Saturday, February 13, 2016

البحث عن الله









البحــث عن اللــه




بحــث

أعــده ويقدمــه




جمــيل زكـي فلتــاؤوس

ســـيدني



البــــــــــاب الأول


المقـــــــــدمـــــــه




من الأمور المؤكده في الكتاب المقدس بعهديه ، العهد القديم والعهد الجديد ، أن الله لم يراه أي إنسان،   فقديما اشتهي معلمنا موسي النبي أن يري الله فسأل الله قائلا " أرني مجـدك " (خر18:33) فأجابـة الله قائلا " لا تقدر أن تري وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش " (خر20:33) ، كذلك فـي العهـد الجديد يخبرنا معلمنا بولس الرسول بالروح القدس " الذي وحده له عدم الموت ساكـنا في نـور لا ’يدني منه الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه الذي له القدرة والكرامة الأبديـة . آميـن " (1تيمو16:6)  كذلك قول معلمنا يوحنا البشير " الله لم يره أحد قط . الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَر " (يو18:1) .   لهذا لا يستطيع أي إنسان أن يخبرنا عن من هو الله وما هي طبيعتـه وما هي صفاته إلا الله ذاته  .فالله الغير محدود مالئ الكون كله لا يمكن أن ندركـه الإدراك الكامـل بعقولنا المحدوده . ومن محبة الله الفائقة للإنسان  تنازل الله إلينا بإعلان ذاته وأرسـل لنـا النبـوات بواسطة الروح القدس علي فم انبيائه القديسين في العهد القديم ، ثم بعد ذلك أرسل لنا إبنـه الوحيـد الكلمة المتجسد كقول معلمنا بولس الرسول بالروح القدس " الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديما بطرق وأنواع كثيرة ، كلمنا في هذه الايام الأخيرة في إبنه الذي جعله وارثا لكل شئ الذي به أيضا عمـل العالمين " (عب1:1-2) ،  كذلك " وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبـرر فـي الروح تراءي لملائكه ’كرز به بين الأمم أومن به في العالم رفع في المجد " (1تيمو16:3)  وأوضح لنا أنه إله واحد مثلث الأقانيم ، ووحدانيته وحدانية جامعة للأقانيم الثلاثة المتساوية الآب والإبن والروح القدس ، فهي وحدانية كاملة متكاملة .

وقد أشرق الله بنوره في قلوبنا لمعرفة مجده بالتجسد الإلهي لمخلصنا وفادينا يسوع المسيح له المجد كقول معلمنا بولس الرسول بالروح القدس " لأن الله الذي قال أن يشرق نور من ظلمة هـو الـذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح " (2كو 6:4) ، وقد قال رب المجـد يسوع بفمه الطاهر " ...  . الذي رآني فقد رأي الآب....  . صدقوني أني في الأب والأب فيَِ .... " (يو9:14-11) .

دعي يسوع المسيح له المجد بالكلمة كقول المرنم " بكلمة الرب صنعت السموات وبنسمـة فيـه كل جنودها " ( مز6:33) أيضا " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله " (يو1:1) .      والكلمة هوالإقنوم الثاني  المخبر عن الله في محبته وقداسته وقدرته ولولا تجسده ما كنا عرفنا شيئـا عن الكلمة المخبر عن الله في الخلق  " كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان " (يو 3:1).  والمخبر عن الله في الفداء " والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيـد من الآب مملوءا نعمه وحقا ." (يو14:1)  أيضا "  وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعي إسمه كلمـة الله " (زؤ13:19) .وأيضا المعبر والمخبر عن الله في الدينونة " وأعطاه سلطانا أن يدين أيضا لأنـه ابن الإنسان " (يو27:5)



    قديما دعي معلمنا موسي النبي " كليم الله " ودعي معلمنا داود النبي " نبي الله " ودعـي أبونـا إبراهيم " خليل الله" ،  لكن لم يطلق إسم " كلمة الله " او " الكلمة " إلا علي المسيح له المجد . وما يجب أن نعلمه جيدا هو  أن كافة المخلوقات خلقت " بكلمة الله " وليست هي " كلمة الله. "



لقد ترددت كثيرا في أن أقوم بهذا البحث وفي أن أكتب عن  الله القدوس الغير محدود والخالق لكل شئ بقدرة كلمته  ، لأني كنت أقول لنفسي من أنا حتي أتجاسر وأفعل هذا فأنا جبلتة وصنعة يديـه وكنت دائما اتذكر  قول معلمنا القديس بولس الرسول "فإني أقول بالنعمة المعطاة لي لكل من هـو بينكم أن لا يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي بل يرتئي إلي التعقل كما قسم الله لكل واحد مقدارا مـن الإيمان " (رو 3:12). وذات يوم وجدت دافعا قويا في داخلي يشجعني لكي أقوم بهذا البحث ، لأني   لاحظت إنتشار الإلحاد بين بعض الشباب المستهترين بحياتهم الأبدية  ، وما شجعني أكثر هو قـول رب المجد يسوع المسيح " فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية. وهي التي تشهد لي " (يو39:5) . أيضا " هلك شعبي من عدم المعرفه" (هو6:4 )

في هذا البحث سأحاول قدر إستطاعتي المحدوده الضعيفه أن  أجيب علي سؤال دائما يسـأل من  بعض الناس وهو:   من هو الله  ؟  ، فقديما قال معلمنا داود النبي بإرشاد من الروح القدس " قال الجاهل في قلبه ليس إله . فسدوا ورجسوا بأفعالهم . ليس من يعمل صلاحا " (مز1:14) .

وللاجابة علي هذا السؤال الصعب الذي قد يبدوا لأول وهله مستحيل الاجابة عليه  ، إلا أن الله من محبته لنا ، هو نفسه قد أعطانا الإجابة  من خلال الكتاب المقدس الذي هو كلمة الله المحيية لنا لأنه البشارة المفرحة بالفداء والخلاص ، فقديما قال أبونا أيوب  " من يعطني أن أجده فآتي الي كرسيه " (أي3:23) كذلك قال فيلبس لرب المجد يسوع " يا سيد  أرنـا الآب وكفانـا " (يو8:14) ، وحتي لا يحدث  ويتكرر ما حدث مع أهل لستره ، عندما أقام  معلمنا بولس الرسول الرجل المقعد ، فقالوا عن معلمنا بولس وشريكه في الخدمه معلمنا برنابا " إن الآلهه تشبهوا بالناس ونزلوا الينا " (أع11:14) ،  لذلك وجب علينا أن نطلب إرشاد الله ، ونفتش الكتاب المقدس كما سنري في الأبواب التالية .



