معنـاها " المخلـص" فكمـا قـاد يشـوع بن نـون بنـي إسرائيل الي أرض الموعد ( يش2:1 )  كذلك يقود المسيح له المجـد شعبـه الي الحيـاة الأبديـة ويخلصهـم مـن خطاياهم.

لقد إشتركت الاقانيم الثلاثة ، الآب والابن والروح القدس ، في سر التجسد الإلهي في ملئ الزمان ،الإبن جاء مرسلا من الآب والروح القدس كقول الإبن في نبوه أشعياء النبي  " تقدموا الي اسمعوا  هذا . لم أتكلم من البدء في الخفاء .   منذ وجوده أنا هناك ، والآن السيد الرب أرسلني وروحــه " (أش8 4: 16 ) ، وأ يضا  "ولكن لما جاء ملئ الزمـان أرسـل الله ابنه مولودا من إمرأة ، مولودا تحت الناموس ، ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني " (غلا4:4- 5 ) .

الله الابن هو وحده الذي تجسد ، فرب المجد يسوع  " الذي اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسه أن يكون معادلا لله . لكنه أخلي ذاتة آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس . وإذ وجـد في الهيئـة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتي الموت موت الصليب " (في6:2 - 8 ) .

    الروح القدس أيضا إشترك في التجسد الإلهي حسب بشارة المـلاك جبرائيل للعـذراء مريـم قبـل حبلها  "  فأجاب الملاك وقال لها .  الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلـك أيضـا القدوس المولـود   منـك يدعـي ابـن الله "  (لو35:1 ).  وبذلك تكون بشارة الملاك جبرائيل للعـذراء مريـم قـد تحققت وذلك بشهاده الملاك ليوسف النجـار فـي الحلم   " .......  يا يوسف ابن داود لا تخف ان تأخذ مريم امرأتك . لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس . فستلد ابنا وتدعوا اسمه يسوع . لأنه يخلص شعبه من خطاياهم  " (مت20:1-21 )



  12 - - ميــــلاد المســـيح  فــــي بيـــت لحــــم اليهـــودية

 تنبأ ميـخا النبي وهو من سكان قرية مورشه  وهي قرية صغيرة جنوب غرب أورشليم وكتب هـذه النبـوة فيمـا بـين عامي742  - 687  ق. م.  وذكر ان رب المجد يسوع سيولد في بيت لحم  اليهودية وأنه سيجلس علي كرسي أورشليم خلفا لصدقيا الملك وهو آخر ملك من نسل داود لأنه لا يكــو ن لملكه نهاية ، وأوضح ميخا النبي أن رب المجد يسوع هو الملك ألابدي ألازلي  كمـا هـو مكتوب     " أما أنت  يا بيت لحم  أفراته وأنت صغيرة  أن تكوني بيـن ألـوف يهوذا فمنك يخرج لي  الذي يكون متسلطا علي إسرائيل  ومخارجه منـذ القـدم  منـذ أيـام الأزل" (مي 2:5 ) .  وأنـه سيأتـى  ويعيش كإتسان مع أنه منذ أيام القدم ومنذ أيام ألازل .

    وقد تحققت هذه النبوه  في أيام هيرودس الملك الذي إضطرب هو وجميع اورشليم عندما سأله المجوس "  أين هو المولود ملك اليهود ؟ "  ولم يفهم الملك هيرو د س ورؤساء الكهنة اليهود أن هذا الملك هو ملك روحي وسوف يملك علي قلوب من يؤمن به . وكما هو مدون في بشارة الانجيل لمعلمنا لوقا البشير "  فصعد يوسف أيضا من الجليـل مـن مدينـة الناصره الي اليهوديه الي مدينة داود التي تدعي بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبه وهي حبلي . وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد . فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل " (لو4:2-7)    ، كذلك " والكلمه صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوء نعمة وحقا " (يو1 : 14  )



13-دخـول المسـيح اورشليــم  منتصــرا

      تنبأ زكريا النبي بعد عودة اليهود من سبي بابـل وبعد البدء في بناء الهيكل وذلك فيما بين عامي                         520 - 480 ق.م.. ، وهذه النبوة هي عن دخول ربنا ومخلصنا يسوع المسيح اورشـــليم منتصــرا.  "  إبتهجي جدا يا إبنة أورشليم . هوذا ملكك يأتي اليكي هو عادل ومنصور وديع وراكب  علي حماروعلى جحش إبن أتان " (زك9:9 ).

    واضح في هذه النبوة أن هذا الملك لم يدخل اورشليم راكبا علي جواد حرب  ولم يكن لابسا لدروع ونياشين ومحاط بجيوش وقواد ،  لكنه دخل راكبا علي  حمار و جحش  إبن أتان لأنه ملك روحي يملك علي القلوب العطشي لتعاليمه ولكي ينالوا الخلاص ، والحمارمدرب علي الركوب  وهنا يرمز الي اليهود لانهم أولاد ابراهيم  ولديهم الناموس  ولهم الوعد ‘ أما الجحش فهو يرمز الي الأمم علي أساس أن الجحش صغير وغير مدرب  والركوب عليه ليس سهلا مثل الامم حديثوا ألإيمان . ‘ وبهذا يعطي  إشاره إلي أن ألامم واليهود متساويان في الإيمان وفي نوال الخلاص.  أيضا وصفه زكريا النبي أنه  "  عادل ومنتصر ووديع  " لأنه في مجيئه الاول  هذا أتي ككاهن  وكملك  وكخادم .  ومن ضمن علامات فرح   وبهجة  الجموع والتلاميذ أنهم فرشوا ثيانهم علي الحمار وعلي الجحش وأيضا علي الطريق .وكانوا يهتفون قـائلـين  " مبارك الآتي بإسم الرب " (مز118: 26 )  لانهم كانوا ينتظرون المسيا الآتي وقد سبق وأرسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسألوا يوحنا المعمدان من أنت "  فاعترف ولم ينكر وأقر إني لست أنا المسيح  " (يو1: 20) ، وفي القداس  ا لإلهي  عند التناول يطوف الآب الكاهن حول المذبح حاملا الصنية فوق رأسه وعليها الجسد المقدس ، وأيضا الكأس بيده وبها الدم الكريم فيهتف الشمامسه والشعب قائلين "مبارك الآتي بإسم الرب"  إيمانا منا أن هذا هوجسد ودم عمانوئيل إلاهنا ومخلصنا وفادينا ، المسيا المنتظر .

   كما أن الجموع تكلموا عن عودة مملكة داود حسب وعد الرب لداود في ( 2 صم 7 : 12 - 14 ) لأنهم ظنوا المسيح له المجد ملك أرضي جاء ليخلصهم من الرومان .

    قد تمت هذه النبوة في ملئ الزمان كما هو واضح في إنجيل معلمنا مرقس الرسول  " وكثيرون فرشوا ثيابهم في الطريق. وآخرون قطعوا أغصانا من الشجر وفرشوها في الطريق.   والذين تقدموا والذين تبعوا كانوا يصرخون قائلين أوصنا . مبارك الاتي بإسم الرب .  مباركة مملكة أبينا داود الآتية بإسم الرب . أوصنا في الاعالي " ( مر11 : 8ـ 9  ) وكلمة  أوصنا معناها خلصنا ، فهم يطلبون الخلاص من الرومان وأيضا الخلاص في الأعالي. وقوله الذين تقدموا ترمز الي كل الانبياء والابرار والقديسين الذين ماتوا علي الرجاء منذ بدء الخليقة حتي ذلك اليوم ، وقوله الذين تبعوا ترمز الي التلاميذ والي الأبرار والقديسين والشهداء الذين آمنوا به وحفظوا وصاياه وعاشوا حياة البر والطهارة في خوف ورعدة .



14- خيـانه يهـوذا الإسخريوطي للمســيح

  تنبأ زكريا النبي عن خيانة يهوذا الاسخريوطي لرب المجد يسوع وبيعه لهم بثلاثين من الفضة " فقلت لهم إن حسن في أعينكم فإعطوني أجرتي وإلا فإمتنعوا.فوزنوا أجرتي ثلاثين من الفضـة "( زك11 : 12 )

  كما تنبأ داود النبي فقا ل " رجل سلامتي الذي وثقت به. آكل خبزي رفع علي عقبـه  "  (مز41 :9) ،  وأيضــا "  أحا طت بي ثيران كثيرة . أقوياء باشان اكتنفتني " (مز12:22) .  

    ان إعطاء يهوذا وهو أحد التلاميذ الاثني عشر مبلغ  ثلاثين من الفضة يعتبر إهانـة لرب المـجـد يسوع فهو ملك الملوك ورب الارباب لان  هـذا المبلـغ عـاده كان يدفـع تعويضـا لسيـد العبـد الـذي ينطحه  ثور(خر21: 32 ).

    لقد إختار رب المجـد يسـوع يهـوذا واحدا من ضمـن الاثنـي عشـر تلميذا ، وهـو ذو سابـق علم ومعرفـه بشـره ، ومع كل ذلك أرسله مثل باقي التلاميذ للتبشير ، " ......   وأعطاهم سلطاتا علي أرواح نجسه حتي يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف  " (مت 10 :1) ، بل أعطاه مسئولية أكبر إذ جعل الصندوق عنده ولم يكن أمينـا علـي هـذه المسئوليـة  " ...... لآنـه كان سارقـا وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقي فيه " (يو12 : 6 ).  ان يهـوذا هذا كانت الخيـانة في دمـه ،   والرياء في طبعه.

تحققت هذه النبوة كما هو مدون يالاصحاح الساد س والعشرين من إنجيل معلمنا متي البشير لآن يهوذا الاسخريوطي وهو أحد التلاميذ الاثني عشر، ذهب الي رؤساء الكهنة  " وقال ماذا تريدون أن تعطوني وأنا أسلمه اليكم . فجعلوا له ثلاثين من الفضة ." (مت26 : 15 )  . وكان رب المجـد يسوع يعلم من سوف يسلمه كما هو مكتوب  "   ولما كان المساء إتكأ مع الاثني عشر وفيمـا هــم يأكلون قال الحق أقول لكم إن واحد منكم يسلمني   ........    فأجاب وقال . الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمني " .............

  " فأجاب يهوذا مسلمه  وقال هل أنا هو يا سيدي. قال له أنت قلت " (مت 26  : 20  - 25 ) .



15 - إلقــاء يهـوذا ألثـلاثيـن مـن الفضـة

      تنبأ زكريا النبي نبوة أخري عن يهوذا الاسخريوطي علي أنه سوف يلقي مبلغ الثلاثين من الفضة، وهوالمبلغ الذي باع به سيده ، الي الفخاري في بيت الرب  " فقال لي الرب ألقها الي الفخاري الثمن الكريم الذي ثمنوني به . فأخذت الثلاثين من الفضة وألقيتها إلي الفخاري في بيت الرب  " (زك 11-13 ) 

    وقد تمت هذه النبوة عندما ألقي الثلاثين من الفضة في الهيكل ، ورفض رئيس الكهنة أن يأخذها ويضعها في خزينة الهيكل لأنها الثمن الذى دفع لإهراق دم وأمر أن توضع في شراء حقل الفخاري وهو حقل لدفن الموتي الغرباء الذين ليس لهم من يقوم  بدفنهم .

    وندم يهوذا علي فعله هذا وإعترف أنه سلم دمـا بريئـا كمـا هو مكتـوب "  حينئذ لما رأي يهوذا الذي سلمه أنه قد دين ندم ورد الثلاثين من الفضة إلي رؤساء الكهنة  والشيوخ قائلا قد أخطأ ت إذ سلمت دما بريئا. فقالوا له ماذا علينا . أنت أبصر. فطرح الفضة في الهيكل وانصـرف ثـم  مضـي  وخنق  نفسـه "  (مت27: 3- 10 ) .   كما لعن رب المجد يسوع شجرة التين لانهـا كانت خضــراء مورقة من الخارج ولكن ليس لها ثمر ، فوجدوها يابسة في اليو م التالي لانهـا كانت ترمـز الـي الرياء والخداع ، كذلك يهوذا  فقد خنق نفسه ومات لانه ظاهريا كان يقبـل المسيـح لـه المجـد ، وأمـا داخليا فقد كان يخونه ويبيعه بثلاثين من الفضة مثله في ذلك مثل شجرة التين .



16- إلقــاء القبـض علـي المسـيح   ومحاكمتـة

    تنبأ أشعياء النبي عن القبض علي المسيح له كل المجد ومحاكمتة  كما هو مكتوب " من الضغطة ومن الدينونة أخذ.  وفي جيله من كان يظن أنه قطع من أرض الأحياء إنه  ضرب  من  أجل  ذنب  شعبي  "

(أش53 :  8  )

    وقد تحققت هذه النبوة عندما أرسل رئيس الكهنة الجنود ليقبضوا علي رب المجد يسـوع  " فــي تلك الساعة قال يسوع للجموع كأنه علي لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني  ...........   والذين أمسـكـوا يسـوع مضـوا بــه الــي قيـافـا رئيـس الكهـنـة  حيــث إجتمــع الكتبـــة والشـيـــوخ "(مت 26: 55-57 ) .

" ولما كان الصباح تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب علي يسوع حتي يقتلوه . فأوثقوه  ومضوا  به  ودفعوه الي بيلاطس البنطي الوالي " (مت 27: 1 -  2 )   .   وبينمــا كان الوالـي جالسـا علي كرسي الولايـة قـام رؤسـاء الكهنـة  والشـيـوخ بتحريـض الشعـب ليطلبوا من بيلاطس الوالـي أن يهلكـوا يسوع . فخـيرهم بيلاطس بيـن أن يطلـق لهـم بارابـاس أم يسـوع  ،  فقـا لوا باراباس. فقام بيلاطس وغسـل يديه بماء قدام الجمـع وقال لهم أنـا بـرئ من دم هـذا البـار لانـه كان يعـلم أن  ر ب المجد يسوع   برئ من أي ذنب وقال لهم ثلاث مرات كمـا هـو مكتـوب فـي انجيــل معلمـنا يوحـنـا الاصحاح الثا من عشر والتاسـع عشـر " أنـا لا أجـد فيـه علـة  واحـده " .  فكانـوا يزدادون صراخـا قائلـين  ليصلب. "  أجـاب  جميـع الشعـب وقالـوا  دمـه عليـنا وعلـي  أولادـنا . " (مت 27 :25 ) .  ويعتبر تصرف بيلاطس  البنطي هذا خسة وجبن  لأنه كان يخشي الشعب  لأنهم هددوه برفـع شكـوي الـي قيصر  (يو 19:  12 )  وقد تكـررت هذه الواقعـه في الأناجيـل الاربعـه ، مـرقـس فـي الاصحـاح الرابـع عشـره ولوقــا فـي الاصحـاح الثـالـث والعشـرين ويـوحنـا فـي الاصحـاح الثا مـن والعشـرين .



17- المسـيح   تحمـل الآلام والأحـزا ن

    تنبأ أشعياء النبي عن تحمل المسيح له المجد الالآم والأوجاع  والاحزان فقال   " لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها  ونحـن حسبنـاه مصـابا مضـروبا  من  الله  ومذلـولا. وهو مجـروح لأجـل معاصينا مسحوق لأجل أثامنا  تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا " (أش53: 4 - 5 ). وأيضا "  أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن . إن جعل نفسه ذ بيحة إثم  ...... وعبـدي البار بمعرفتة يبـرر كثيرين وآثامهم هو يحملها "  (أش 10:53-11 )  .                                                                                                    

    فالألام والأحزان التي تحملها المسيح له كل المحد وهو علي هذه الارض تفوق كل تصور في قسوتها وبشاعتها . ففي هذا المجئ الاول جاء الينا بإرادته وحده وسلطانه  ليقدم نفسه ذبيحة حية مرضية أمام الله لفدائنا ولمصالحتنا مع الله .  " أي إن الله كان في المسيح مصالحا  العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعا فينا كلمه المصالحة " (2كو5 : 19 ). ففي أيام البسخه المقدسه يرتل الشعب قائلين " المسيح مخلصنا جاء وتألم عنا لكي بألامه يخلصنا.   نسألك أيها الصالح أن تصنع معنا رحمة كعظيم رحمتك ."

    أما في مجيئه الثاني ، فإن المسيح الذي ارتبطنا به والذي نؤمن به فإ ننا  سـوف نقتـرن بـه فـي مشهد سماوي رائع كقوله  "  لأن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سـوف ينـزل من السمـاء والأمـوات فـي المسيـح سيقومون أولا ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعـا معهـم فـي    السحاب لملاقا ت الرب في الهواء. وهكذا نكون كل حيـن  مـع الـرب " (1تس4 : 16 - 17 ) .  وأمام هذا المشهد الرائع لا يسعنا إلا أن نقول آمين تعالي أيها الرب يسوع وعجل بالحضور فاننا في إشتياق للقاء.



18– أحضــروا شهـود  ِزور ليشـهدوا ضـد المسـيح

    تنبأ داود النبي  بأنهم سيقدمون شهود  زور ليشهدوا ضـد المسيح له المجِد أثناء محاكمته ، كما هو مكتوب  "  لا تسلمني الي مرامي مضايقي . لانه قد قام على شهود زور ونافث ظلم"(مز12:27   ). ومعلمنا داود النبي هنا لا يتكلم عن نفسه لأنه لم يقدم لأي محاكمة أثناء حياتـه حتي يحضـروا شهود  زور ليشهدوا ضده ، ولكن من الواضح أنه كان يتنبأ عن رب المجد يسوع .

    وقد تحققت هذه النبوة عندما أحضر رؤساء الكهنة شاهدي زور  كما هو مكتوب " وقالا هذا قال إني  أقدر أن أنقض هيكل الله وفي ثلاثة أيام أبنيه " (مت 61:26  ) . وأيضا  "  ثم قام قوم وشهدوا عليه زورا قائلين . نحن سمعناه يقول إني انقض هذا الهيكل المصنوع بالأيادي وفي ثلاثة أيام أبني آخرغيـر مصنـوع بأيـاد "  (مر14: 57 -  58 ) . ومـن الواضـح أن شهـود الـزور حرفـوا أقـوال المسيح له المجد لانه عندما قال  "  انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه . " (يو2: 20 ). فالمسيح له المجد كان يقول ذلك عن هيكل جسده الطاهر لأنه صلب وقبر وفي اليوم الثالث قام .



19 – لـم يدافــع المسيــح عـن نفسـه

    تنبأ أشعياء النبي عن ذلك بقوله  "  ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاه تساق الي الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتـح فـا ه  "  (أش53 :7 ) . المسيـح له المجـد لم يدافـع عـن نفسـه أثنـاء محاكمتة  أمام رئيس الكهنة وأيضا أمـام الوالـي بـل فضـل الصمت لأ نه عا لـم أنه لا بـد أن يتـم المكتوب ومن أجل هذا قد جاء ليتمم مشيئة الله ألاب وأيضا لان خطايانا لاتحتاج الي دفاع بل الي فداء.

وقد تمت  هذه النبوة كما هو مكتوب  "  فقام رئيس الكهنة وقال له أما تجيب  بشئ . ماذا يشهد به هذان عليك. وأما يسوع فكان ساكتا ...... " (مت26 : 62 - 63 ) .  وأيضا   "  فوقف يسوع أمام الوالي فسأله الوالي قائلا أأنت ملك اليهود. فقال له يسـوع أنت تقـول. وبينمـا كـان رؤسـاء الكهنـة والشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشئ "  (مت27  : 11 - 12 ) ،لان رب المجد يسوع يعلم أنه جاء من أجل هذا لكي يتمم خطة الله الآب لخلاص البشرية ولذلك فإن آخر كلمتين نطق بهما رب المجد يسوع قبل أن يسلم الروح  هما " قد أكمـل " فالمسيح له كل المجد قد أكمل النبوات وأكمل خطة الله الآب وأيضا أكمل لنا الخـــــلاص.



20- ’ضــــرب و’بصــــق علي وجـــه المســــيح

    تنبأ أشعياء النبي عن ذلك فقال  "  بذلت ظهري للضاربين وخدي للناتفين . وجهي لم أستر عن العار والبصق "  (أش50: 6 )   يا للعار وللمهزلة ، المسيح له كل المجد جال يصنع خيرا ، يشفي مرضي يقيم موتى ‘ يخرج شياطين ، يشبع النفوس الجائعه ‘  يحول الماء الي خمر في عرس قانا الجليل ويخلق عينين للمولود أعمي ومعجزات أخري كثيره    ومع كل هذا  كانوا يستهـزئون بـه  لان الشيطان  قد  أعمي عيونهم فلا يبصرون وأصم آذانهم فلا يسمعون ، " فقد تمت فيهم نبوة أشعياء القائلة تسمعون سمعا ولا تفهمون . ومبصرين تبصرون ولاتنظرون "  (مت13:14 ، أش­9:6  )  .

    وقد تحققت هذه النبوه فقد جلدوا رب المجد يسوع علي ظهره  ولطموه وبصقوا علي وجهه  كما هو مكتوب  "  حينئذ بصقوا علي وجهـه ولكمـوه . وأخـرون لطمـوه "  (مت27  : 67 )  وأيضا  " فابتدأ قوم يبصقون عليه  ويغطون وجهه ويلكمونه ويقولون له تنبأ . وكان الخدام يلطمونه " (مر  14 : 65 ).  فإذا كانت الجموع قي ذلك الوقت تستهزئ برب المجد يسوع ويظنون فيه الضعـف  والمذله ،  فالمؤمنون في إسبوع الآلام يرتلون تسبحة  "  لـك القـوة والمجـد والبركة والعزة يا عمانوئيل إلهنا وملكنا " لانهم يعرفون أنه تحمل كل هذا لكي يدفع عنا الدين ويخلصنا من خطايانا  لأنه يحبنا.   



21- المســــيح  مكـــــــروه بـــــــلا ســــبب

    تنبأ داود النبي عن كراهية اليهود  وبغضهم  لمخلصنا  يسوع المسيح  كما هو مكتوب في  المزمور

 " بكـلام  بغـض أحاطوا بي . وقاتلوني بلا سبب . بد ل محبتي يخاصمونني أما أنا فصلوه. وضعوا علي شرا بدل خيـر وبغضـا بد ل حبي " (مز109 :3  - 5) .  وأيضا  "  كل الذين يرونني يستهزئون بي  " (مز7:22 ) .

      لقد ولد المسيح له كل المجد ليفدي ويخلص ما قد هلك ، أعطي حبا فأعطوه بغضة وكراهية ، أعطي سلاما  فأعطوه خصاما وإنتقاما ، صنع معهم آيات ومعجزات كثيرة فصنعـوا معـه شـرا .

    وقد تمت هذه النبوة كما جاء في إنجيل معلمنا يوحنا البشير " لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالا لم يعملها أحد غيري لم تكن لهم خطية . وأما الأن فقد رأوا وأبغضوني أنا وأبي . لكن لكي تتم الكلمة المكتوبة في ناموسهم أنهم أبغضونـي بلا سبـب " .(بو24:15-25).  أوضـح رب المجـد يسـوع المسيح هنا علي فمه الطاهر أنهم جلبوا علي أنفسهم دينونه بلا سبب وبدون مبرر .


22– صلـــــــب المســــيح

    تنبأ   داود النبي عن صلب مخلصنا يسوع المسيح وذلك قبل مجيئه بما يقرب من ألف سنة كما هو مكتوب في المزمور " لأنه أحاطت بي كلاب . جماعه من الاشرار إكتنفتني . ثقبوا يدي ورجلي . أحصي كل عظامي . وهم ينظرون ويتفرسون فيّ. يقسمون ثيابي بينهم وعلي لباسي يقترعون" (مز22:16- 18) .   لم يكن  داود التبي يتكلم عن نفسه لانه مات ميتة طبيعية وهو في فراش الشيخوخة  كما هو موضح  في سفر ملوك الاول (1 مل2  :  10 ) لكنه كان يتنبأ عن أية ميتة مزمع أن يموتها المسيح له المجد .

    كما حمل إسحق حطب المحرقة علي كتفه ، كذلك المسيح له المجد حمـل الصليب الي الجلحثـة موضع المحرقة. وقد حول المسيح له المجد الصليب من صليب  لعنة  "  ملعـون  كل  من علـق علي  خشبه  "  (غل3: 3 1) الي صليب قوه  "  كلمه الصليب عـند الهالكيـن جهالـه أمـا عندنـا نحـن المخلصين فهي قوة الله  "  ( 1كو1 : 18 ) ، والي صليب إفتخار  " وأما من جهتي فحاشا لي ان أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم ." (غل14:6-15 ) ، والي صليب البر "  الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده علي الخشبة لكي نموت عن الخطايـا فنحيا للبر "  (1بط2 : 24).

    المسيح له كل المجد دائم العطاء ، حتي وهو علي الصليب في كل هذه الآلام ، فطلب المغفرة لصالبيه " يا أبتاه إغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون "  ( لو 23: 34 ) ، وقال لـلص اليمين " الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس " (لو 23:  43 ) . وأيضا " فلما رأي يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفا قال لأمه يا امرأه هوذا ابنك. " (يو26:19) .



     وقد تمت هذه النبوة كما هو مكتوب  " ثم ان العسكر لما كانوا قد صلبوا يسوع اخذوا ثيابه وجعلوها أربعة أقسام لكل عسكري قسما . وأخذوا القميص أيضا . وكان القميص بغير خياطة منسوجا كله من فوق. فقا ل بعضهم لبعض لا نشقه بل نقتـرع عليـه لمـن يكـون "  (يو19 :  23) . 

وقد إشتركت ألأقانيم الثلاثه الاب والإبن والروح القدس في ذبيحه الصليب ،فالله ا لآب من محبته لنا بذل إبنه الوحيد كما هو مكتوب  "  لأنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية " (يو16:3 ) .والله الابن من محبته لنا  بذل  ذاته  من  أجلنا  كما  هو  مكتوب

"  اسلكوا في المحبه كما أحبنا المسيح أيضا وأسلم نفسه لأجلنا قربانا وذبيحـة لله رائحه طيبه " (أف2:5) ،  وأيضا  "  وإذ وجـد في الهيئـه كإنسان وضـع نفسـه وأطاع حتي الموت موت الصليب " ( في8:2) .

والروح القدس أيضا قد إشترك في ذبيحة الصليب كما هو مكتوب "  فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عـيب يطهـر ضمـائركـم مـن أعمـال ميتـه لتخدمـوا الله الحـي " (عب14:9) .

قداسه الله الكامله وعدله هي سبب رفضه للخطيـة في حيـاة الإنسـان ، وسقـوط الإنسـان في كسـر وصايا الله إستلزمت أن يكون هناك فداء سواء عن طريق الذبائح الحيوانية كما كان في العهد القديم  او عن طريق ذبيحة إلاهيـة أبديـة  ، فالمسيح له المجد قد إفتدانا وخلصنـا مـن خطايانا ، بـل خلـص البشرية كلها منذ بدء الخليقة وحتي نهاية الأيام  وهو معلق علي الصليب . صليب رب المجد يسوع الذي علق عليه يعلن مقدار الحب الإلهي  لكل إنسان يؤمن به ويقبله فاديا ومخلصا  لأنه قد اشترانا بدمه وأننا قد دفنا معه في المعمودية كما هو مكتوب في هوشع النبي " من يد الهاوية أفديهم . ومن الموت أخلصهم . أين أوباؤك يا موت أين شوكتك يا هاوية. تختفي الندامة عن عيني"(هو14:13 )  ومعلمنا بولس الرسول يحذرنا  " قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله " (1كو20:6) ، وأيضـا قولـه " لذلك ونحن قا بلون ملكوتا لا يتزعزع ليكن عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية  بخشوع وتقوي . لأن إلهنـا نـار آكله "  (عب 28:12- 29)  وأيضا يعلن لنا محو صك خطايانا "  لأنه هو سلامنا الذي جعـل الاثنيـن واحـدا ونقـض حائط السياج المتوسط  أي العداوه . مبطلا بجسده ناموس الوصايا في فرائض لكي يخلق الاثنين في نفسه إنسانا واحدا جديدا صانعا سلاما ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلا العداوة به " (أف14:2- 16 ) .



23– لــــم تكســـــــر عظمـــــه مــــن عظــــــــام المســــيح

    تنبأ أيضا داود النبي عن أن عظام رب المجد يسوع لن تكسر كقوله في المزمور  "  كثيرة هي بلايا الصديقين ومن جميعها ينجيهم الرب. يحفظ جميع عظامه وواحدة منها لا تنكسر " (مز 34:  19-20).

     وقد تمت هذه النبوة كما هو مكتوب "  ثم إذ كان إستعداد فلكي لا تبقي الاجساد علي الصليب قي السبت لأن يوم ذلك السبت كان عظيما سأل اليهود بيلاطس أن تكسر سيقانهـم ويرفعـوا. فأتي العسكر وكسروا ساقي الأول والآخر المصلوب معه .  وأما يسوع فلما جاءوا اليه لم يكسروا ساقيه لانهم رأوه قد مات  " (يو 19 : 31 - 33 ).  عملية الصلب تمـت يوم الجمعـة وهـي عشيـة عيـد الفصح اليهودي ولكي لاتبقي الأجساد معلقة علي الصليب في هذا العيـد المقـدس لديهـم ، سألـوا بيلاطس أن تكسر سيقانهم  لكي يعجلوا بموتهم ، فلما جاء العسكر وجدوا أن المسيح له المجد قد مات فلم يكسروا ساقيه إتماما لهذه النبوة ، لكنهم كسروا ساقي اللصين المصلوبين معه .

من عاده اليهود أن يذبحوا خروفا حولي بلا عيب في عيد الفصح لكي يكفروا عن خطاياهم  وهذا يرمـز الـي فصحنـا الحقيقي رب المجد يسوع الذي حينما رآه يوحنا المعمدان آتيا من بعيد أشار عليه وقال  "  .... هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم " . (يو1 : 29)  .