البــاب الثــاني


أسمــاء وصفــات اللــه



 أولا : العهــد القــديم

1- اللــه أو إله : ورد هذا الاسم في سفر التكوين في أول آيه من أول إصحاح " في البدء خلق اللــه السموات والأرض " ( تك1:1) ، فالله لا يمكن ان يري  ، يسمع صوته وتري أعماله فقط . وقد تنبأ معلمنا أشعياء النبي فقال " ولكن يعطيكم السيد نفسه آية . ها العذراء تحبل وتلد  ابنا  وتدعو اسمه عمانوئيل  ( الله  معنا ) . "

 ( أش14:7) .

2 – الرب : في الآيات التاليه يأتي ذكر الاسمين  " والداخلات دخلت ذكرا وأنثي من كل ذي جسد كما أمره الله . وأغلق الرب عليه " (تك16:7) ، كذلك قال داود "...  فتعلـم كل الارض أنـه يوجد إله لإسرائيل .وتعلم هذه الجماعة كلها أنه ليس بسيـف ولا برمح يخلـص الـرب لأن الحرب للرب وهو يدفعكم ليدنا " (1صم46:17-47) أيضا " فلمـا رأي رؤسـاء المركبـات يهوشافاط قالوا إنه ملك إسرائيل فحاطوه للقتال فصرخ يهوشافط وساعده الرب وحولهـم الله عنه"  (2أخ31:18).

3 – رب الجنود : ذكر اسم الله هذا في قصه القانه وامرأته حنه التي أغلق الله رحمها " وكان هذا الرجل يصعد من مدينته من سنة الي سنة ليسجد ويذبح لرب الجنود في شيلوه " (1صم3:1) .

4 – السيـد أو سيدي  : ترنم معلمنا داود النبي في المزمور وقال " احفظني يا الله لأني عليك توكلت . قلت للرب أنت سيدي . خيري لا شئ غيرك " (مز 1:16-2) .

5 – القــدير : كقول المرنم في المزمور " الساكن في ستر العلي في ظل القدير يبيت . أقـول للرب ملجأي وحصني إلهي فأتكل عليه " (مز 1:91-2) ، أيضا " لأنه يولد لنا ولد ونعطي ابنا وتكون الرياسة علي كتفه ويدعي اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبـا أبديـا رئيـس السـلام " (أش6:9) .

6 -  الإلـه العلـي  أو الله العلي:  ذكر هذا الاسم في قصه ملكي صادق الذي كان كاهنـا لله العلي " وباركه وقال مبارك أبرام من الله العلي مالك السموات والأرض ." (تك19:14) .



إذا كانت الأسماء السابقه هي أسماء الله ، فالدارس للكتاب المقدس سوف يجد نفس هذه الأسماء لرب المجد يسوع كما هو واضح فيما يلي :

ثانيا : فــي العهــد الجـــديد :

1 – اللــه أو إلـه : معلمنا بولس الرسول بالروح القدس يقول " ولهم الآباء ومنهـم المسيـح حسب الجسد الكائن علي الكل إلها مباركا الي الأبد آمين " (رو5:9) .

2 – الــرب : في سفر الرؤيا يذكر معلمنا يوحنا الرائي "... فإنه قد ملك الرب الإلـه ا لقـادر علي كل شئ " (رؤ 6:19) .

3 – رب الأربـاب : هذا الإسم ورد في سفر الرؤيا مرتيـن " هـؤلاء سيحاربـون الخـروف والخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنـون " (رؤ14:17) ، أيضا " وله علي ثوبه وعلي فخذه اسم مكتوب ملك الملـوك ورب الأربـاب " (رؤ16:19) .

4 – السيد أو سيدي :يسجل لنا هذا الإسم معلمنا يوحنا البشير  أنه السيد فقد قال يسوع المسيح له المجد لتلاميذه " أنتم تدعوننى معلما وسيدا وحسنا تقولون لأني أنا كذلك . فإن كنت وأنا السيد  والمعلم قد غسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض " (يو13:13-14) .

5 – القــدير أو القـادر : يسجل هذا الإسم سفر الرؤيا   " ... أيها  الإله القادر علي كل ِشيئ ..." (رؤ3:15) ، أيضا "... هللويا فإنه قد ملك الرب الإله القادر علي كل شئ " (رؤ6:19) .

6 – ابـن العــلي : في بشارة الملاك جبرائيل للسيده العذراء،قال لها " هذا يكون عظيما وابن العلي يدعي ..." (لو32:1)  .

وكلمة ابن العلي أو ابن الله أو ابن الإنسان هي بنوة مجازيه وليست بنوة جسديه ناتجة عن تزاوج بين رجل وامرأه ، فمثلا نقول هذه الأقوال من بنات أفكاره، ومصر بنت النيل ، فأفكارة لم تتزوج لتنجب أقواله كذلك النيل لم يتزوج لينجب مصر فكلها تعبيرات مجازية

هناك أسماء أخري كثيره وردت عن يسوع المسيح له المجد في العهد الجديد ، سوف أكتفـي بذكرها وهذه هي :-