بصلب المسيح له المجد دفع الدين عنا لان أجرة الخطية موت ، وبدون سفك دم لاتحدث مغفرة  ، فقد حمل في جسده الطاهر وهو معلق علي الصليب كل خطايا البشرية وقد م ذا ته بإرادته وحده وسلطانه ذبيحة حية مرضية أمام الله الآب وأعطانا الخلاص كما هو مكتوب  "  الذي أسلم من أجل خطيانا وأقـيم لأجـل تبريرنـا "  (رو4: 25)  .  فـإذا آمنـا بالمصلوب وقبلنا أنه وضعت عليه خطايانا ، فإننا نعود الي السلام والشركة مع الله وكما يقول الأب الكاهن في القداس ا لإلهي  أنه  أي  المسيح  "  صالح  السمائين  مع الأرضيين وجعل الإثنين واحدا "    والدم المسفوك علي عود الصليب كان فيه الكفاية لكسر الحاجز المتوسط وهو دين الخطية  لذلك فإنه بمجرد رفـع جسـد المسيـح الطـاهر علي الصليب صرنا تحت عمل برالله الذي هـو دم المسيـح له كل المجـد ونلنـا غفراننـا لخطايانـا " الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غني نعمته " ( اف 7:1 ) .  بألإيمان نحصل علي الخلاص وبالخلاص ننال التبني ، ولكن إيماننا وخلاصنا وبنويتنا لابد أن تكون مقرونة بالاعمال الصالحه والجهاد المستمر طول أيام حياتنا علي هذه الارض.  وفي العهد القديم كانت  ذبيحة السلامة و ذبيحة المحرقة و تقدمة الدقيق ترمز الي رب المجد يسوع. هذه القرابين الثلاثة يذكر فيها أنها ترفع رائحـة سرور للرب ولا ذكر للخطيـة أو الإثم فيهـا.  سفـر اللاويين يذكر أنه يقدم جزء أساسي من ذبيحة السلامة الي الله ‘ ويأكل منها الكاهن  وبنوه  ومقدم الذبيحة .  فهي ذبيحة الشركة وفي نفس الوقت ذبيحة السلامة ‘ فهي ترمز إلي  السلام الذي أقيم بين الانسان الخاطئ والله علي أساس كفاره المسيح . ومن طقوس ذبيحة السلامة أن مقدمها  "  يضع يده علي رأس قربانه ويذبحه قدام باب خيمه الاجتماع  ،  ويرش بنو هرون الكهنة الدم علي المذبح مستديرا.   ويقرب من ذبيحة السلامة شحمها  وقودا للرب .......  " ( لا3 : 1-9 ) .   وضـع اليـد علي رأس الذبيحة يرمز الي أنها تنوب عنه وأن خطاياه تنتقل منه الي هذه الذبيحـة وتمـوت عنـه .  و رش الدم علي المذبح مستديرا يرمز الي أن خطايا البشر إنتشرت حول الكرة الارضية، ورش الدم  بهذه الطريقة يرمز الي دم الفادي والمخلص الذي يطهرنـا ويطهـر كل المؤمنـين بـه مـن كل خطية في جميع أنحاء الكرة الارضية. كقوله  "  ....فأري الدم وأعبر عنكم ... " (خر12 :13 )  .

أن كل انسان علي الارض قد اشترك في ذ بح حمل الله  عندما علق علي الصليب ولم يكن فقط عسكر الوالي أو اليهود او يهوذا الاسخريوطي هم وحدهم ، لان الكل  أخطأوا وفسدوا واعوزهم مجد الله ، لذلك كانت ذ بيحة  المسيح وعمله الكفاري من اجل تبريرنا تعطينا  سلام كامل مع الله الأب ومع أنفسنا كما هو مكتوب "ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعا فينا كلمة المصالحه."(2  كو5:  9 1)  .  وسفر اللاويين  يذكر فيه خمسة ذبائح  هي  : المحرقة في اللاصحاح الاول ‘ وقربان تقدمة ( من دقيق) في الاصحاح الثاني ‘ وذبيحة السلامة في الاصحاح الثا لث  ، وذبيحة الخطية في الاصحاح الرابـع وذبيحـة الإثـم فـي الاصحـاح الخامس .



24-  أحصـــــــي  المســــيح مــــــع أثمـــــــه

    تنبأ أشعياء النبي عن أن المسيح له المجد سوف يعد م بين الاثمه  " لذاك أقســم لـه بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من أجل أنه سكب للموت نفسه وأحصي مع أثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المؤمنين " (أش53: 12 ).

ومع أنه  ملك الملوك ورب الارباب قدوس إسرائيل البار الله الكلمة المتجسد إلا أنهم حسبوه أثيما ، ولكن من عظم محبته لهم وهو علي الصليب  طلب من الله الأب قائلا  "  يا أبتـاه إغفـر لهـم لأنهـم لا يعلمـون مـاذا يفعلـون  " ( لو23 : 34).

     وقد تمت هذه النبوة كما هو مكتوب  " وصلبوه مع لصين واحد عن يمينه وآخر عن يساره. فتم   ما كتب في الكتاب القائل " وأحصي مع أثمه "  ( مر15 : 27 - 28) .



25-  عطــــــش  المســــيح فسـقـــــوه  خــــــلا

    تنبأ داود النبي عـن ذلك كما هو مكتوب  " ويجعلون في طعامي علقما وفي عطشي يسقوني خـلا " (مز69 : 21 ).

مروي الجموع  الذي قا ل بفمه الطاهـر " أنا هو ينبوع الماء الحـي  " فهو واهب الخلاص وماتح  الحياة الأبدية ، جاء الي عا لمنا هذا وعطش ولما سقوه أعطوه خلا بدلا من الماء ، كل هذا من أجل أن تتم النبوة .

    وفد تمت هذه النبوه في ملئ الزمان كما هو مكتوب  "  وبعد هذا رأي يسوع أن كل شئ قد كمل فلكي يتم الكتاب قا ل أنا عطشان . وكان إناء موضوعا مملوء خـلا. فملأوا إسفنجه من الخل ووضعوها علي زوفا وقدموها الي فمه  " ( يو 19: 28 - 29)  .   وأيضا  "  وللوقت ركض واحد منهم وأخذ إسفنجه وملأها خـلا وجعلها علي قصبة وسقاه "  (مت 27 : 48) .



26-  متـــــــــروكـــــــا مـن اللــــــه  الأب لحظيــــة

     تنبأ داود النبي عن ذلك بقوله  "  إلهي إلهي لماذا تركتني بعيد عن خلاصي عن كلام زفيري " (مز22 : 1) . وأيضا أشعياء النبي تنبأ عن ذلك فقال " لحيظـة  تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك . بفيضان الغضب حجبت وجهي عنك لحظة وبإحسان أبدي أرحمك قال وليك الرب " (أش7:54- 8) .   

    المسيح له المجد هو " إلهــاً متأ نســاً " فقد اتحد لاهوته بناسوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغير،والأب الكاهن في القداس الإلهي يقول أن " لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين "  ،  فقــد كـان بحكـم ناسـوتـه " يعطـش ويجـوع " (يو7:4) ،" ويتعـب  "(يو6:4) ، " ويبكي "(يو35:11) ، " ويحزن " (مر34:14) ،  وشابهنا في كل شئ ما خلا الخطية وحدها كقول معلمنا بولس الرسول " لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا بل مجرب في كل شئ مثلنا بلا خطية . " (عب15:4) .

    المسيح له المجد بلاهوته كان " يشبع الجوعان "(يو10:6) ، " ويروي العطشان"( رؤ6:21)، "ويريح المتعبين" (مت28:11) ، " ويعزي الحزيـن "(2كو3:1-4) ، " ويقيــم الموتـي ويشفــي المرضي ويخرج الشياطين والأرواح النجسة "  ، كقول معلمنا بطرس الرسول بوحي من الروح القدس  " الذي حمل هو خطايانا في جسده علي الخشبة " (1بط24:2) ، وأيضا " إذ أرسل الله ابنه في شبه جسد الخطية دان الخطية في الجسد "(رو3:8) ، وأيضا " مماتا في الجسد ولكن محيّ في الروح " (1بط18:3) ، وكما قال رب المجد يسوع بفمه الطاهر " أنا في الآب والاب فيا " .

    وقد تحققت هذه النبوه في قوله " ونحو الساعه التاسعه صرخ يســوع بصوت عظيـم قائلا إيلي إيلي لما شبقتني أي إلهي إلهي لماذا تركتني" ( مت 27: 46)  . أيضا " وفي الساعةالتاسعة صرخ  يسوع بصوت عظيم قائلا إلــوي إلــوي لما شبقتنــي. الـذ ي تفسيــره إلهــي إلهــي لمــاذا تركتنــي " (مر15: 34) . ونظرا لأن يسوع المسيح له المجد وهو علي الصليب قد حمل كل خطايا البشرية منذ أبونا آدم وحتي نهاية الزمان ، بسرور بن،اء علـي إرادتـه وحـده وسلطانه وحده ، ووقف موقف الخطاة كقول معلمنا بولس الرسول بالروح القدس " الذي لم يعرف خطية صار خطيـة لأجلنـا "  (2كو21:5) ، لذلك حجب الآب وجهه وأداره عن المسيح لحيظة ، لأنه كان حامل لكل نجاسات الإنسان ، فكان المسيح هو" حمل الله الذي يرفع خطية العالم . " (يو29:1).



27-  دفـــــن المســـــيح

   تنبأ أشعياء النبي عن دفن رب المجد يسوع فقال " وجعل مع الاشرار قبره ومع غني عند موته " (أش53 : 9) .     وأيضا تنبأ داود النبي عن دفنه فقا ل "  يبست قوتي كالفخار ولصق لساني بحنكي . والي تراب الموت تضعني " (مز15:22) .

    كان المسيح له المجد في نظر رؤساء الكهنة اليهود رجل مجرم وشرير لذلك صلبوه مع لصين واحد عن يمينه وآخر عن يساره ، وكان المفروض أن يدفن معهم بعد موته . لكن العناية الإلهية رتبت رجل غني من الرامه إسمه ، يوسف وهذا كان أيضا تلميذا ليسوع المسيح له المجد . فذهب يوسف الرامي الي بيلاطس الوالي وطلب منه أن يأخذ جسد الرب  ويدفنه . فأمر الوالي بأن يعطوه الجسد.

    وقد تحققت هذه النبوة  عندما أخذ يوسف الرامي الجسد وكفنه ووضعه في قبر جديد كما هو مكتوب " فأخذ يوسف الجسد ولفه بكتان نقي . ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة ثم دحرج حجرا كبيرا علي باب القبر ومضي "  (مت27: 9) .

 وأيضا " وكان في الموضع الذي صلب فيه بستان وفي البستان قبر جديد  لم يوضع فيه أحد قط  . فهناك وضعا يسوع لسبب استعداد اليهود لأن القبر كان قريبا " (يو41:19-42 )  هذه الواقعه مدونه أيضا في كل من (لو 23 : 52 – 53) وفي (مر15: 3 4 - 46) .

الذي دفن في القبر هو الناسوت متحدا باللاهوت ، ونظرا  لأن اللاهوت يملأ السماء والارض لذلك لايحده قبـر، وهــو ما لئ الكل ومدبر الكل ويدير الكل .



28-  أتبــــــاع المســــيح تــــركـــوه    

    تنبأ أشعياء النبي  عن ان تلاميذ رب المجد يسوع المسيح وأتباعه تفرقوا وبعدوا عنه كما هو مكتوب " قد دست المعصرة وحدي ، ومن الشعوب لم يكن معي أحد " (أش63 : 3) ، وأيضا تنبأ زكريا النبي فقال "  استيقظ يا سيف علي راعي وعلي رجل رفقتي يقول رب الجنود. أضرب الراعي فتتشتت الغنم وأرد يدي علي الصغار"(زك13 : 7)، وأيضا " الذين رأوني خارجا هربوا عني " (مز11:31) ،  وأيضا " أحبائي وأصحابي يقفون تجاه ضربتي. وأقاربي وقفوا بعيدا " (مز11:38) .

    وقد تحققت هذه النبوات عندما تركه تلاميذه وأتباعه لوحده وهربوا ، فمنهم من سلمه ومنهم من أنكره ومنهم من ذهب الي بيته كما  قال لهم رب المجد يسوع بفمه الطاهر " هوذا تأتي ساعة وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحد الي خاصته وتتركوني وحدي ، وأنا لست وحدي لأن الآب معي " (يو16 : 32) ،  وأيضا " وأما هذا كله فقد كان لكي تكمل كتب الأنبياء . حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا " (مت26 :56) ،  وأيضا "  وقا ل لهم يسوع إن كلكم تشكون فيََّ في هذه الليلة . لأنه مكتوب أني أضرب الراعي فتتبدد الخراف ".  (مر14 :27) ، وأيضا  "  وكان جميع معارفه ونساء كن قد تبعنه من الجليل واقفين من بعيد ينظرون ذلك " (لو49:23) .



29-  قيـــــــــــــامــــــة المســــيح

    تنبأ  كل من داود النبي وهوشع النبي عن قيامة المسيح له المجد من بين الاموات كما هو مكتوب " لذلك فرح قلبي وابتهجت روحي . جسدي أيضا يسكن مطمئنا . لانك لن تترك نفسي في الهاوية  .  ولـن تـدع تقيـك يـري فسـادا  " (مز16: 9 ) وأيضا " يحيينا بعد يومين . في  اليوم  الثا لث  يقيمنا  فنحيا  أمامه . "

(هو6 : 2 ).



    إن نبوات العهد القديم تظهر لنا بوضوح كامل ، ثقة المسيح له المجد بأ بيه السماوي في أنه لن يترك جسده في القبر، متي سلم نفسه للموت فداءا عن كل من يؤمن به.، كذلك هوشع النبي تنبأ عن قيامة المسيح له المجد في اليوم الثالث .  ومعني في اليوم الثالث يقوم ، تشير الي أن الجزء من اليوم يحتسب يوما كاملا ، فالفتره من الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الجمعه الي الساعة الثانية عشره وهي منتصف ليلة السبت يعتبر يوما ، ومـن منتصـف ليلـة السبـت الـي منتصف ليلة الاحد يوم ثاني ، ومن منتصف ليلة الاحد الي  فجر الأحد يعتبر يوم ثالث ، وهذا النظام معمول به الأن في القوات الحربية في معظم دول العالم.

    وقد تحققت هذه النبوات كما هو مدون بالاناجيل الاربعة حيث قا ل رب المجد يسوع لتلاميذه " هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم ، أنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسي والانبياء والمزامير وهكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الاموات في اليوم الثالث ، وأن يكرز بإسمه بالتوبه ومغفره الخطايا لجميع الامم " (لو24: 44 - 47) ، وفي داخل القبر ، في فجر يوم الاحد بشرملاكين النسوة حاملات الطيب " قالا لهن. لماذا تطلبن الحي بين الاموات. ليس هو ههنا لكنه قام . إذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل فائلا إنه ينبغي أن يسلــم ابــن الإنسان في أيــدي أنــاس خطــاة ويصلـب وفي اليوم الثا لث يقوم " (لو23: 5 - 7 ).  وأيضا " ولما دخلـن القبـر رأيـن شابا جالسا عن اليمـين لابسا حله بيضاء فإندهشـن . فقـا ل لهـن لا تندهشن . أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب . قد قام . ليس هو ههنا . هوذا الموضــع الـذي وضعوه فيه "  ( مر 5:16 -7).                                                            
 وفي إنجيل يوحنا البشير مكتوب " في أول الاسبوع جاءت مريم المجدليه الي   القبــر باكــــرا والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر , فركضت وجاءت الي سمعان بطرس والتلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه  وقالت لهمـا أخذوا السيد من القبـر ولسنـا نعـلم أين وضعـوه .فخـرج بطـرس والتلميذ الآخر وأتيا الي القبر .  وكان الاثنان يركضان معا . فسبق التلميذ ا لآخر بطرس وجاء أولا الي القبر . وإنحني فنظر الاكفان موضوعة ولكنه لـم يدخـل .  ثـم جـاء سمعان بطرس يتبعه ودخـــل القبر ونظر الاكفان موضوعة  والمنديل الذي كان علي رأسه ليس موضوعا مع  الاكفان بل ملفوفا في موضع وحده . فحينئذ دخل أيضا التلميذ الآخر الذي جاء أولا الي القبـر ورأي فآمـن لانهـم لــم يكونوا يعرفون الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من الاموات  "  (يو20: 1 - 9) ، وفي رساله معلمنا بولس الرسول" ولكن الآن قد قام المسيح من الاموات وصار باكوره الراقدين" (1كو15: 20).

 وقيامة رب المجد يسوع من بين الاموات تمت بفعل وبقوة الاقانيم الثلاثة الآب والإبن والروح القدس كما هو مكتوب " أيها الرجا ل  الإسرائيليون إسمعوا هذه الاقوال. يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم تعلمون . هذا أخذتمـوه مسلمـا بمشـورة الله المحتومـة وعلمـه السابـق وبأيـدي أثمـة صلبتمـوه  وقتلتمـوه. الـذي أقـا مـــــه اللــــــــــه  ناقضا أوجاع الموت إذ لم يكن ممكنا أن يمسك منه" (أع22:2- 24)، وأيضا  "  فالله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا متغاضيا عن أزمنه الجهل .لآنه أقام يوما هو فيه مزمع أن يدين المسكونة با لعدل برجل قد عينه مقدما للجميـع إيمانـا إذ أقامـــه مـن بيـن الامـوات  "   (أع 17: 30 - 31 ) .

كما يعلن لنا رب المجد يسوع أن قيامته من الاموات هي بسلطانه الالهي ( سلطان الإبن الافنوم الثاني )  "  لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضا ..  ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان ان أضعها ولي سلطان ان آخذها أيضا . هذه هي الوصيه التي قبلتها من أبي " (يو10: 17- 18 ) .

كما يعلن لنا القديس بولس الرسول أن الإقنوم الثالث  وهو الروح القدس قد إشترك في القيامة   " وإن كان روح الذي أقام يسوع من الاموات ساكنا فيكم فالذي أقام المسيح من الاموات سيحي أجسادكم المائتة أيضا بروحه الساكن فيكم  "  (رو8 : 11)

بقيامة المسيح له المجد وظهوراته بدأت القيامة الفعلية للإنسان من سقطة الخطية الموروثة.



30– ظهــــــــــــورات المســــــيح

     لقد ظهر رب المجد يسوع المسيح بعد قيامتة من الاموات الي المئات من الناس الذين رأوه بجسده الممجد أذكر منها  : -

1-  لمريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسي وبوحنا عند القبر الفارغ   (مت28: 9 - 10).

2-  لتلميذي عمواس  (لو24: 3 1- 32 ، مر16: 9 - 11 )

3-  لمريم المجدلية عند القبر الفارغ    (يو20:11 - 18)

4-  لمعلمنا بطرس في أورشليم  (لو24:  34  ، 1كو15 : 5 )        

5 – للتلاميذ العشرة  في العلية  (مر 14:16 ، لو 36:34 - 43 ، يو 25:19 )

6-  للتلاميذ الاحدي عشر في العلية ( يو26:20 - 31  ،1كو 5:15 )

7-  للتلاميذ السبعة عند بحر الجليل  (يو 1:21-23 )

8-  للتلاميذ الاحدي عشر علي الجبل في الجليل  (مت16:28 - 20  )

9-  لأكثر من خمسمائة أخ  (1كو6:15  )

10- ليعقوب أخو الرب  (1كو 7:15 ) ( أخو الرب حسب الطقس الكنسي تعني ابن خالتة مريم زوجه كلوبي .)

11- عند صعود الرب من جبل الزيتون  (أع 3:1- 8 ، مر 19:16-20  ، لو50:2 – 53)

هذه الظهورات تؤكد قيامة المسيح له كل المجد من بين الاموات وشهود العيان كثيرون ، وظهور المسيح له المجد كان بالجسد الممجد فقد دخل اليهم في العلية والابواب مغلقة  ، .   فالمسيح له المجد أثناء حياتة علي الارض كان يريد أن يثبت لهم لاهوتة  ،  وبعد قيامتة من الاموات كان يثبت لهم ناسوتة ."    ثم  قال لتوما هات إصبعك الي هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي  ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا  "  (يو27:20) . 

وسفر أعمال الرسل الذي كتبه معلمنا لوقا البشير يوضح أن المسيح له كل المجد ظل يظهر للرسل أربعين يوما " الذين أراهم أيضا نفسه حيا ببراهين كثيرة بعد ما تأ لم وهو يظهر لهم أربعين يوما ويتكلم عن الامور المختصه بملكوت الله " (أع3:1 ) ، وذلك لكي يفرحهم ويثبتهم ويقويهم ويؤكد لهم قيامتة المجيدة .  الرقم 40= 4x  10  ، رقم 10 يرمزالي الكمال وعدد 4  يرمزالي البشائـر الاربعة  إعلاننا بالبشارة بالخلاص في أرجاء المسكونة الأربعة  والرقم 40 له قدسيــه و معاني روحية جميلة فأمجاد قيامة رب المجد يسوع ظلت ترفرف في أرجاء المسكونة لمدة أربعين يوما والمسيح له المجد صام أربعين يوما ، والشعب الإسرائيلي مكث في البرية أربعين سنة قبل دخوله أرض الموعد ، وكان عمر موسي أربعين سنة عندما هرب الي أرض مديان (أع29:7 ) ومكث هناك مدة أربعين سنة (أع30:7 ) ثم دعاه الرب ليصبح نبيا لشعب إسرائيل لمدة أربعيــن سنــة (أع36:7.) .



31– قيـــا م  الكثــير مـن أجســاد القديســين الراقــدين بعــد قيـامة المســـيح

    تنبأ أشعياء النبي عن ذلك فقال  "  تحيا أمواتك تقوم الجثث . استيقظوا ترنموا يا سكان التراب .لأن طلك طل أعشاب والأرض تسقط الأخيلة  "  (أش 19:26) .

    وقد  تحققت هذه النبوة كما هو مكتوب  "  فصرخ يسوع أيضا بصوت عظيم وأسلم الروح . وإذا حجاب الهيكل قد إنشق الي اثنين من فوق الي أسفل . والارض تزلزلت والصخور تشققت . والقبور تفتحت وقام كثيرمن أجساد القديسين الراقدين. وخرجوا من القبور بعد قيامتة ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين"    (مت50:26 -53 ) .

القبور التي تفتحت وأجساد القديسين الراقدين التي قامت ودخلت المدينـة المقدسـة إنمـا مظهر مـن مظاهـر الفـرح والابتهاج علي الارض بقيامة رب المجد يسوع من بين الاموات ودليل علي الانتصار وعلي كسر شوكة الموت .  فالقديسين الراقدين قاموا ليشتركوا مع الملائكة والطغمات السمائية في الفرح والابتهاج .  وقيامة أجساد الاموات قد تكون مشجعا  لكثيرين مغلوبين من الخطية  والشهوات العالمية  لكي  يتوبوا ويعترفوا بخطاياهم أمام الأب الكاهن ويقبلوا المصلوب القائم فاديا ومخلصا ويحيوا حياة البر والطهارة وليتقدسوا في دمة الذكي  لأن دم المسيـح يطهرنـا مـن كـل خطية ، والله يأمرنا أن نكون قديسين كما أنه هو قدوس .



32-  المســــــيح  حجـــــــــــر الــــــــــزاويـــة

    لقد تنبأ خمسه من أنبياء العهد القديم عن حجر الزاوية الذي يرمز الي رب المجد يسوع المسيح وهذه النبوات هي :-

   تنبأ موسي النبي في سفر التكوين عندما بارك أبونا يعقوب ابنه يوسف  "  ولكن ثبتت بمتانة قوسه وتشددت سواعد يديه . من يدي عزيز يعقوب من هناك من الراعي صخر اسرائيل  " (تك24:49) . 

    كذلك تنبأ داود النبي  "  الحجر الذي رفضه البناؤن قد صار رأس الزاوية . من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا  "  (مز118: 22 - 23 )  .

     كما تنبأ أشعياء النبي  "  قدسوا  رب  الجنود  فهو خوفكم  وهو رهبتكم . ويكون مقدسا وحجر صدمة وصخرة عثرة لبني إسرائيل وفخا وشركا لسكان اورشليم  "  (أش13:8- 14 ).    وأيضا  "  لذلك هكذا يقول السيد الرب . هأنذا أوسس في صهيون حجرا حجر امتحان حجر زاوية كريما أساسا مؤسسا . من آمن لايهرب " (أش16:28) .

    وتنبأ دانيا ل ا لنبي  "  لأنك رأيت أنه قد قطع حجر من جبل لا بيدين فسحق الحديد والنحاس والخزف والفضـة والذهب  "  (دا45:2) ،  وهذا الحجر المقطوع من جبل بدون يدين يرمز الي رب المجد يسوع المسيح الله الكلمـة المتجسد ، والتمثال الذي رآه في حلمه الملك نبوخذ نصر والمكون رأسة من ذهب  يرمز



 الي المملكة البابلية سنة  605 ق.م.  ، وصدره وذراعاه من فضة  يرمز الي  مملكة مادي وفارس التي هزمت المملكة البابلية سنة 9 53 ق.م. ، وبطنه وفخذاه من نحاس يرمز الي المملكة اليونانية التي هزمت مملكة مادي وفارس سنه  330 ق.م. ، وساقاه وقدماهمن حديد وخزف ترمز الي المملكة الرومانية التي هزمت المملكة اليونانية سنة 146 ق.م. كما فسرها دانيال النبي  .

    وتنبأ زكريا النبي  "  فهوذا الحجر الذي وضعته قدام يهوشع علي حجر واحد سبع أعين. هأنذا ناقش نقشة يقول رب الجنود وأزيل اثم تلك الارض في يوم واحد  "  (زك9:3 ) ، وأيضا  "  من أنت أيها الجبل العظيم . أمام زربابل تصير سهلا . فيخرج حجر الزاوية بين الهاتفين كرامة كرامة له  "  (زك7:4 ) .

    وقد تمت كل هذه النبوات لأ ن حجر الزاوية عند بناء أي بيت كان يعتبر حجرا أساسيا لأن منه تقاس كل أبعاد البيت من طول وعرض وإرتفاع  وبدونه لا يكون البناء سليما . وهو يمرمز الي المسيح له المجد الذي رفضه رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب اليهودي فصار رأسا للزاوية  "  الحجر الذي رفضه البناؤن هو قد صار رأس للزاوية . من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا  "  (مت42:21 ) ، وأيضا " ومن سقط علي هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه  "  (مت44:21 ) .  فالمسيح له المجد عندما جاء كان هو أساس بناء وانشاء كنيسة الله ولكن قد يعثر الكثيرين به لانهم لم يقبلوه ولم يؤمنوا به ، أما من يؤمن به فإنه يجده إله السلام والمحبة ، إله الرأفة والتعزيات مريح المتعبين والثقيلي الاحمال  .   أما في مجيئه الثاني فسيكون المسيح له المجد الحجر الساقط من السماء ليسحق الأثمة والأشرار ويبيد الخطاة والمستهزئين والمتهكمين .، لانه في مجيئه الثاني سيأتي ليدين الناس حسب أعمالهم كما يقول الاب الكاهن في القداس الإلاهي  "  ليدين المسكونة بالعدل ويجازي كل واحد حسب أعماله  "  .







33– صعــــــــــود المســـــيح الـــي الســــــــــماء

    تنبأ معلمنا داود النبي عن صعود رب المجد يسوع المسيح الي السماء  " صعدت الي العلاء . سبيت سبيا . قبلت عطايا بين الناس وأيضا المتمردين للسكن أيها الرب الإله  "  (مز18:28) .

    وقد تحققت هذه النبوة  فقد رآه التلاميذ وبعض الشعب صاعدا الي السماء وأخذته سحابة عن أعينهم  "  وفيما كانوا يشخصون إلي السماء وهو منطلق إذا رجلا ن وقفا بهم بلباس أبيض .  وقالا  أيها الرجا ل الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون الي السماء.  إن يسوع هذا الذي إرتفع عنكم الي السماء سيأتي هكذا كمـا رأيتمـوه منطلقـا الـي السمـاء  "   (أع10:1-11 ) .     وأيضا "   وأخرجهم خارجا الي بيت عنيا. ورفع يديه وباركهم . وفيما هو يباركهم إنفرد عنهم وأصعد الي السماء  "  (لو50:24-51 ) .     وأيضا  "  لذلك يقول . إذ صعد الي العلا سبي سبيا وأعطي الناس عطايا . وأما أنه صعد فما هو إلا أنه نزل أيضا أولا الي أقسام الارض السفلي . الذي نزل هو الذي صعد أيضا فوق جميع السموات لكي يملأ الكل"(أف8:4- 10 ).

قبل  موت المسيح  علي الصليب كان الجحيم هو مكان إنتظار الابرار والأشرار، لذاك فإن المسيح له المحد بعد موته،  من علي الصليب ذهب الي الجحيم وسبي سبيا  أي انه  أخذ كل الذين ماتوا علي الرجاء ومعهم اللص اليمين الي الفردوس وهو مكان إنتظار الأبرار ، وقد قال رب المجد يسوع  بفمه الطاهر للص اليمين  "  ..... الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس" (لو43:23) .

    وقبل صعود رب المجد يسوع الي السماء طلب من الرسل ألا يبرحوا أورشليم كما هو مكتوب " وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم  أن لا يبرحوا من أورشليم  بل  ينتظروا موعد الاب  الذي  سمعتموه  مني  "

 (أع 4:1) ، وظلوا منتظرين لمدة عشرة أيام كاملة لان الروح القدس حل عليهم في يوم الخمسين وهو يوم ميلاد الكنيسة الأولي . ورقم 10 يرمز الي الكمال ، كما أن إنتظار مواعيد الله يحتاج الي الصبر والايمان بهذه المواعيد ، فالايمان هو " الثقه بما يرجي والإيقان بأمور لا تري " (عب 1:11 ) ، لان ذلك سيتم حسب ترتيب وتوقيت ومشيئة  الله ،فالروح القدس منبثق من الله الأب ومرسل من الله الابن.، وهذا يعتي أن الآب والابن إشتركا في إرسال الروح القدس .

    في يوم الخمسين حل الروح القدس علي الرسل  " وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين . وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار وإستقرت علي كل واحد منهم. وإمتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخري كما أعطاهم الروح القدس  أن ينطقوا " (أع2:2- 4) .               



34-  جلـــــوس المســــــيح عن يمــــــــيـن الاب

 تنبأ معلمنا داود النبي وقال" قا ل الرب لربي إجلس عن يميني حتي أضع أعداءك موطئا لقدميك"  (مز1:110 ) .

    وقد تحققت هذه النبوة كما هو مكتوب  "  الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الايام الأخيرة في إبنه الذي جعله وارثا لكل شئ الذي به أيضا عمل العالمين .  الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الاشياء بكلمة قدرتة بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي" (عب1:1-3 ).

لقد جـاء المسيح له المجد لكي يحمل عنا خطايانا ويطهرنا ،  فهو الوسيط الوحيد بين الله والناس الذي صالح السمائين مع الأرضيين وجعـل الإثنين واحدا  "  لانه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الانسان يسوع المسيح  . الذي بذل نفسه فدية لاجل الجميع الشهاده في أوقاتها الخاصه "  (1تي5:2- 6 ).

    المسيح  له كل المجد جا لس عن يمين الاب يشفع فينا كقول  معلمنا  بولس الرسول عن  طريق الوحي الإلهي  " من هو الذي يدين .  المسيح هو الذي ما ت بل بالحري  قام  أيضا  الذي هو أيضا عن يمين الله الذي أيضا يشفع فينا  "  (رو34:8 )  كذ لك  "  يا أولادي أكتب اليكم هذا كي لا تخطئوا . وإن أخطأ أحد فـلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضا "    (1يو1:2- 2 ) .

    الروح القدس أيضا يشفع فينا  كقوله  "  وكذلك الروح أيضا يعين ضعفا تنا . لاننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها "  (رو26:8 ).