  1. ابن الله الوحيد  " الله لم يره أحد قط .الإبن الوحيد الذي في حضن الآب هـو خبـر " (يو18:1) أيضا "لأنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن بة بل تكون له الحياة الأبدية" (يو16:3،18) .
  2. ابن الآب  كما هو مدون في رساله معلمنا  يوحنا البشير الثانية " تكون معكـم نعمـة ورحمة وسلام من الله الآب ومن الرب يسوع المسيح ابن الآب بالحق والمحبة " (2يو3) .
  3. رب السبت  كقول معلمنا لوقا البشير " وقال لهم إن ابن الإنسـان هـو رب السبـت أيضا"(لو5:6) .
  4. رب الكل   كقول معلمنا لوقا البشير  " الكلمة التي أرسلها إلي بني إسرائيل يبشر بالسلام بيسوع المسيح. هذا هو رب الكل " (أع36:10) .
  5. البكر كقول معلمنا بولس الرسول إلي أهل كولوسي "الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة " (كو15:1) .
  6. الكلمة كقول معلمنا يوحنا البشير بالروح القدس " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله " (يو1:1) .
  7. رئيس الرعاه كقول معلمنا بطرس " ومتي ظهر رئيس الرعاه تنالون إكليل المجد الذي لا يبلي "( 1بط4:5) .
  8. الإله الحق  كقول معلمنا يوحنا البشيرفي رسالته الأولي " ونعلم أن ابن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق . ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح . هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية " (1يو20:5) .
  9. المسيح أي الممسوح من الله ، كقول المرنم في المزمور " أحببت البر وأبغضت الإثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الإبتهاج اكثر من رفقائك "(مز7:45) ، وأيضا في بشارة الملاك للرعاة كما دونه لنا معلمنا لوقا البشير " فقال لهم الملاك لاتخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب . أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب " (لو10:2-11) ، كذلك رب المجد يسوع المسيح قال عن نفسه للتلاميذ بعد قيامته من الأموات " أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلي مجده " (لو 26:24) .
  10. أنا هو أى أنا الأبدي الأزلي والغير متغير كقول معلمنا بولس الرسول " يسوع المسيح هو هو أمسا واليوم وإلي الأبد " (عب8:13) ، كذلك قال رب المجد يسوع المسيح لليهود "لأنكم إن لم تؤمنوا أني أنا هو تموتون في خطاياكم " (يو24:8) أيضا(يو28:8) وقد ردده يسوع كثيرا في بشاره يوحنا كقوله: " أنا هو خبز الحياة. من يقبل إلي فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدا" (يو35:6) .

"أنا هو نور العالم . من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة (يو12:8) .

"أنا هو الطريق والحق والحياة . ليس أحد يأتي إلي الآب إلا بي " (يو 6:14) .

" أنا هو ولا منقذ من يدي . أفعل ومن يرد " (إش13:43) . 

أيضا " أنتم شهودي يقول الرب وعبدي الذي إخترته لكي تعرفوا وتؤمنوا بي وتفهموا أني أنا هو" (إش10:43) .

17 - ا بني الحبيب  في حادثه التجلي علي طور طابور عندما ".. أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا إلي جبل عال منفردين . وتغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور .وإذا موسي وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه . فجعل بطرس يقول ليسوع  ... . وفيما هو يتكلم إذا حابة نيره ظللتهم وصوت من السحابة قائسلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت .له اسمعوا "(مت1:17-5) ، أيضا في عماد المسيح له المجد في نهر الأردن  " وصوت من السموات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت "(مت17:3)  .



+  رب المجد يسوع المسيح هو الله الظاهر في الجسد.



هناك صفات وأعمال أخري لا يمكن أن تطلق إلا علي الله مثل الخلق ، مغفرة الخطايا ، مانح التوبة ، مانح الخلاص ، ...الخ ، نوضحها كما يلي :


 الخــالــق

أ – ألله هو الخالق :

1 –    قال إشعياء النبي بالروح القدس " أما عرفت أم لم تسمع . إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض لا يكل ولا يعيا " (إش 28:40) ، أيضا " هكذا يقول الله الرب خالق السموات وناشرها باسط الأرض ونتائجها معطي الشعب عليها نسمة والساكنين فيها روحا " (إش5:42) .   أيضا

  " أنا صنعت  الأرض وخلقت الإنسان عليها . يداي  أنا نشرتا السموات  وكل جندها أنا أمرت " (إش12:45) ، حيث أن الخلق  هو عمل كل اقنوم من الأقانيم الثلاثة . أيضا " لأنه هكذا قـال الرب خالق السموات هو الله . مصور الأرض وصانعها . هو قررها . لم يخلقها باطلا . للسكن صورها . أنا الرب وليس آخر " (إش18:45) .

2 –    قال معلمنا لوقا بإرشاد من الروح القدس " الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه هذا إذ هو رب السماء والأرض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي . ولا يخدم بأيادي الناس كأنه محتاج إلي شئ. إذ هو يعطي الجميع حيوة ونفسـا وكل شئ "  (أع24:17-25) .

3 –    قال معلمنا يوحنا بإرشاد الروح القدس عن الأربعة وعشرون شيخا الذين يخرون ويسجدون أمام الجالس علي العرش ويطرحون أكاليلهم أمام العرش وهم يرنمون " أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة لأنك أنت خلقت كل الأشياء وهي بإرادتك كائنة وخلقت"(رؤ11:4) .

4 –    قال معلمنا بولس الرسول عن الله تبارك إسمه في رسالته إلي أهل رومية " لأن منه وبه وله كل الأشياء . له المجد إلي الأبد . آمين "(رو36:11).



ب – الإبن هو الخالق

1- قال إشعياء النبي بالروح القدس " هكذا يقول الرب فاديك وجابلك من البطن .أنا الرب صانع كل شئ ناشر السموات وحدي باسط الأرض . من معي "  (إش24:44) ، وأيضا " اسمع لي يا يعقوب وإسرائيل الذي دعوته . أنا هو . أنا الأول وأنا الآخر ويدى أسست الأرض ويميني نشرت السموات . أنا أدعوهن فيقفن معا ."(إش12:48-13) .

2 -  قال عاموس النبي بالروح القدس  "  فإنه هوذا الذي صنع الجبال وخلق الريح  وأخبر الإنسان ما هو فكره الذي يجعل الفجر ظلاما ويمشى علي مشارف الأرض يهوه إله الجنود اسمه " (عا13:4) .

3 – صلي إرميا النبي الي الرب وقال " آه أيها السيد الرب ها إنك قد صنعت السموات والأرض بقوتك العظيمة وبذراعـك الممدودة . لا يعسر عليك شئ. "(إر17:32) .

4     قال المرنم في المزمور " الصانع ملائكته رياحا وخدامه نارا ملتهبة ."(مز4:104) .

5 -     كتب معلمنا يوحنا البشيرعن الإبن بارشاد من الروح القدس " كان في العالم وكون العالم به ولم يعرفه العالم "(يو10:1) ، فالمسيح بن الله الوحيد الكلمة المتجسد كون العالم أي خلقه .

6 –    كتب معلمنا بولس الرسول عن الإبن بالروح القدس " فإنه فيه خلق الكل ما في السموات .وما علي الأرض ما يري وما لا يري سواء كان عروشا أم رياسات أم سلاطين . الكل به  وله  قد خلق"  (كو16:1) ، أيضا " وأنت يا رب في البدء أسست الأرض والسموات هي عمل يديك "

(عب 10:1) . أيضا " أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ  المجد والكرامة والقدرة لأنك أنت خلقت

 كل الأشياء وهي بإرادتك كائنة وخلقت " (رؤ11:4) .