35- المجئ  الثانــــــــــــي للمســــيح

    يؤكد الكتاب المقدس بعهديه حقيقة هامة وهي مجئ رب المجد يسوع مرة ثانية الي عالمنا هذا . وإننا كمؤمنين نعيش أيام  غربتنا في هذا العالم الشرير علي رجاء هذا المجئ الثا ني لأن وطننا كمؤمنين ليس علي هذه الارض فهي وطن مؤقت لأن الحياة علي هذه الارض فترة قصيرة جدا لو قورنت بالحياة الابدية ،  لذلك فإننا دائما نتطلع الي الحياة الابدية التي نتنعم فيها بوجودنا في حضرة الله والملائكة والقديسين والطغمات السمائية. أمـا با لنسبـة للأشـرار وغيـر المؤمنين فإن المجئ الثاني سيكون مرعبا ومخيفا لهم .

    وقد تنبأ أيوب البار عـن ذلك  "  أما أنا فقد علمت ان وليّ حي والآخر علي الارض يقوم . وبعد أن يفني جلدي هذا وبدون جسدي أري الله . الذي أراه أنا لنفسي وعيناي تنظران وليس آخر " (أي25:19 - 27 ) .  كان  في إسرائيل أيام أيوب ، الوليّ هو أحد أفراد الاسرة الذي يشتري حرية العبد . وهنا كان أيوب واثقا ومتأكدا أن ولية  رب المجد يسوع الذي إشتري حريتة بدمة الذكي الكريم هو حي  ، ومع أنه لايعلم أي شئ عن قيامة الاموات في المجئ الثاني إلا أنه تكلم بالروح عن قيامة  ا لجسد وكان كله إيمان وثقة أنه سيري الله بعد ان يفني جسده لانه واثق من عدل الله . كما تنبأ أشعياء النبي  "  تحيا أمواتك تقوم الجثث . استيقظوا ترنموا يا سكان التراب . لأن طلك طل اعشاب والارض تسقط الاخيلة  "  (أش19:26 )

    كذلك تنبأ دانيا ل النبي  "  وكثيرون من الراقدين في تراب الارض يستيقظون هؤلاء الي الحياة الابدية وهؤلاء الي العار للازدراء الأبدي  "  ( دا2:12).

    نبوة دانيا ل النبي هذه توضح لنا أنه في المجئ الثاني سوف يقوم الموتي ،  الأبرار الي المجد الأبدي والأشرار الي الهلاك الأبدي .  وفي ملئ الزمان ، ويؤكد لنا مخلصنا وفادينا رب المجد يسوع حقيقة المجئ الثاني الأكيدة فيقول بفمه الطاهر  "  لانه كما ان البرق يخرج من المشارق ويظه،ر الـي المغـارب هكـذا يكـون أيضـا مجـئ إبـن الإنسـان  "    ( مت27:24 ) ،  وقد أعطانا رب المجد يسوع المسيح علامات لهذا المجئ الثاني  "  وللوقت بعد  ضيق تلك الايام  تظلم الشمس والقمر لا يعطي  ضوءه والنجوم  تسقط  من السماء وقوات السماوات تتزعزع . وحينئذ تظهر علامه إبن الإنسان بقوة ومجد كثير .  فيرسل ملائكتة ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من أقصاء السماء الي أقصاها  "  (مت29:24 - 31 ) .  وعلامه إبن الإنسان التي ستظهر في السماء هي علامه الصليب المقد س   ، وفي رساله معلمنا يوحنا الاولي يقول بالروح القد س  " والآن أيها الاولاد اثبتوا فيـه حتي إذا أظهـر يكـون لنـا ثقـة ولانخجل منه في مجيئه " (1يو28:2 ) ، كما يوضح معلمنا بولس الرسول في رسا لته الأولي الي أهـل تسالونيكي  قائلا بالروح  "  لأن الرب نفسه بهتا ف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والاموات في المسيح سيقومون أولا .  ثم نحن الاحياء الباقين سنخطف جميعا معهم  في السحب  لملاقاة  الرب  في الهواء. وهكـذا نكـون كـل حين مع الرب  "   (1تس16:4-17 )  ، والصلاة الربا نية  التي علمنا إياها الرب يسوع نقول فيها  "  ليأ ت ملكوتك ، لتكن مشيئتك . كما في السماء كذلك علي الارض " فهي توضح لنا حقيقة وحتمية المجئ الثاني حسب ترتيب وتوقيت ومشيئة الله  له كل المجد والتقد يس الآن وكل أوان والي دهر الدهور كلها آمين . 



36– تحـــــــــــديــد زمـــــــــــان مــــــوت المســــيح

     تنبأ دانيا ل النبي عن زمان موت المسيح له المجد  بقوله " فاعلم وافهم انه من خروج الامر لتجديد اورشليم وبنائها الي المسيح الرئيس سبعه أسابيع واثنان وستون أسبوعا يعود ويبني سوق وخليج في ضيق الازمنة . وبعد اثنين وستين أسبوعا يقطع المسيح وليس له وشعب . رئيس آت يخرب المدينة والقد س وإنتهاؤه بغمارة والي النهاية حرب وخرب قضي بها . " (دا 9 :25-  26)

    وقد تمت هذه النبوه في ملئ الزمان بصلب المسيح له المجد علي الصليب سنة  30 ميلادية  وخراب اورشليم والهيكل سنه 70 ميلادية ، وقد أشاررب المجد يسوع الي ذلك في (مت1:24-2)، 

    وقد  انقسم المفسرون والباحثون في تفسير هاتين الآيتين الي قسمين ، القسم الأول يري أن هذه أمور رمزية وتعبر تعبيرا رمزيا لا حسا بيا عن عهود طويلة وأزمنة شاسعة في التاريخ . والقسم الثاني يري أنه بحسبة بسيطة يمكن إثبات أن هذه النبوة دقيقة جدا في تحديد صلب المسيح له المجد فقد أصدر  الملك أرتزركسيس فرمان  بعودة اليهود المسبين إلي إسرائيل لتجديد أورشليم ، وكان ذلك في السنة السابقة لتوليه الحكم أي سنة 453 ق.م.  وبناء علي هذه النبوة ، تكون المدة من وقت صدور الفرمان حتي صلب المسيح هي سبعة أسابيع وإثنين وستون إسبوع  ، بذلك يكو إجمالي المدة هو تسعة وستون إسبوعا  ، فإذا إعتبرنا الاسبوع سبعة أعوام ، يكون اجمالي المدة 69X 7 = 483 سنة ، وبذلك يكون الفرق بين 483  سنة وبين صدور الفرمان سنة  453 ق.م. هو 30 سنة ميلادية  ، وهي السنة التي صلب فيها رب المجد يسوع حسب التقويم الميلادي .

المهم في هذه النبوة هو ان الله يعطي  الأنبياء ورجاله القديسين هذه النبوات بالهام وارشاد من الروح القدس ، فذكره في هذه النبوة " المسيح الرئيس "  وأيضا " يقطع المسيح  وليس له وشعب " توضح ان المسيح له المجد سوف يأتي ويقدم نفسه ذبيحة علي صليب الجلجثه لفداء البشرية ولكي يبطل الطقوس الموسوية وكل الذبائح  الحيوانية  ، ويتمـم الفـداء والخلاص  لشعبه ، فذكره إسم المسيح في هذه النبوة مع ان هذه النبوة قد كتبت قبل ميلاد المسيح له المجد بما يقرب من ستة قرون د ليل واضح علي عظمة هؤلاء الأنبياء ، ومعلمنا بطرس الرسول يقول " نـا ئليـن غـايـة إيمـانكـم خـلاص النفوس. الخلاص الذي  فتش وبحث عنه  أنبياء . الذين تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم  باحثين أي وقت أو ما الوقت الذي  كان يدل عليه  روح المسيح  الذي فيهم إذ سبق فشهد بالآلآم التي للمسيح والأمجاد التي بعدها.  "  (1بط1: 9-11 )  . 



37- المســــيح بـــن اللـــــــه

ذكر داود النبي عن أن المسيح له المجد هو ابن الله فقال " إني أخبر من جهه  قضاء  الرب.   قا ل لي أنت ابني . أنا اليوم ولدتك . اسألني فأعطيك الأمم ميراثا لك وأقاصي الأرض ملكا لك ." (مز7:2 -  8) .  المسيح له المجد هو الابن الوحيد لله وهو الوريث الوحيد لكل شئ  ،  وهو أيضا خالق الكل.  وكما هو مكتوب في بشارة الإنجيل لمعلمنا متي البشير " فلما إعتمد يسوع صعد للوقت من الماء . وإذا السموات قد إنفتحت له فرأي روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه . وصوت من السموات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ." (مت16:3 -  17) ، وهذه حقيقه لاهوتيه .



38- المســـــيح الخـــــــادم            

    تنبأ كل من زكريا النبي وأشعياء النبي نبوتين عن ان المسيح له كل المجد عبد  وخادم كما هو مكتوب  "......  .لأني هانذا آتي بعبدي الغصن  " (زك 8:3 ) ، وأيضا "  هوذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرت به نفسي. وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم . " (أش1:42 ).

لقد كان الختان علامة  للعهد  بين الله وأبونا إبراهيم ، فقد قطع الله عهدا مع أبونا إبراهيم كقوله " هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك . يختن منكم كل ذكر " (تك10:17) . وقد أصبح المسيح خادما للختان ، ليؤكد أن العهد هو بسفك دمه الطاهر علي عود الصليب ،المسيح له كل المجد مثل أعلي في حياة كل مؤمن ، فهو الذي  قبل الختان لكي ينتمي إلي شعب الله ،كذلك غسل أرجل التلاميذ ليعلمنا التواضع ، وأيضا لكي يعلمنا أن من أراد ان يكون سيدا فليكن اولاعبدا.

    وقد تحققت هذه النبوات كما هو مكتوب في بشارة الإنجيل لمعلمنا مرقس الرسول "لأن ابن الإنسان أيضا لم يأتي ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين " (مر45:10)



    من كل ما تقدم من آيات يتضح أنها قد كتبت بإرشاد من الروح القدس  وأن المسيح له كل المجد الله الكلمة المتجسد الأبدي الأزلي هو المحلص الوحيد للبشرية وأنه  "  ليس بأحد غيره الخلاص . لأن ليس إسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص . " (أع12:4) ، وكانت لهم رسالة الاهية واضحة وهي أن الخلاص مجاني ومتاح لكل إنسان من كل جنس ومن كل قبيلة ومن كل لون يؤمن ويقبل ويعترف ان المسيبح ربا ومخلصا له.





البــــــاب الثـــــا لث

                                                     

الخـــــــــلاص 



    الخلاص هو نعمة وهبة مجانية يهبها  الله الواحـد المثلث الأقانيم  لكل المؤمنين به.  وهذا الخلاص الإلهي كان في خطته منذ الازل  لعلمه السابق بأ ن البشرية سوف تسقط في الخطية  .

    يعلمنا الكتاب المقدس بعهديه ان المسيح له المجد هو الرب يهوه المخلص ، كقوله "  هوذا الله خلاصي فأطمئن ولا أرتعب لأن ياه يهوه قوتي وترنمي وقد صار لي خلاصا . فتسقون مياها بفرح من ينابيع الخلاص " (أش 2:12 -  3). ، وأيضا "  .... أنا هو . قبلي لم يصور إله وبعدي لا يكون. أنا أنا الرب وليس غيري مخلص " (أش10:43-11 )  أيضا قول يعقوب أبو الآباء " لخلاصك إنتظرت يا رب "  (تك18:49 ). أيضا قال داود النبي "  قوتي وترنمي الرب وقد صار لي خلاصا "(مز14:118   ) ،أيضا " الرب نوري وخلاصي ممن أخاف " (مز1:27) .  وقوله في سفر هوشع "  وأما بيت يهوذا فأرحمهم وأخلصهم بالرب إلههم " (هو7:1 ) .

    وفي العهد الجديد  قال معلمنا بولس الرسول " صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح يسوع جاء الي العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا " (1تيمو15:1) ، ايضا " .....أقام الله لإسرائيل مخلصا يسوع " (أع23:13) .  ، وعندما ظهر ملاك الرب ليوسف النجار قال له " فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع . لأنه يخلص شعبه من خطاياهم ." (مت21:1) لذلك إبتهجت وترنمت أمنا  العذراء مريم وقالت " .... تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي " (لو46:1) ، وعند مولده قال الملاك للرعاه " أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب " (لو11:2) ، وقد قال رب المجد يسوع بفمه الطاهر عندما كان في بيت زكـا  "  لأن ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك " (لو10:19) ،  وأيضا "وإن سمع أحد كلامي ولم يؤمن فأنا لا أدينه . لأني لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم"  (يو 47:12  ) .  فالخلاص هو نعمه وعطية من الله ، وفي ذلك يقول معلمنا بولس الرسول " لأنكم بالنعمه مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم . هو عطية الله . ليس من أعمال كيلا يفتخرأحد " (أف2: 8- 9) ، وأيضا " الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضي أعمالنا بل بمقتضي القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية . وإنما أظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذي أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل " (2تيمو1: 9- 10) . وهنا يوضح معلمنا بولس الرسول أنه بدون هذه العطية وهذه النعمة المجانية لما إستطاع أحد أن يخلص مهما كانت أعمالة صالحة .  كما أن معلمنا يوحنا البشير يقول "ونحن فد نظرنا ونشهد أن الأب قد أرسل الابن مخلصا للعالم . من إعترف ان يسوع هو ابن الله  فالله يثبت فيه وهو في الله " (1يو4: 14-15) .

    والتمتع بالخلاص الإلهي يتوقف علي الإنسان ، فلابد أن يؤمن بهذا الخلاص المجاني وأن يقبلة في حياته . وطريق الخلاص طريق طويل يحتاج الي مثابرة وجهاد مستمر ضد الخطية طوال حياة الإنسان علي الارض.    وهناك مراحل للخلاص لابد لأي إنسا ن أن يمر بها وهي :-

الإيمان ،  التوبه  ، قبول المعمودية  ، قبول مسحة الميرون المقدس ،  ممارسة الاسرار الكنسية من اعتراف وتناول من الاسرار المقدسة بإستمرار ، السلوك بالروح في خوف الله ، القيام بأعمال صالحة ترضي الرب حيث ان "  .... الإيمان بدون أعمال ميت " (يع 21:2 )  ، حمل الصليب وتحمل التجارب بشكر وبدون تذمر ، الثبا ت في الايمان المسيحي الي النفس الاخير .

     الله له دور في حياة الإنسان أثناء مراحل الخلاص هذه وأيضا الانسان له دور في حياته .



  1. الإيمـــــــا ن
         الإيمان هو  "  الثقة بما يرجي والإيقان بأمور لاتري " (عب1:11 ) . فالثقة بوعود الله وبكلامه وبتعاليمه لها دور كبير في نوال الخلاص  وهذا هو دور الانسان تجاه حياتة ،  أما دور الله  تجاه الانسان فهو انه يدبر وصول رسالة الايمان اليه عن طريق سماع عظة او قراءه الانجيل او التحدث مع أحد الآباء الكهنة. وفي ذلك يقول معلمنا بولس الرسول " فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به. وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به. وكيف يسمعون بلا كارز"(رو0 14:1) ، كما أن الروح القدس يعمل في الكلمة والمتكلم والسامع لأنه " ليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس " (1كو12: 3 )  .
        الإيمــان يعطينا سلام مع الله ومع أنفسنا  ويجعلنا أولادا لله كقول معلمنا بولس الرسول   "  فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح الذي به أيضا قد صار لنا الدخول بالإيمان الي هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر علي رجاء مجد الله " (رو1:5-2)  وأيضا "ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا " (رو8:5 ) ، وأيضا كقوله "  وأما كل الذين قبلوه  فأعطاهم سلطانا ان يصيروا أولاد الله  أي المؤمنين باسمه  "  (يو12:1 ) .  الإيمان يعطينا الخلاص  كما  قالا بولس وسيلا لسجان  فيلبي"  فقالا آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك  "  (أع31:16 ) .

    2 – التــــــــــوبــــــة
          التوبــــة  هي الندم والقيام من سقطة الخطيه وتركها بلا عودة .  وهذه الخطوة هامة جدا في حياة الانسان  ،  فالابن الضال  قال " الآن أقوم "   إنها تحتاج من الانسان الي إتخاذ قرار حاسم في حياته من أجل مصيره الأبدي ، أيضا نسنلزم  الاعتراف بخطاياه الي أب كاهن ، وأخذ توجيهات وإرشادات روحية منه ، لكي يقوم الاب الكاهن بقراءه التحليل عليه لمغفرة خطاياه حسب قول الرب " إقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتموها عليه أمسكت " (مت 22:2- 23) .
    الله له دوره الخا ص في التوبة فالروح القدس المنبثق  من الآب يبكت علي الخطية ويمنحه توبة  ويسهل الطريق ويرشد ويقوي الانسان لترك خطاياه السابقة لأنه لا خلاص بدون توبة كقوله " إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو3:13)  وأيضا  "  توبوا وليعتمد كل واحد منكم علي إسم  يسوع المسيح لغفران الخطايا  فتقبلوا عطيه الروح القدس "  (أع 38:2) . أما دور الانسان فهو الجهاد والمثابرة ضد الخطية وعدم اليأس او الإستسلام للإغراءآت المحيطة به .

    3 -  ســــر  العـمــــــــــا د
           العماد هو تطهير وغسل من الخطية وولادة ثانية من الماء والروح من أجل نوال البنوية . كقول حنانيا لشاول الطرسوسي " والآن لماذا تتواني. قم واعتمد واغسل خطاياك داعيا باسم الرب ."  (أع16:22 ) .
        العماد له طقوس وقراءات  تتم عن طريق أب كاهن او أسقف  ،  ففي أثناء الصلوات الخاصة لتفديس مياه المعمودية يقوم الاب الكاهن بإضافة  زيت الميرون المقدس  ليحل الروح القدس علي المياه ويقدسها ، ثم يغطس فيها الشخص ثلاث مرات علي إسم الثالوث الاقدس  كقوله "فدفنا معه بالمعمودية للموت حتي كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحيوه ." (رو4:6 ).
        بالمعمودية ننال غفرانا لخطايانا التي فعلناها  كقول معلمنا بطرس الرسول " توبوا وليعتمد كل واحد منكم علي إسم يسوع المسيح لغفران الخطايا  فتقبلوا عطية  الروح القدس " (أع38:2). أيضا بالمعمودية  ننال الخلاص ، كما قال الرب بفمه الطاهر " من آمن واعتمد خلص . ومن لم يؤمن يدن ." (مر16:16) ، وأيضا " إن كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله " (يو5:3 ) .
         كرنيليوس مع انه كان أمميا الا انه كان بارا ويخاف الله لذلك ظهر له الملاك  وقال له  " صلواتك وصدقاتك صعدت تذكار امام الله " وطلب منه ان يرسل رسل ويستدعي بطرس من يافا. وبينما كان بطرس يكلمه هو والذين معه بكلمة الله آمنوا وحل الروح القدس عليهم  وتكلموا بألسنة  " فإندهش المؤمنون الذين من أهل الختان كل من جاء مع بطرس لأن موهبة الروح القدس قد إنسكبت علي الأمم أيضا . .......... أتري يستطيع أحد أن يمنع الماء حتي لايعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن ايضا.وأمر ان يعتمدوا بإسم الرب " (أع 45:10 ، 47 - 48) .  حلول الروح القدس قبل العماد في هذه الحالة  بسبب وجود قوم من اليهود المتنصرين ينادون بضرورة تهود الأمم عن طريق ممارسة الناموس والطقوس اليهودية من ختان وتقديس السبت وممارسة الذبائح والأعياد اليهودية قبل قبولهم الايمان وتعميدهم ، لذلك كان حلول الروح القدس عليهم إشارة واضحة من الله علي قبول الامم بدون تهود.
    الختان في العهد القديم كان يرمز الي المعمودية ، كذلك عبور البحر الاحمر والخلاص من عبودية فرعون يرمز الي المعمودية كقول معلمنا بولس الرسول لأهل كلوسي  عن رب المجد يسوع " وبه أيضا ختنتم ختانا غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح . مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم ايضا معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الاموات " (كو11:2 - 12 )  .

    4- ســــر المسحــــه المقــــدســـه
        هـو سـر من أسرار الكنيسة السبعة وأحيانا يطلق عليه سـر الميرون المقدس  ويتم بواسطة الأب الكاهن او الاسقف عن طريق رشم المعمد 36 رشمة بالميرون المقدس وتقرأ صلوات خاصة ، ثم يضع عليه يده وينفخ في وجهه ليقبل الروح القدس . والكتاب المقدس يطلق عليه ختم الروح القدس  كفوله  " ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء "  (أف30:4). وكما ان مذابح الكنائس تدشن بالميرون المقدس ، كذلك ايضا الهيكل الجسماني للمعمد يدشن بالميرون المقدس لجعله مخصصا ومقدسا للرب كقول معلمنا بولس الرسول " أم لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله " (1كو19:6) ، وايضا  " أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم " (1كو16:3) .
     أيام الآباء الرسل كان المعمد يحل عليه الروح القدس بوضع آيادي الرسل عليه كما حدث في أفسس  "  فلما سمعوا إعتمدوا باسم الرب يسوع . ولما وضع بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم فطفقوا يتكلمون بلغات ويتنبأون  "  (أع5:19- 6).
    5- ســـر التنــــاول مــن الأســــرار المقــــــدســة
        أحيانا يطلق عليه سـر الافخارستيا وقد اسس هذا السر العظيم رب المجد يسوع يوم الخميس الذي يطلق  عليه خميس العهد او الخميس الكبير .  الآب الكاهن يقول  في القداس الإلهي  "  يعطي عنا خلاصا وغفراننا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه  "  .
        وقد سلم رب المجد يسوع جسده الطاهر ودمة الذكي الكريم الي تلاميذه ، ما عدا يهوذا الاسخريوطي مسلمة ، وذلك في ليلة آلامه كما هو مكتوب "  أخذ خبزا وشكر وكسر وأعطاهم قائلا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم . إصنعوا هذا لذكري . وكذلك الكأس أيضا بعد العشاء قائلا هذه الكأس هي العهد الحديد بدمي الذي يسفك عنكم " (لو19:22- 20 ) . وأيضا " اشربوا منها كلكم. لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا " (مت28:26) .   وقول  كل من معلمنا لوقا البشير ومعلمنا متي البشير"  الذي يسفك " ولم يقولا "سفك  " دليل واضح علي ان ذبيحة المسيح له كل المجد ذبيحة مستمرة اليوم وغدا وعبر الأجيال والي انقضاء الايام ، كما ان  سـر الإفخارستيا الذي يقدم  ليس تذكارا رمزيا وانما هو تذكارعملي وفعلي لجسد ودم عمانؤيل الهنا ، حمل الله ، الذي قدمه بارادته وحده وسلطانه علي صليب الجلجثة  لفداء البشرية  .  وقول معلمنا بولس الرسول "  إذا من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرما في جسد الرب ودمه   .......  لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب "  (1كو27:11 - 29) ،  فلو كان أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب  تذكار رمزي  لما كانت هناك  دينونة وعقاب لمن يأكل ويشرب بدون إستحقاق . لأنه أثناء القداس الإلهي في السجدة الاولي يحل الروح القدس علي الخبز وعلي الخمر، يقدسهما ويحولهما الي جسد ودم حقيقي لربنا ومخلصنا وفادينا يسوع المسيح .

    6- مخــــــــــافـــة الـــــــــرب
        الإنسان  الذي يسير كل أيام حياتة في مخافة الرب فإنه يرشده ويعضده فـي الطريـق ، يعطيـه  الخيـرات ويبـارك
    نسله ،  لذلك ترنم داود النبي قائلا "  من هو الإنسا ن الخائف الرب . يعلمة طريقا يختاره . نفسه في الخير تبيت ونسله يرث الأرض . "  (مز12:25) . وأما الإنسان الذي لايخاف الله فهو إنسان شرير لذلك يفقد سلامه الداخلي كقول أشعياء النبي  "  لا سلام قال الرب للأشرار  " (أش22:48 ) . الإنسان الخائف الله والمتوكل عليه فإن الله يحفظه وينجيه عن طريق ملائكته كقوله  "  ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم . ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب . طوبي للرجل المتوكل عليه  "  (مز7:34 ) .
        وليس هناك كلمات أجمل من تلك التي نطق بها الله علي لسان داود النبي في المزمور " هلم أيها البنون استمعوا الََيّ فأعلمكم مخافة الرب . من هو الإنسان الذي يهوي الحياة ويحب كثرة الأيام ليري خيرا . صن لسانك عن الشر وشفتيك عن التكلم بالغش . حد عن الشر واصنع الخير .  اطلب السلامة واسع وراءها "  (مز 11:34 -  14)  .
        ومعلمنا بولس الرسول يقول في رسالته الي أهل روميه  "  قد تناهي الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور . لنسلك بلباقة كما في النهار لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر لا بالخصام والحسد . بل البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيرا للجسد لأجل الشهوات " (زو12:13) .  بـل يجب أن تكون شهواتنا شهوات مقدسة ، مثل إشتهاء وطلب ملكوت الله وبره ،  ومعلمنا بولس الرسول كان له إشتهاء مقدس  " لي إشتهاء ان أنطلق وأكون مع المسيح فذاك أفضل جدا  " .


    7- الأعمــــــا ل الصــــــالحة
            الأعمال الصالحة ضرورية في حياة الإنسان المسيحي ، والكتاب المقدس يعلمنا ان الله قد خلقنا وأعد لنا أعمالا صالحة لنسلك فيها كقوله "  لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها  ." (أف10:2)  ، وأيضا  "  الذي بذل نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل إثم ويطهر لنفسه شعبا خاصا غيورا في أعمال حسنة ." (تي14:2) وهذه الأعمال الصالحة هي :-
    1- إفتقاد الأرامل والأيتام .  ومعلمتا يعقوب الرسول يقول في ذلك " الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه افتقاد اليتامي والأرامل في ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم " (يع27:1)
    2- مساعدة الفقراء والمحتاجين .  فقد أوصي معلمنا بولس الرسول في رسالته الأولي الي تيموثاوس  الأغنياء بالإهتمام بالفقراء  " وأن يصنعوا صلاحا وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة وأن يكونوا أسخياء في العطاء كرماء في التوزيع ." (1تيمو 18:6) . وأيضا  "  ولكن لاتنسوا فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يسر الله "  (عب16:3) و " ..... المعطي المسرور يحبه الله ."(2كو7:9 )
    3 – زياره المرضي ومحاولة تخفيف الألم عليهم عن طريق قرأءة الإنجيل  ورفع الروح المعنوية لهم  ، كقول الرب يسوع  " كنت مريضا فزتموني ."
    4 – استضافة الغرباء .  كقول معلمنا بولس الرسول  " لا تنسوا إضافة الغرباء لأن بها أضاف أناس ملائكة وهم لا يدرون " (عب2:3)  .
    5 – مواساة الحزين . يجب علي الإنسان المسيحي ان يشارك إخوته الآخرين في ضيقاتهم وأحزانهم ،  " فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكين " (زو15:12 ) .
    6- دفع العشور والنذور والبكور.
    7 -  تعضيد الخدمات بالكنيسة كل واحد علي قدر ما أعطاه الله من مواهب .
    8- الصوم والصلاة ، فكما قال رب المجد يسوع أن " هذا الجنس لا يخرج إلا بالصوم والصلاة " كما أن سفر الآمثال يعلمنا أن " من يحول أذنه عن سماع الشريعة فصلاته مكرهة " (أم9:28 ).  وقد علمنا الرب كيف نصلى وكيف نصوم كما هو مكتوب في (مت9:6 - 18 )  .
    وما أجمل كلمات معلمنا بولس الرسول "  إذا يا إخوتي الأحباء كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين أن تعبكم ليس باطلا في الرب ." (1كو58:15)  .