+       الأقانيم الثلاثة  الأب والإبن والروح القدس متساوين في الجوهر ومشتركين في عملية  الخلق






    2 - جاء في سفر العدد عن الله " الرب طويل الروح كثير الإحسان يغفر الذنب والسيئة ..." (عد18:14) .

3- جاء في سفر المزامير عن الله  " أما هو فرؤوف يغفر الإثم ولا يهلك وكثيرا ما رد غضبه ولم يشعل كل سخطه " (مز 38:78) ، كذلك " لأنك أنت يا رب صالح وغفور وكثير الرحمة لكل الداعين اليك " (مز5:86) ، أيضا " لأن عندك المغفرة لكي يخاف منك " (مز4:130) .

4- كتب معلمنا إشعياء النبي بالروح القدس " ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلي الرب فيرحمه وإلي إلهنا لأنه يكثر الغفران " (إش7:55) .

5 -  تنبأ دانيال النبي بالروح القدس وقال " للرب إلهنا المراحم والمغفرة لأننا تمردناعليه "(دا9:9).  6 - كتب ميخا النبي بإرشاد من الروح القدس وقال " من هو إله مثلك غافر الإثم وصافح عن الذنب لبقية ميراثه . لا يحفظ الي الأبد غضبه فإنه يسر بالرأفة . يعود يرحمنا يدوس آثامنا تطرح في أعماق  البحر جميع خطاياهم " (مي18:7) .


1 - في سفر أعمال الرسل كتب معلمنا لوقا البشير عن معلمنا بطرس الرسول أنه قال للرجال الذين نخسوا في قلوبهم " توبوا وليعتمد كل واحد منكم علي اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطيه الروح القدس" (أع38:2) ،كذلك عن  معلمنا بطرس والرسل أنهم قالوا " إله آبائنا أقام يسوع الذي أنتم قتلتموه معلقين إياه علي خشبه . هذا رفعه الله بيمينه رئيسا ومخلصا يعطي إسرائيل التوبه وغفران الخطايا "(أع30:5 -31) ، كذلك كتب عنه معلمنا بطرس الرسول وهو في بيت كرنيليوس قوله " له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال بإسمـه غفـران الخطايـا " (أع43:10) ، كما أن رب المجد يسوع قال بفمه الطاهر لشاول الطرسوسي عندما ظهر له وهو في الطريق الي دمشق " ... أنا الآن أرسلك إليهم . لتفتح عيونهم لكي يرجعوا من ظلمات إلي نور ومن سلطان الشيطان إلي الله حتي ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا ونصيبا مع المقدسين " (أع17:26-18) .

2 -في بشارة معلمنا مرقس الرسول قال رب المجد يسوع للمفلوج " مغفوره لك خطاياك" (مر5:2) ، كذلك قال عن نفسه " ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا علي الأرض أن يغفر الخطايا"  (مر10:2) .

3 - في بشارة معلمنا لوقا البشير قال رب المجد يسوع لتلاميذه بعد قيامته من الأموات "هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث . وأن يكرز باسمه بالتوبه لمغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأ من أورشليم " (لو46:24-47) .

4 - كتب معلمنا بولس الرسول في رسالته الي أهل أفسس وقال " الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غني نعمته " (أف7:1) .

5 –كتب معلمنا يوحناالبشير في رسالته الأولي الي المؤمنين "أكتب لكم أيها الأولاد لأنه قد غفرت لكم الخطايا من أجل إسمه " (1 يو12:2) .

+       هــذا هو مسيحنا ، الإقنوم الثاني ، الله الكلمة المتجسد الذي أحبنا وتجسد من أجل أن يحمل خطايانا وخطايا كل البشرية في جسده الطاهر وهو معلق علي عود الصليـب ومات لكي يهبنا بدمه الذكي الكـريم مغفـرة خطايانـا إن آمنــا بـه .  فالمسيح هو الله الظاهر في الجسد .

                                                       





تنبأ معلمنا إرميا النبي وقال "سمعا سمعت’ أفرايم ينتحب أدبني فتأدبت كعجل غير مروض . توبني فأتوب لأنك أنت الرب إلهي " (إر18:31) . أفرايم هذا كان أحد الأسباط الكبري في المملكة الشمالية التي كانت غارقة في الخطايا والشرور   .  وسفر أعمال الرسل يقول " أعطي الله الأمم التوبة للحياة"  (أع18:11) .


كتب معلمنا لوقا البشير عن معلمنا بطرس والرسل أنهم قالوا لرئيس الكهنة " ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس .إله آبائنا أقام يسوع الّذي أنتم قتلتموه معلقين إياه علي خشبة . هذا رفعه الله بيمينه رئيسا ومخلصا ليعطي إسرائيل التوبة وغفران الخطايا " ( أع29:5-31)

+   الله الأب مانح للتوبة كذلك الله الإبن مانح للتوبة



والمقصود هنا بالخلاص هو الخلاص الروحي من الهلاك الأبدي ، وهذا هو الخلاص الذي تم بالفداء الذي

قدمه مخلصنا وفادينا رب المجد يسوع المسيح علي الصليب كقول معلمنا يوحنا البشير " لأنه هكذا أحب الله

 العالم حتي بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحيوة الأبدية"(يو16:3) ، والذي قال

 عنه معلمنا بطرس الرسول  "نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس . الخلاص الذي فتش وبحث عنه أنبياء .

 الذين تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم ."(1بط9:1-10) .  والمسيحيون في كل مكان في العالم يتطلعون إلي الخلاص المنتظر في الحياة الأبدبة ، كقول معلمنا بولس الرسول " فإن سيرتنا نحن هي في السماويات التي

منها أيضا ننتظر مخلصا هو الرب يسوع المسيح الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون علي صورة جسد

مجده بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شئ "(في20:3-21) . وهذا الخلاص هو هبة وعطيـة

 مجانية يهبها الله لكل من يؤمن به عن طريق قبول رب المجد يسوع المسيح فاديا ومخلصا شخصيا لة  كما

 هو مكتوب " وليس بأحد غيـره الخـلاص "( أع12:4) ، ثم التوبة الصادقة ،وأيضا قبول سر المعموديه

وسرالمسحة المقدسة ،كقول المسيح له المجد " من آمن واعتمد خلص . ومن لم يؤمن يدن " (مر16:16) ،

 ثم التناول باستمرار من الأسرار المقدسة لأن " دم المسيح إبنه يطهرنا من كل خطية. "(1يو7:1) ، ثم

 السلوك بالروح في خوف الله  والقيام بأعمال صالحه، تحمل التجارب والضيقات بشكر ، والثبات في

 الإيمان إلي النفس الأخير .