    البــــاب  الــــــرابع

    القداســــــــة


        القداســـة هي درجة روحية عالية في التقوي لمن نالوا الخلاص وذاقوا حلاوة العشرة مع المسيح ، والله يدعوا كل المؤمنين المسيحين ليكونوا قديسين وقديسات كقول الرب قديمـا لشعبـه " إني أنا الرب الذي أصعدكم من أرض مصر ليكون لكم إلهـا فتكونـون قديسين لأني أنا قدوس" ( لا45:11)، أيضا قوله "وكلم الرب موسي قائلا: كلم كل جماعه بني إسرائيل وقل لهم تكونون قديسين لأني أنا قدوس الرب الهكم "(لا1:19-2). كما أن معلمنا بولس الرسول يوضح ذلك بإرشاد من الروح القدس قائلا " لأن هذه هي إراده الله قداستكم ..." (1تس3:4  ) .
       الله هو واهب ومعطي القداسة، إذ قال الله لإرميا النبي " قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك . جعلتك نبيا للشعوب "(إر5:1) وأيضا قوله " فتتقدسون وتكونون قديسين لأني أنا الرب الهكم ، وتحفظون فرائضي وتعملونها. أنا الرب مقدسكم " (لا20 :7-8).
    وهناك أناس كانوا خطاة ومجرمين ثم لمس الله قلوبهم ودعاهم فقدموا توبة حقيقية وجهاد روحي مستمر حتي اصبحوا قديسين مثل القديس العظيم موسى الأسود والقديس العظيم أوغسطينوس والقديسة مريم القبطية ، كقول معلمنا بولس"كما اختارنافيه فبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبه "(اف4:1 ) وقديما قال الله لأبونا إبراهيـم" سـر أمامـي وكـن كامـلا " (تك 17: 1).كما أن رب المجد يسوع قد قال بفمه الطاهر " فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل " (مت48:5) .    من هذا يتضح شيئا هاما وهو ان القداسة والكمال مرتبطان ببعض ويمكن اكتسابهما بوجود الانسان مع الله الكلي القداسة والكلي الكمال ، ودرجه إكتسابهما تعتمد علي مدي قرب الانسان من الله ومدي تسليمه حياته لله وأيضا علي درجة نسكه ودرجة زهده في الحياة ، وقديما طلب الله من شعبه أن يقتربوا منه لكي يتقدس فيهم كقوله" في القريبين  مني أتقدس وأمام جميع الشعب أتمجد " )لا9:2).
       أما إشعياء النبي الذي رأي وعاين فهو يخبرنا عن قداسة الله قائلا " السيرافيم واقفون فوقة لكل واحد ستة أجنحة.باثنين يغطي وجهه وباثنين يغطي رجليه وباثنين يطير . وهذا نادي ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الآرض " (إش2:6 - 3). السيرافيم ينادون قدوس ثلاث مرات لله المثلث الأقانيم ، فالاب قدوس كشهادة رب المجد يسوع  "... أيها الأب القدوس ..." (يو11:17  ) والإبن قدوس كشهادة الملاك جبرائيل " ...القدوس المولود منك يدعي ابن الله" ( لو35:1  ) والروح القدس قدوس كشهادة معلمنا بولس الرسول " ... إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس." (أف13:1  ) ، كما أن معلمنا داود النبي تغني بقداسة الله وقال" وأنت القدوس  الجالس بين تسبيحات إسرائيل " (مز3:22  ) ، أيضا موسي النبي وبنو إسرائيل ترنموا فرحا عندما خلصهم الرب من يد المصريين وقالوا " أرنم للرب فإنه قد تعظم .  .....  من مثلك بين الآلهه يا رب . من مثلك معتزا في القداسة . مخوفا بالتسابيح . صانع عجائب " (خر1:15- 11) .  النلاميذ أيضا شهدوا بقداسة المسيح له المجد " ... رفعوا بنفس واحدة صوتا الي الله وقالوا أيها السيد أنت هو الإله الصانع السماء والأرض وكل ما فيها . .... لأنه بالحقيقة إجتمع علي فتاك القدوس يسوع الذي مسحته  ... بمد  يدك  للشفاء  ولتجري آيات  وعجائب باسم فتاك القدوس يسوع "(أع 24:4-30) .
       معلمنا بولس الرسول يوضح أنه بدون القداسة لا يستطيع أحد أن يري الرب كقوله " اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يري أحد الرب ملاحظين لئلا يخيب أحد من نعمة الله " ( عب14:12-  15 )  .
    المؤمنين جميعا مدعوين أن يعيشوا حياة القداسة كقول معلمنا بولس الرسول " لأن الله لم يدعنا للنجاسة بل في القداسة" (تس7:4  ) ، أيضا قوله بوحي من الروح القدس " كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة " (أف 4:1  ) . أيضا قوله " وأما الآن إذ أعتقتم من الخطية وصرتم عبيدا لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية " (رو22:6  ) . المؤمنون أيضا مدعون للسلوك بقداسة ، كل حسب قامتة الروحيه كقول معلمنا بطرس الرسول "كأولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقةفي جهالتكم بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا  أنتم أيضا قديسين في كل سيره . لأنه مكتوب كونوا قديسين لآنـي أنـا قـدوس " (1بط14:1-  16)  .
        الله يدعوا الجميع أن يكونوا قديسين لكي يستطيعوا حضور وليمة عرس الملك السمائي ، فالقداسة هي بمثابة البز والرداء الذي يرتديه المدعوين لكي يكونوا مستأهلين لحضور هذه الوليمة كقول الملاك لمعلمنا يوحنا الحبيب " لنفرح ونتهلل ونعطه المجد لأن عرس الخروف قد جاء وامرأتة هيأت نفسها . وأعطيت أن تلبس بزا نقيا بهيا لأن البز هو تبريرات القديسين " (زؤ7:19 - 8) ، وقد طوب الله  المدعوين  إذ قال الملاك لمعلمنا القديس يوحنا الحبيب " ... اكتب طوبي للمدعوين الي عشاء عرس الخروف . وقال هذه هي إقوال الله الصادقة " (رؤ 9:19  ) ، وأشعياء النبي تهلل بالروح وقال " فرحا أفرح بالرب . تبتهج نفسي بإلهي لانه قد البسني ثياب الخلاص . كساني رداء البر مثل عريس يتزين بعمامة ومثل عروس تتزين بحليها " (إش10:61 ) .
        إن القداسة والطهارة والعفة هي سمات شعب الكنبسة المجاهدة وقد وصفها معلمنا بطزس الرسول بأنها أمة مقدسة وشعب إقتناء كقوله " وأما أنتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي أمة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الي نوره العجيب " (عب 39:10  ) ، فالله قد اقتناها له لأنه قد اشتراها بدم إبنه الذكي الكريم وأصبحوا أبناؤه وخاصته المحبوبة ، لذلك هو يدعو خاصته لحضور العرس السمائي وطوبي لمن يقبل هذه الدعوة  ولا ينشغل بأمور العالم الفانية ، وقد أوضح ذلك رب المجد يسوع بفمه الطاهر في مثل ملكـوت السموات في (مت2:22-  14).
        إن جسد الانسان بما فيه من أعضاء وحواس وغرائز وميول وتطلعات كلها قد بوركت وتقدست بالتجسد الإلهي وايضا بسر العماد وسر المسحة المقدسة وبالتناول من الاسرار المقدسة كقول الاب الكاهن في القداس الإلهي " باركت طبيعتي فيك " ، وكقول معلمنا بولس الرسول " وأما الأن إذ أعتقتم من الخطية وصرتم عبيدا لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية " (رو22:6  ) وأيضا قوله "أطلب اليكم أيها الاخوة برأفة الله ان تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية" (رو1:12  ) ، والذبائح التي تسر الله هي : روح منكسره كقول معلمنا داود النبي " ذبائح الله هي روح منكسره. ...... حينئذ تسر بذبائح البر محرقة وتقدمة تامة"(مز17:51- 19)،
        ذبيحة التسبيح " طفت وذبحت في مظلتـه ذبيحـة التسبيح " (مز 6:27 )  وايضا ذبيحــة الصـلاه  " ليكن رفع يديّ كذبيحة مسائية " (مز2:141  )  وأيضا ذبيحة الشكر " شاكرين كل حين علي كل شئ في إسم ربنا يسوع المسيح لله والآب "  (أف20:5  ) وأيضا " واظبوا علي الصلوه ساهرين فيها بالشكر " (كو 2:4 )  كذلك ذبيحة الصوم فالصائم يقدم جسده ذبيحة حية مرضية كقول الرب ليوئيل النبي " قدسوا صوما نادوا باعتكاف .....واصرخوا الي الرب " (يؤ14:1 ) فالصوم من أهم الوسائل الفعالة لتقديس الحواس وقمع الشهوات الجسدية  و إطلاق  الروح للسمو في كل ما هوسمائي.أيضا ذبيحتي الوداعة والإتضاع فقد قال رب المجد يسوع بفمه الطاهر " احملوا نيري عليكم وتعلموا مني . لأني وديع ومتواضع القلب . فتجدوا راحه لنفوسكم ." (مت29:11  ) ، كما  تنبأ أشعياء النبي عن وداعة وتواضع رب المجد يسوع فقال " هوذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرت به نفسي . وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم . لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته . قصبة مرضوضة لايقصف وفتيـلة مدخنـة لا يطفـئ  " (أش42: 1- 2).
    أيضا قول معلمنا بولس الرسول " فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات  ولطفا  وتواضعا  ووداعه وطول أناه " (كو12:3) ، أيضا قوله لتلميذه تيموثاوس " وأما أنت يا أنسان الله فاهرب من هذا واتبع البر والتقوي والايمان والمحبة والصبر والوداعة " ( 1تيمو11:6) .
     أبونا ابراهيم أيضا كان وديعا ومتواضعا عندما ظهر له الرب عند بلوطات ممرا(تك 1:18-8 2 ) حيث أدرك  أنه تراب ورماد . وأيضـا عندمـا طلب من بني حث مكانا ليدفن زوجتة سارة (تك4:23- 15)
        موسي النبي كان وديعا ومتواضعا وقد شهد له الله" وأما الرجل موسي فكان حليما أكثر من جميع الناس الذين علي وجه الآرض ." (عد3:12  ) .
         أيضا داود النبي كان وديعا ومتواضعا فعندما عرضوا عليه الزواج من بنت شاول الملك قال انه " رجل  مسكين وحقير" (1صم  23:18) ، كذلك عندما كان يسبه شمعـي بـن جيـرا قـال  " .... دعوه يسب لأن الرب قال له سب داود .... " (2 صم 10:16  ).
    إن الله يسر بالأشرار عندما يتواضعون أمثال آخاب الملك الذي يقول الكتاب عنه " وعمل آخاب بن عمري الشر في عيني الرب أكثر من الذين قبله " (1مل0:16 3 ) ، فعندما أخبره إيليا النبي بعقاب الله الذي سيحل عليه وعلي بيته ، يقول الكتاب " ولما سمع آخاب هذا الكلام شق ثيابه وجعل مسحا علي جسده وصام وإضجع بالمسح ومشي بسكوت. .... . فمن أجل أنه إتضع أمامي لا أجلب الشر في أيامه بل في أيام إبنه أجلب الشر علي بيته " (1مل27:21-  29) .
        ان كنيستنا الارثوذكسيه كنيسة مجيدة" مشرقة مثل الصباح جميلة كالقمر طاهـرة كالشمـس مرهبة كجيش بألويه" (نش10:6) فحواس الاتسان مثل النظر والسمع والشم والتذوق واللمـس والفكر كلها تتقدس  بمجرد دخوله الكنيسه ، فأول شئ يسفط عليه النظر هو الهيكل المقدس وفوقه أيقونة العشاء السري وفوقها الصليب مصلوبا عليه يسوع المسيح له كل المجـد، ثم أيقونـات رب المجد يسوع  علي يمين الهيكل ، وعلي يساره أيقونة أمنا القديسة الطاهـرة العـذراء مريم،  ثم  يري  أيقونات الأباء  الرسل الابرار  والقديسين الاطهار  وكذلك  رفات  القديسين والشهـداء والشموع ، وبعد فتح حجاب  الهيكل بواسطه الاب الكاهن  يري المذبح  الطاهـر  وحضـن  الآب وبهـاؤه فتتقدس عينيه وافكاره ، والبخور يقدس حاسه الشم ويرفع ذهنه لمشاركة القديسين  في صلواتهـم وطلباتهم والتي هي كالبخور تصعد امام الرب كرائحة زكية مرضية. وسماع القـراءت الروحيـة اليومية وأقوال الآباء وسير الاباء القديسين والشهداء تقدس السمع وتنير الفكر . امـا التسابيـح  والصلوات فإنها  تقدس الفكر  واللسان والشفتين وتسمو بالروح نحو الله ، والتناول  من الاسـرار المقدسة يقدس الانسان بكامله فهي تقدس القلب كما تقدس حاسة التذوق والفم بما فيه من لسان وشفتين وتمنح المتناول خشوعا ووقارا ورهبة فيبارك الله علي هذه النعمة ، ومعلمنا بولس الرسول يقول " ....  تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم " (رو2:12  ) فتجديد الذهن يكون بتغير قلب الانسان من الداخل  عن طريق عمل الروح القدس كقوله " ... لأن  محبة  الله قد  إنسكبت في قلوبنا  بالروح القدس المعطي لنا " (رو5:5  ) ، أيضا تجديد الأذهان يكون عن طريق كلمة الله المحييـة " من يحول أذنه عن سماع الشريعة فصلاته أيضا مكرهة " (أم9:28 )  ، وأيضا قـول الابن للآب " قدسهم في حقك. كلامك هو حق. .... ولأجلهم أقـدس أنا ذاتي ليكونـوا هم أيضا مقدسـين في الحق " (يو17:17-19 )  ومعلمنا متي البشير  بالروح القدس يخبرنـا أن " سراج الجسد  هـو العينين. فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا . وان كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما ." (مت22:6-  23) ، وايضا قوله  " الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخـرج الصلاح . والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر . فإنه من فضلة القلب يتكلـم فمه " (لو45:6) ،  أيضا قول معلمنا بولس الرسول " فإذ لنا هذه المواعيد أيها الأحباء لنطهر  ذواتنا  من  كل  دنس  الجسد  والروح  مكملين القداسة في خوف الله " (2كو1:7 ) .
        الله يتمجد في قديسيه ويعطيهم أن يعملوا معجزات وعجائب وبذلك يتمجد هو فيهـم وفـي معجزاتهم ، والأمثلة علي ذلك كثيرة ، فما تقوم به أمنا  العذراء الطاهره مريم والشهبد العظيم ماري جرجس  وماري  مينا  والبابا كيرلس وغبرهم من معجزات شفاء وإخراج شياطين ، و بذلك يكونون سبب بركه لكثيرين فيمجدوا الله في قديسيه، وأيضا ما صنعه الله مع الفتية الثلاثة شدرخ وميشخ وعبد نغو وهم في أتون النار المحمي  سبعة  أضعاف ، فلم  تمسهم  بأي أذي جعل الملك نبوخذ نصـر يبارك الله فقال " تبارك إله شدرخ وميشخ وعبد نغو الذي أرسل ملاكه وأنقذ عبيده الذين إتكلوا عليه ...."(دا28:3  ).
         إن مراحم الله ورأفاته معنا كل يوم من أيام حياتنا تجبرنا ان نعيش حياة القداسة كقول معلمنا بولس الرسول " فأطلب اليكم أيها الإخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة .... " (رو1:12) ، وأيضا قوله " لأن محبة المسيح تحصرنا . .... وهو مات لأجـل الجميع كي يعيـش  الاحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام " (2كو14:5 -15 ) .
        إن هذا العالم الذي نعيش فيه مصيره الي الزوال كقول معلمنا بطرس الرسول " ولكن سيأتـي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الارض والمصنوعات التي فيها . فبما أن  هذه كلها تنحل أي أناس يجب أن تكونوا أنتم قي سيرة مقدسـة وتقوي . منتظرين وطالبين سرعة مجئ يوم الرب الذي به تنحل السموات  ملتهبة والعناصر محترقة تذوب . ولكننا بحسب وعده ننتظر سموات جديده وأرضا جديده يسكن فيها البر ." (2بط 10:3 -13) . ويؤكد ذلك معلمتا القديس يوحتا اللاهوتي الذي رأي وشهد قائلا " ثم رأيت سماء جديده وأرضا جديده لأن السماء الأولي والأرض الأولي مضتا والبحر لا  يوجد فيما بعد " (زؤ1:21)  ،  ثم  يعطـي  وصفـا  رائعا للسماء وللمدينـة العظيمـة أوروشليم المقدسـة النازلـة مـن السمـاء  ( رؤ 9:21 -26) .
        رجاؤنا بالحياة الابدية يملأنا فرحا ، ويعطينا قوة  إحتمال  وإنتظار  للرب ، كقول  معلمنا بولس  الرسول " من سيفصلنا عن محبة المسيح . أشدة أم ضيق أم إضطهاد أم جوع أم عرى أم خطـر أم سيف. كما هو مكتوب إننا من أجلك نمات كل النهار.  قد  حسبنا  مثل  غنم  للذبح . ولكننا  في  هذه  جميعها  يعظم  انتصارتا  بالذي  أحبنا  " (رو35:8 - 37) ، وأيضـا " فإني  أحسب  أن  ألام  الزمـان  الحاضر لا تقاس بالمجد  العتيد  أن  يستعلن فينا " (رو18:8  ) . لو نظرنا لآبائنا القديسين لوجدنـا أنهم كانوا صابرين في الضيقات والاضطهادات وأيضا كانوا فرحين في الرجاء لآننا " ... إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضا معه" (رو17:8) .
        حياة القداسة حياة مثمرة وقد أوضح ذلك رب المجد يسوع بفمه الطاهر للتلاميذ " أنتـم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به.  ....  الـذي يثبـت فيَ وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير"(يو3:15- 5) ، وهذه الثمار هي ثمار الروح القدس " وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طـول أناه لطف صلاح  إيمان  وداعة  تعفف " (غلا 22:5 ) ، ولكل ثمرة من هذه الثمار تـاج او إكليـل يأخذه القديس عندما ينتقل من هذا العالم الفاني الي الحياة الأبدية الخالدة .
    معلمنا بولس الرسول يتصحنا بأن نلبس سلاح الله الكامل كما في(أف11:6-18)  .