1- في سفر التكوين الذى كتبه معلمنا موسي النبي بإرشاد من الروح القدس ما يثبت أن الله مانح للخلاص ، كقول أبونا يعقوب أبو الأسباط " لخلاصك إنتظرت يا رب " (تك18:49) .

2 –    في سفر المزامير ترنم معلمنا داود النبي قائلا " الله لنا إله خلاص وعند الرب السيد للموت مخارج " (مز20:68) ، أيضا " قوتي وترنمي الرب وقد صار لي خلاصا "(مز14:118) ، كذلك "الرب نوري وخلاصي ممن أخاف . ... " (مز1:27) ، أيضا " أسرع الي معونتي يا رب يا خلاصي" (مز22:38) ، أيضا " إنما لله انتظرت نفسي . من قبله خلاصي . إنما هو صخرتي وخلاصي وملجإى" (مز1:62) .

3 –    في سفر إشعياء النبي " هوذا الله خلاصي فأطمئن ولا أرتعب لأن ياه يهوه قوتي وترنمي وقد صار

 لي خلاصا . فتستقون مياها من ينابيع الخلاص ."(إش2:12-3) .كذلك " أنتم شهودي يقول الرب وعبدي

 الذي اخترته لكي تعرفوا وتؤمنوا بي وتفهموا أني أنا هو . قبلي لم يصور إله وبعدي لا يكون. أنا أنا الرب وليس غيري مخلص " (إش10:43-11) .

4 –    في سفر هوشع النبي " وأما بيت يهوذا فأرحمهم وأخلصهم بالرب إلههم ... " (هو7:1) .

5 –    في رساله معلمنا بولس الرسول إلي تيطس " ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه لا أعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضي رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس " (تي4:3-5) .

6 –    في رساله معلمنا بولس الرسول إلي تيموثاوس " لأن هذا حسن ومقبول لدي مخلصنا الله الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون " (1تيمو3:2-4) ، كذلك " الله الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضي أعمالنا بل بمقتضي القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح قبل الأزمنة الأزلية" (2تيمو9:1) .




1 –    في رساله معلمنا بولس الرسول إلي تيموثاوس " صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح يسوع جاء إلي العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا " (1تيمو15:1) .

 2 -    في بشاره الإنجيل لمعلمنا متي البشير ، ظهر الملاك للقديس يوسف في حلم وقال له " لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك . لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس . فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم "(مت20:1-21).                                                    3 – في بشاره الإنجيل لمعلمنا لوقا البشير ، عند زياره القديسه الطاهره مريم لنسيبتها أليصابات"فقالت مريم تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي. "  (لو46:1-47) عندما بشر الملاك الرعاة قال

  " فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب . أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب " (لو 10:2-11) . في الهيكل عندما أخذ سمعان البار الطفل يسوع علي ذراعيه وبـارك الله وقال " الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام . لأن عيني قد أبصرتا خلاصك . الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب " (لو28:2-31) . في بيت زكا العشار قال يسوع بفمه الطاهر " لأن ابن الإنسان قد جاء ليطلب ويخلص ما قد هلك " (لو10:19).

4 –    في بشاره الإنجيل لمعلمنا يوحنا البشير قال يسوع بفمه الطاهر " لأنه لم يرسل الله إبنه إلي العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم "( يو17:3) . أيضا "... لأني لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم " (يو 47:12) .

5 –    في سفر أعمال الرسل شهد معلمنا بطرس الرسول بعد أن أمتلأ من الروح القدس وقال أمام رؤساء الشعب وشيوخ إسرائيل " وليس بأحد غيره الخلاص . لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص " ( أع13:4) .

   في سجن فيلبي سأل حافظ السجن الرسولين بولس وسيلا وقال " يا سيدَيَ ماذا ينبغي أن أفعـل

 لكي أخلص . فقالا آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك " (أع30:16-31) .

6 –    في رساله معلمنا بولس الرسول الي العبرانين  " فمن ثم يقدر أن يخلص إلي التمام الذين يتقدمون به إلي الله إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم " (عب25:7)

7 –    في رساله معلمنا يوحنا الرسول " ونحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد أرسل الإبن مخلصا للعالم "(1يو14:4) .

+       الرب يسوع المسيح هو المخلص الوحيد وليس بأحد غيره الخلاص .


خامسـا : معطــي الروح القدس .


1 –    الله القدوس هو الذي يعطى بل يسكب روحه علي البشر كقول معلمنا يوئيل النبي " وتعلمون أني أنا في وسط إسرائيل وأني أنا الرب إلهكم وليس غيري ولا يخزي شعبي إلي الأبد . ويكون بعد ذلك أني أسكب روحي علي كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاما ويري شبابكم رؤي . وعلي العبيد أيضا وعلي الإماء أسكب روحي في تلك الأيام  " (يؤ 27:2-29).

2 –   الله القدوس يرسل لنا الروح القدس كقول رب المجد يسوع بفمه الطاهر " وأما المعزي الروح

 القدس الذي سيرسله الآب بإسمي فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم " (يو26:14) .

3 –    الروح القدس منبثق من الآب فقط وهو الناطق في الأنبياء  ( قانون الإيمـان المقـدس الأرثوذكسي) ، وأيضا (يو26:15) .



1 –    قال معلمنا سليمان الحكيم في سفر الأمثال عن يسوع المسيح له المجد بصفته الحكمه أنه يعطينا ويفيض علينا من روحه القدوس " هأنذا أفيض لكم روحي . أعلمكم كلماتي " (أم23:1) .

2 –    قال رب المجد يسوع بفمه الطاهر  أنه سيرسل الروح القدس " ومتي جاء المعزي الذي سأرسله أنا اليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي " (يو26:15) . وأيضا " ... . لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي . ولكن إن ذهبت أرسله إليكم . ومتي جاء ذاك يبكت العالم علي خطية وعلي بر وعلي دينونة " (يو7:16-8) .