    البــــاب الخـــامس

    الخــــاتمه 


        عندما بدأت هذا البحث وجدت عددا  ليس بقليل من الأيات في العهد القديم عباره عن نبوات عن رب المجد يسوع ، وقد كانت سعادتي عارمة لأني كنت أشعر كمن وجد كنزا من اللآلئ والجواهر النفيسة . وكانت سعادتي أكثر عندما كنت أبحث في العهد الجديد ووجدت الأيات التي تثبت تحقيق هذه النبوات واحدة واحدة . وسر سعادتي  أني ادركت وقتها أن هذه الأيات أو اللآلئ لو وضعت الواحده بجانب الاخري ، لكونت قلائد نفيسة نضعها علي صدورنا لتقدس قلوبنا وأرواحنا ، أو عصائب ثمينه نضعها علي جباهنا لتقدس عقولنا وأفكارنا ، لترشدنا الطريق لنوال الخلاص والحياة مع المسيح في قداسته للوصول الي الحياة الأبدية .
    وهذا البحث يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الكتاب المقدس بعهديه ، العهد القديم والعهد الجديد، وحدة واجدة مترابطة ومتكاملة ، لأنه كلمة الله كقول رب المجد يسوع بفمه الطاهر " الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة " (يو63:6 )  وأيضا قول معلمنا بولس الرسول " إن كلمة الله حية وفعالة وأمضي من كل سيف ذي حدين وخارقة الي مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته " (عب13:4) ، وقد أدرك ذلك بالروح القدس معلمنا القديس بطرس عندما قال لرب المجد يسوع "... يارب الي من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك"(يو6 :68 ) .
        ومما هو جدير بالذكر أن الكتاب المقدس هو أقدم الكتب  وقد استغرقت كتابته ما يقرب من 1600 سنه  ويتكون من 76 سفرا ، منها 39 سفرا في العهد القديم و27 في العهد الجديد و   10أسفار هي الأسفار القانونية الثانية ،  وقد اشترك في كتابته ما يقرب من أربعين كاتبا من الأنبياء ورجال الله القديسين مسوقين بالروح القدس، وقد كتبوا أسفارهم في أماكن مختلفة وأزمنة متباينة وكانت لهم ثقافات مختلفة ، فمثلا  موسي النبي الذي تهذب بكل حكمة قدماء المصريين كتب اسفاره الخمسة في صحراء سيناء ، وداود النبي كان برعي الغنم عندما كان صغيرا ثم اصبح ملكا علي بني إسرائيل كتب معظم سفر المزامير، ودانيال النبي كان اكبر عظماء ومشيري المملكة البابلية  وقد كتب سفر دانيال وهو في السبي في بابل، وعاموس النبي كان فلاحا بسيطا يعمل في جني الثمار وقد كتب سفر عاموس ، وبولس الرسول كان حكيما وفليسوفا وعمل صانعا للخيام وقد كتب رسائلة وعددها 14 سفرا وهو في سجن روما وفي بلاد مختلفة خارج السجن  ، والقديس لوقا وهو أحد التلاميذ الإثني عشر كان طبيبا وكتب إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل ، والقديس بطرس وهوحد التلاميذ                     

          


      أحد التلاميذ كان صيادا للسمك وكتب رسالتين ، ومع كل هذه الاختلافات، فإن معلمنا القديس بطرس الرسول يؤكد بوحي من الروح القدس علي وحدة أسفار الكتاب المقدس " عالمين هذا أولا أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص . لأنه لم تأتي نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس " (2بط 1: 20- 21  ) .
        إن الكتاب المقدس كان وما يزال أكثر الكتب تعرضا للتشكيك به والهجوم عليه سواءا كان ذلك من الملحدين أو من الهراطقة أو بعض الأديان الأخري ، والمسيحيون يعلمون جيدا أن إسلوب التشكيك هو إسلوب الشيطان فقد قال قديما لأ منا حواء " ....  أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة " (تك 1:3). وقد تحطمت كل حملات التشكيك وباءت بالفشل لانها لاتستند علي دليل ولا علي أى أساس علمي ، لكنها كلها حملات تشويش إن دلت فلا تدل إلا علي الجهل وعدم المعرفة بالديانة المسيحية وبتفاسير الكتاب المقدس .كقول معلمنا القديس بطرس بالروح القدس " ...  أيضا معلمون كذبة الذين يدسون بدع هلاك  ....  يتجرون بكم بأقوال مصنعة الذين دينونتهم منذ القدم ... " (2بط1:2 – 3) ، أيضا " ...  التي فيها أشياء عسرة الفهم يحرفها غير العلماء وغير الثابتين كباقي الكتب أيضا لهلاك أنقسهم " ( 2بط16:3 ) ، كما هو الحال في إنجيل شهود يهوه .
        وأول من قاد حملات التشكيك كان ريتشارد سيمون في القرن السابع عشر ، تلاه آخرون كثيرين أمثال فولتير بفرنسا وهو من الملحدين وقد جذب وراءه كثيرين ،  وقد تصدى لهم الأب الكاثوليكي فيجورو وهو علامة فرنس قام بإصدار" قاموس الكتاب المقدس " سنه 1912 ميلادية ، كما تصدي لهم كورنيلي  وأصدر كتابا بعنوان  أخطاء مدرسة النقد الأدبي شارحا فيه أن الكتاب المقدس وصلنا عن طريق الوحي الإلهي والتقليد معتمدا علي أقوال أباء الكنيسه الأوائل . القديس أوغسطينوس قال " أنا أؤمن بالكتاب المفدس مسلما من الكنيسة ، مشروحا بالأباء معاشا في القديسين " ، فكيف يمكن أن نتجاهل كتابات الأباء التي تعود الي القرون الأولي، وقد شرحوا وفسروا لنا أسفار العهدين ، و تفاسيرهم ما زالت بين أيدينا حتي اليوم.
        ومما هو جدير بالذكر أنه بعد وفات فولتير الملحد الفرنسي قامت دار الكتاب المقدس بشراء منزله بما فيه من مطبعه وحولته الي دار لطبع ولنشر الكتاب المفدس في العالم كله ،  والآن تطبع 5 نسخ من الكتاب المقدس كل ثانيه علي مدار السنة ليل نهار  وبدون توقف . والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو أين هم  هؤلاء الملحدين والهراطقة الذين كانوا يشككون بالكتاب المفدس، إنهم تراب مزدري وغير موجود . الكتاب المقدس هو الصخرة التي تتحطم عليها كل الهرطقات وكل حملات التشويش  ، لأنه كلمة الله المحيية ،  فالله " برسل كلمته في الأرض سريعا جدا ’يجري قوله" (مز15:147)  ،  وقد قال القديس أوغسطينوس "  نشكر الهراطقه لأنهم جعلونا ندرس الكتاب المقدس ونتعمق فيه "  فالله  يحافظ  علي كلامه ويصونه  من  أي تحريف  أو حذف أو  إضافه ، وقد قال رب المجد يسوع  بفمه الطاهر
    " السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول " (لو23:21) أيضا (مت35:24) ، وأيضا " فإني أقول لكم إلي أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتي يكون الكل " (مت 18:5) .
    ومما يثبت أن الكتاب المقدس هو من الله الحقائق العلميه التاليه : -
    1- لقد ذكر الكتاب أن الارض كرويه ، ففي سنه 740 ق.م. قال أشعياء النبي بالروح القدس " الجالس علي كرة الارض وسكانها كالجندب . الذي ينشر السموات كسرادق ويبسطها كخيمة للسكن " (أش22:40) ، وكان الاعتقاد السائد وقتها أن الأرض مسطحة حتي أثبت العلماء وعلي رأسهم جاليليو أن الارض كروية في القرن السابع عشر الميلادي .
    2-  ذكر الكتاب المقدس أن الأرض معلقة علي لاشئ، كقول أيوب البار بالروح القدس " يمد الشمال علي الخلاء ويعلق الأرض علي لا شئ " (أي7:26) بسبب الجاذبية الأرضية ، وقد كان الإعتقاد السائد هو أن الأرض محمولة علي قرني ثور .
    3-ذكر الكتاب المقدس أنه في نهاية الأيام  فإن العناصر سوف تحترق وتذوب  كقول معلمنا القديس بطرس بالروح القدس" منتظرين وطالبين سرعه مجئ الرب الذي به تنحل السموات ملتهبه والعناصر محترقة تذوب " (2بط12:3) . وقد هاجم العلماء الكتاب المقدس متزرعين بعدم إمكانية إحتراق العناصر وذوبانها ، حتي تم إكتشاف القنبلة الذرية في القرن العشرين الميلادي ، وما حدث في هيروشيما ونجازاكي باليابان من جراء الحرب العالمية الثانية .
    4- بعض الإسلامين المتعصبين يقولون أن السيد المسيح له المجد تنبأ عن مجئ نبي آخر بعده مستندين في ذلك علي قول المسيح له المجد "وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب بإسمي فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم " (يو26:14) ، ويَدعون كذبا أن كلمة " الروح القدس" هي في اللغة اليونانية " بيركليت " وتعني محمود .  الحقيقة هي أن كلمة" الروح القدس " باللغة اليونانية هي  باراكليت " وليست " بيركليت " كما يدعون عن جهل باللغة اليونانية، لأن :-   
       أ - باراكليت تعني المعزي فهو روح  لأنه هو روح الله ألإقنوم الثالث ، ليس له جسد ، إذا ليس هوالنبي محمود كما يدًعون .
    ب-  قال المسيح له كل المجد لتلاميذه " وأنا أطلب من الأب فيعطيكم معزيا آخرليمكث معكم الي الأبد " (يو16:14) ، إذا المعزي الأخر ليس هو النبي محمود لانه لايمكن أن يمكث معهم الي الأبد لأن كل الأنبياء يموتون.
    ج- ايضا قال المسيح له المجد لتلاميذه " ومتي جاء المعزي الذي سأرسله أنا اليكم من الأب روح الحق الذي من عند الأب ينبثق فهو يشهد لي " (يو26:15) . لا يوجد نبي في أي عصر من العصور إنبثق من الله الآب ، الإقنوم الأول ، ولا أرسل بواسطه رب المجد يسوع  الله الإبن ، الإقنوم الثاني، فإذا قبلوا فهذا إعتراف ضمني من هؤلاء الإسلاميون المتعصبون أن رب المجد يسوع هو الله .
    5- الإدعاء بأن الكتاب المقدس محرف ، ولم يقدموا ولو دليل واحد علي ذلك ، والقاعدة القانونية تقول أنه إذا إنعدم الدليل بطل ألإتهام ،  ومع هذا فإن الرد هوعدم وإستحالة تحريف الكتاب المقدس ، لانه من له المصلحة في هذا التحريف ، هل هم اليهود أم هم الوثنين أم هم المسيحين كما سنوضحه فيما يلي : -
    أولا : إذا كان اليهود هم الذين قاموا بالتحريف ، لحذفوا أول ما حذفوا الاجزاء التي تشين الأنبياء     والشخصيات المحببة لديهم مثل كذب أبونا ابراهيم وزواجه من هاجر الجارية وإنجابه إسماعيل ، وأيضا إرتكاب داود النبي الزنا مع إمرأة أوريا الحثي ثم قتله زوجها ، كذلك إنحراف سليمان الحكيم وسقوطه وغيرهما ،  وأيضا لقاموا بحذف كل  النبوات الموضحة في الباب الثاني من هذا البحث والتي تنبئ بمجئ المسيح له المجد وصلبهم له وموته وقيامته وصعوده وأيضا لحذفوا عباره "دمه علينا وعلي أولادنا " لأنها تدينهم.
    ثانيا : إذا كان الوثنين هم الذين حرفوا الكتاب المقدس لحذفوا كل الأجزاء التي تحرم عبادة الأصنام،   كذلك الأجزاء الخاصة بإلوهية رب المجد يسوع وحتمية الإيمان به .
    ثالثا  : إذا كان المسيحين هم الذين حرفوا الكتاب المفدس لحذفوا الأجزاء الخاصة بالزوجة الواحده وعدم الطلاق الا لعلة الزني ، وأيضا كل الأمور المتعلقة بالخلاص والموضحة في الباب الثالث من هذا البحث ليجاري العالم ويجذب الناس.
    وحيث أن اليهود والوثنين والمسيحين لم يحرفوا ولم يحذفوا أويضيفوا شيئا ، فالكتاب المقدس سليم ، فمعلمنا يوحنا الرائي يقول " لأني أشهد لكل من يسمع أقوال نبوه هذا الكتاب إن كان أحد يزيد علي هدا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هدا الكتاب. وإن كان أحد يحزف من أقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب " (رؤ18:22 -19) .

  1. - المخطوطات التي تم العثور عليها وهي موجودة في معظم متاحف العالم ويبلغ عددها ما يقرب من 24000 مخطوطة،  ومن أهم هذه المخطوطات تلك التي تم إكتشافها عام 1947 ميلادية في وادي قمران البحرالميت وهي تحتوي علي  نسخة كاملة لكل سفر أشعياء النبي باللغة العبرية . ونسخة لسفر اللاويين وأيوب والمزامير وحبقوق  ويرجع تاريخهاالي القرن الثالث قبل الميلاد وهي  مطابقة تماما للكتاب المفدس الذي بين أيدينا  .
    كما توجد مخطوطة للعهد القديم بأكمله يرجع تاريخ كتابتها الي سنة 1008 ميلادية وهي محفوظة في مكتبة لننجراد ، وأيضا مخطوطة للتوراة وهي أسفار موسي الخمسة يرجع تاريخ كتابنها الي القرن التاسع الميلادي وهي محفوظة في المنحف البريطاني ، وأيضا المخطوطات اليونانية للعهد الجديد محفوظة في مانشستر بإنجلترا وجتيف في سويسرا ، كذلك هناك المخطوطات العربية للكتاب المقدس والمحفوظة في مكتبة دير سانت كاترين في جبل سيناء . كل هذه المخطوطات مطابقة تماما للكتاب المقدس الذي بين أيدينا .

    7- المسلمون يدعون أن الوحي في الإسلام يعنى أن الله أرسل الملاك جبرائيل الي النبي وأملي عليه الرسالة كلمة كلمة وحرف حرف وقد كتب بلغه عربيه هي لغة الجزيرةالعربيه، لذلك تعذر ترجمة القرآن الي أي لغة أجنبيه ، فهل الإسلام أنزله الله للعرب فقط وليس للعالم أجمع . كيف يكون   ذلك ؟.
          أما في المسيحية فإن الله يعطي بالروح القدس النبي او القديس الرسالة التي يريد الله توصيلها الي الشعب وفي نفس الوقت يعطيه حرية الكتابة بإسلوبه الشخصي في التعبير ولكن الروح القدس يقوده ويصونه من الخطأ أثناء الكتابة ، كذلك يرشده الروح القدس للأمور المخفية عنه ويعطيه ما يتكلم به  او ما يكتبه ، كقول رب المجد يسوع بفمه الطاهر " فمتي ساقوكم ليسلموكم فلا تعتنوا من قبل بما تتكلمون ولا تهتموا. بل مهما أعطيتم في تلك الساعه فبذلك تكلموا. لأن لستم أنتم المتكلمين بل الروح القدس ." (مر11:13 ) وأيضا (مت19:10) .

    وإنني أتضرع إلي الله العلي القدير ان يكون هذا البحث سبب بركه لكثيرين، وليعطينا الرب نعمة لنستكمل بها مسيرتنا في طريق الخلاص ، صابرين وغير متزعزعين في جهادنا ضد الخطية وكل قوي الشرير ، وفي السير بخطوات ثابتة نحو القداسة التي بدونها لن يعاين أحد الرب . فيتحقق رجاؤنا الذي نعيش ونجاهد من أجله ، وهو أن تكون أسماؤنا مكتوبة في سفر الحياة ويكون لنا نصيب في الميراث الأبدي . بشفاعة أمنا الطاهره والدة الإله القديسة العذراء مريم ، والملائكة والآباء والأنبياء والرسل والشهداء والقديسين ، وصلوات أبينا الطوباوي قداسة البابا شنوده الثالث وشريكه في الخدمة الرسولية نيافة الأنبا دانيال وسائر آبائنا المطارنه والأساقفة والكهنة ، وإخوتنا الشمامسة وإخوتنا الرهبان وكافة المؤمنين في كل مكان ، ولإلهنا المجد الدائم ، آميـن.







                                                          




No comments:

Post a Comment