3 –    قال معلمنا بطرس الرسول في خطابه الي الرجال الإسرائيلين أن يسوع المسيح له المجد سكب الروح القدس علي التلاميذ كما هو مكتوب " فيسوع هذا أقامه الله ونحن جميعا شهود لذلك . وإذ إرتفع بيمين الله وأخذ موعد الروح القدس من الآب سكب هذا الذي أنتم الأن تبصرونـه وتسمعونه " (أع32:2-33).    

4 –    قال الله لمعلمنا يوحنا المعمدان بالروح القدس أن يسوع المسيح له المجد هو الذي يعمد بالروح القدس " وأنا لم أكن أعرفه .  لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي الذي تري الروح نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس " (يو33:1) .لذلك يقال أن الروح القدس هو   روح الله " لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله "(رو14:8) ، وهو أيضا روح الآب " لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم " (مت20:10) ، وأيضا يقال روح الإبن " ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح إبنه الي قلوبكم صارخا يا أبا الآب "(غل6:4)،أيضا هو روح المسيح " وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح إن كان روح الله ساكنا فيكم . ولكن إن كان أحد ليس له روح المسيح فذلك ليس له ."(رو9:8) .




ســـادســا : الديــان للبشرية


1 –    كتب معلمنا بولس الرسول بإرشاد الروح القدس في رسالته إلي العبرانين " بل أتيتم إلي جبل صهيون وإلي مدينة الله الحي أورشليم السمائية وإلي ربوات هم محفل ملائكة وكنيسة أبكار مكتوبين في السموات وإلي الله ديان الجميع وإلي أرواح أبرار مكملين " (عب22:12) .

2 –    ترنم معلمنا داود النبي في المزمور " وتخبر السموات بعدله لأن الله هو الديان . سلاه . " (مز6:50) .




1 – تنبأ إشعياء النبي وقال " من ذا الأتي من أدوم بثياب حمر من بصرة هذا البهي بملابسه المتعظم بكثرة قوته . أنا المتكلم بالبر العظيم للخلاص  . ما بال لباسك  وثيابك  كدائس المعصرة . وقد دست المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي أحد . فدستهم بغضبي ووطئتهم بغيظي فرش  عصيرهم علي ثيابي فلطخت كل ملابسي . لأن يوم النقمة في قلبي وسنه مفديي قد أتت . فنظرت ولم يكن معين وتحيرت ولم يكن عاضد فخلصت لي ذراعي وغيظي عضدني . فدست شعوبا بغضبي وأسكرتهم بغيظي وأجريت علي الأرض عصيرهم " (إش1:63-6)  . أيضا جاء في سفر الرؤيا " ومن فمه  يخرج سيف ماض لكي  يضرب  به الأمم وهو سيرعاهم بعصا من حديد وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر علي كل شئ . وله علي ثوبه وعلي فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب " ( رؤ15:19-16) .  أيضا " هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون " (رؤ14:17) .

2 –    كتب معلمنا يوحنا البشير بالروح القدس ان الآب لايدين بل الدينونة للإبن  " لأن الآب لا يدين أحدا بل قد أعطي كل الدينونة للإبن "(يو22:5) . كذلك قوله " وأعطاه سلطانا أن يدين أيضا لأنه ابن الإنسان " (يو27:5) .

3 –    قال معلمنا بولس الرسول بإرشاد من الروح القدس أن المسيح الرب هو الديان العادل " فإني الآن أسكب سكيبا ووقت انحلالي قد حضر . قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان . وأخيرا قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضا . " (2تيمو6:4-8) .  أيضا قوله " ...  .  لأننا جميعا سوف نقف أمام كرسي المسيح " (رو10:14) . كذلك قوله " لأنه لا بد أننا جميعا نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيرا كان أم شرا " (2كو10:5) .

4 –    كتب معلمنا متي البشير بإرشاد من الروح القدس عن الدينونة العامه في المجئ الثاني لرب المجد يسوع المسيح فقال " ومتي جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس علي كرسي مجده . ويجمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء .فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار . ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم " (مت31:5-34 ).          






1 –    كتب معلمنا بولس الرسول في رسالته الي أهل أفسس أن الله هو واهب الحياة الأبدية كقوله "الله الذي هو غني في الرحمه من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح . بالنعمة أنتم مخلصون " (أف4:2-5) ، وأيضا "مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضا معه بايمان عمل الله الذي أقامة من الأموات . وإذ كنتم أمواتا في الخطايا  وغلف  جسدكم أحياكم  معه  مسامحا لكم  بجميع  الخطايا "

 (كو12:2-13) .

2 –    معلمنا يوحنا الرسول في رسالته الأولي كتب بإرشاد من الروح القدس عن شهادة الله عن إبنه فقال"من يؤمن بإبن الله فعنده الشهاده في نفسه . ... . وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حيوة أبدية وهذه الحياة هي في إبنه . من له الإبن فله الحياة ومن ليس له إبن الله فليست له الحياة "(1يو10:5-12) ، كذلك قوله " بهـذا أظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل إبنه الوحيد إلي العالم لكي نحيا به ." (1يو9:4).


1 - كتب معلمنا بولس الرسول بالروح القدس في رسالته إلي أهل روميه قوله " لأن أجرة الخطية هي موت . وأما هبة الله فهي حيوة أبدية بالمسيبح يسوع ربنا "(رو23:6).

2 – كتب معلمنا يوحنا البشير ان رب المجد يسوع في صلاته للآب قال عن ذاته " إذ   أعطيته سلطانا علي كل جسد ليعطي حياة أبدية لكل من أعطيته " (يو2:17) وأيضا " خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني . وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلي الأبد ولا يخطفها أحد من يدي "(يو27:10-28) .كذلك كتب " لأن هذه هي مشيئة الذي أرسلني أن كل من يري الإبن ويؤمن به تكون له حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير " (يو40:6) ، وأيضا " الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية ."(يو47:6)  .



  • + الله هو  واهب للحياة الأبدية بالمسيح يسوع ربنا ، وهذه الحياة الأبدية هي في إبنه ، من له الإبن فله الحياة الأبدية.

  • هناك صفات أخرى كثيره لله مثل المحبه والرحمه والعدل  والقوه والقدره وأن الله نور " ... إن الله نور وليس فيه ظلمة البتة ." (1يو5:1) وهذه الصفات هي أيضا صفات المسيح له  المجد ، والدارس للكتاب المقدس يمكنه معرفه الحقيقه اللاهوتيه أن يسوع المسيح مساوي لله الأب في
  • الجوهر

البــاب الثــالث




الآيـات والمعجـزات التـي تثبـت وتؤكـد لاهـوت المسـيح


أولا : الآيـات التـي تثبـت وتؤكـد لاهـوت المسيح


لقد تنبأ معلمنا إشعياء النبي عن ميلاد السيد المسيح له المجد وقال " ولكن يعطيكم السيد نفسه آية . ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل " (إش 14:7) . لقد صار الله نفسه  آية للناس بميلاده من عذراء  ، كمـا أن

" اسمه عمانوئيل " تعني الله معنا.    وعن لاهوت يسوع المسيح له المجد وتجسده يقول معلمنا بولس الرسول  بوحي من الروح القدس" وبالإجماع عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد  ...  ." (1تيمو16:3)  .وعن الفداء الذي قدمه يسوع المسيح كإله يقول معلمنا بولس الرسول بوحي من الروح القدس " احترزوا إذا لأنفسكم ولحميع الرعيه التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفه لترعوا كنيسه الله التي اقتناها بدمه " ( أع28:20) ، ولم يكن ممكنا أن الله يقتني كنيسته بدمه لولا ان أخذ جسدا سفك دمه علي الصليب ، حيث " دم المسيح ابنه  يطهرنا من كل خطيه " (1يو7:1) .

وقد سجل لنا معلمنا يوحنا البشير اعتراف معلمنا توما الرسول بلاهوت المسيح له المجد أمام بقيه التلاميذ عندما ظهر لهم رب المجد يسوع والأبواب مغلقه " ثم قال لتوما هات إصبعك إلي هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا . أجاب نوما وقال له ربي وإلهي . قال له يسوع لأنك رأيتني يا توما آمنت . طوبي للذين آمنوا ولم يروا " (يو 27:20-29) .

كما سجل لنا معلمنا يوحنا البشير قول رب المجد يسوع لنقوديموس  "وليس أحد صعد إلي السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء " (يو 13:3) .فقد  أوضح رب المجد يسوع بفمه الطاهر أنه موجود في السماء في نفس الوقت الذي يكلم فيه نيقوديموس علي الأرض ، وهذا دليلا واضحا علي لاهوته ، كذلك وجوده في كل زمان ومكان حيث قال رب المجد يسوع المسيح  " لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثه باسمي فهناك أكون في وسطهم "(مت20:18) ، وأيضا قوله "... . وها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر . آمين "(مت 20:28) .

أما عن علمه ومعرفته لكل شيئ ،فقد قال التلاميذ  للمسيح له المجد "الآن نعلم أنك عالم بكل شيئ "(يو30:16) ، كذلك قال معلمنا بطرس لرب المجد يسوع " .... يا رب أنت تعلم كل شِيئ... " (يو17:21) .  كان أيضا يعرف أفكار القلوب وما يدور في خواطر نفوس الناس ، فعندما " قال للمفلوج  يا بني مغفوره لك خطاياك . وكان قوم من الكتبه هناك جالسين يفكرون في قلوبهم لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف . من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده .فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم ." (مر 5:2-8) .


ثانيـا : المعجـزات التـي تؤكــد لاهـوت المسيح :




1 – معجزه تحويل الماء خمرا في عرس قانا الجليل :

هذه أول معجزه يصنعها الرب يسوع  وقد كانت بناءا علي طلب من أمه القديسه العذراء الطاهره مريم ، التي قالت له عندما فرغت الخمر " ليس لهم خمر " ، ثم ذهبت للخدام وقالت  لهم  "مهما قال لكم فافعلوه "  لأتها كانت واثقه أن إبنها لن يرفض شفاعتها.  ويقول الكتـاب   " وكانت سته أجران  حجاره موضوعه هناك حسب تطهير اليهود ...قال لهم يسوع امـلأوا الأجران ماء، فملأوها إلي فوق . ثم قال لهم استقوا الآن وقدموا إلي رئيس المتكأ. فقدموا .  

فلما ذاق رئيس المتكأ الماء المتحول خمرا ... . دعا رئيس المتكأ العريس وقال له . كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولا ومتي سكروا فحينئذ الدون . وأما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلي الآن . " (يو 6:2-10) .

في هذه المعجزه خلق يسوع المسيح له المجد مادة جديده لم تكن موجوده . فالماء يتكون من جزيئات مكونه من ذرتين من الايدروجين وذره واحده من الاكسوجين ، أما الخمر فيدخل في تركيبتها ذرات الكربون بالإضافهَ إلي ذرات الايدروجين والاكسوجين . وقد تمت معجزه الخلق هذه حسب إرادتة ومشيئتة فهو الله خالق كل شئ ولا يعسر عليه أي شئ ، والخمر في الكتاب المقدس يرمزلمحبه الله ، كقول معلمنا سليمان الحكيم عن عروس النشيد " أدخلني إلي بيت الخمر وعَلمَه فوقي محبة" (نش4:2).

2 – معجزه خلق عينين لكبرتيماوس المولود أعمي من بطن أمه.

لم يكن هذا الأعمي أول أعمي يفتح رب المجد يسوع عينيه ، بل فتح عيون عميان كثيرين ولكن كان يقول لكل واحد منهم" ... أبصر . إيمانك قد شفاك .  وفي الحال أبصر وتبعه وهو يمجد الله ..."(لو42:18-43) .

أما كبرتيماوس المولود أعمي من بطن أمه فقد تعامل معه رب المجد يسوع بطريقة مختلفة عن سابقيه والسبب في ذلك كما يقول الكتاب المقدس " وفيما هو مجتاز رأي إنسانا أعمي منذ ولادته . فسأله تلاميذه قائلين يا معلم من أخطأ هذا أم أبواه حتي ولد أعمي . أجـاب يسـوع لا هذا أخطـأ ولا أبـواه لكن لتظهـر أعمال الله فيه ." (يو1:9-3) . فإجابـه رب المجـد يسـوع المسيح للتلاميذ تؤكد لنا لاهوته وأن المسيح هو الله ، فقد أظهر أعمال الله فيه وهي الرحمـة والقدرة علي الخلق.

في هذه  المعجزه يقول الكتاب " قال هذا وتفل علي الأرض  وصنع من التفل طينا وطلـي بالطين عيني الأعمي . وقال له اذهب اغتسل في بركة سلوام . الذي تفسيره مرسل . فمضي واغتسل وأتي بصيرا ." (يو 6:9-7) . لقد خلق له عينين من الطين ليكمل له النفـص فـي تكوينه وهو في بطن أمه، بنفس الطريقه التي خلق بها أبونا آدم من تراب ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار نفسا حية ، فهو الله الذي خلق آدم.

ولو نظرنا إلي هذه المعجزه نظرة علميه لوجدنا أنه قد خلق رب المجد يسوع مـن الطيـن حدقتين وعينان كل واحده مكونة من عدسه وقرنيه وشبكيه وأعصاب وأوعيه دمويه وأورده وشرايين وأنسجه وأربطه كلها تعمل في انسجام تام. ولقد أعلن رب المجد يسوع ذاتة إلي هذا المولود أعمي من بطن أمه إذ قال لة " أتؤمن بابن الله  . أجاب ذاك وقال من هـو يا سيـد لأومن به . فقال له يسوع قد رأيتة والذي يتكلم معك هو هو. فقال أومن يا سيد وسجد لـة " (يو35:9-38) . هذه المعجزه توضح أن يسوع المسيح بن الله هو الكلمة خالق الكون وكل ما فيه كقول المزمور "بكلمة الرب صنعت السموات وبنسمة فيه كل جنودها . ... . لأنه قال فكان. هو أمر فصار " (مز 6:33- 9) .

3- معجزه إقامه لعازر من الموت بعد أن أنتن .

لقد أقام رب المجد يسوع بعض الموتي مثل ابنه يايرس التـي كانت ماتـزال فـي منزلهـا مضطجعه ، وبقول الكتاب  " وامسك بيد الصبية وفال لها طليثا قومي . الذي تفسيره يا صبية لك أقول قومي . وللوقت قامت الصبية ومشت " (مر41:5-42) ، كذلك أقام أبن أرملة نايين  الذي كان محمولا في نعش وفي طريقه ليدفن في القبر  " فلما رآها الرب تحنن عليها وقـال لها لا تبكي . ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون . فقال أيها الشاب لك أقول قم . فجـلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه إلي أمه"(لو13:7-15) ،في هاتين المعجزتين تطلب الأمر من رب المجد يسوع أن يعيد الروح إلي الجسد الميت منذ ساعات قليله .

أما أقامه لعازر من الموت بعد أن دفن في القبر أربعة أيام حيث "فالت له مرثا اخت الميت  يا سيد قد أنتن لأن له أربعة أيام . قال لها يسوع ألم أقل لك إن آمنـت تريـن مجـد الله"     (يو39:11-40) . هذا وعندما مزض لعازر ارسلت الأختان إلي يسوع وقالتا "يا سيد  هوذا الذي تحبه مريض . فلما سمع يسوع قال هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به ." (يو3:11-4) ، وبعد يومين قال يسوع له المجد لتلاميذه " لعازر حبيبنا قد نام . لكني أذهب لأوقظه . فقال تلاميذه يا سيد إن كان قد نام فهو يشفي . وكان يسوع يقول عن موته . وهم ظنوا أنه يقول عن رقاد النوم . فقال لهم يسوع حينئذ علانيه لعازر مات. وأنـا أفرح لأجلكم إني لم أكن هناك لتؤمنوا. ولكن لنذهب إليه " (يو11:11-15) .  يوضح لنـا معلمنا يوحنا البشير الذي كان ملازما للرب يسوع مع بقيه التلاميذ وبوحي من الروح القدس  أن رب المجد يسوع قصد أن يتأخر في الذهاب ، لكي يموت لعازر ويدفن في القبر ويتحلل جسده ولكي ما يري الجميع من أهله والمعزين من اليهود وخصوصا النلاميذ معجزة إقامتة من الموت والتي قد تبدوا لهم أنها مستحيله بحكم تفكيرهم البشري ، فحدوث المعجزه بهذه الظروف  سوف يقوي إيمان التلاميذ ليعرفوا أن لرب المجد يسوع السلطان علي الحياة بإعاده تكوين الجسد الذي تحلل من جديد ثم إعادة الروح اليه ، الأمر الذي لايستطيع أن يفعله إلا الله الخالق وحده . كل هذا " ... لأجل مجد  الله ليتمجد ابن الله به " (يو4:11) .

وعندما علم رب المجد يسوع باللاهوت أن لعازر مات قال " ولكن لنذهب إليه "  ، وقد أعلن يسوع المسيح له المجد لتلاميذه  " وأنا أفرح لأجلكم إني لم أكن هناك لتؤمنوا " ، المعلم يفرح من أجل أن تلاميذه قد تلقنوا الدرس ليؤمنوا أنه هو الله الخالق وواهب الحياه ، كقول معلمنا  بولس  الرسول بوحي من الروح القدس    " ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم ." (أف17:3) ، وايضا قول رب المجد يسوع بفمه الطاهر " أنا هو القيامة والحياة . من آمن بي ولو مات فسيحيا " (يو25:11) .

ويقول الكتاب " بكي يسوع" (يو35:11) ، وأيضا يقول " فانزعج يسوع أيضا في نفسه وجاء إلي القبر . وكانمغارة وقد وضع عليه حجر . قال يسوع إرفعوا الحجر "(يو38:11-39). يوضح لنا معلمنا يوحنا البشير أن يسوع المسيح له المجد بكي وأيضا انزعج في نفسه لأن الرب يسوع المسيح طوال أيام حياتة علي الأرض كان هو الله الظاهر في الجسد بناسوته ولاهوته . فقد بكي وانزعج في نفسه بحكم ناسوته وطبيعته البشريه ، أما لاهوته فهو الذي صنع هذه المعجزه وأقـام لعـازر مـن الموت.

لقد طلب رب المجد يسوع المسيح من الرجال الواقفين أن يرفعوا الحجر ، وقد كان فـي استطاعـه الرب يسوع المسيح أن يأمر الحجر فيرتفع ولكن " قال يسوع ارفعوا الحجـر " (يو29:11) ، ربمـا لكي يشتم الرجال الذين رفعوا الحجر الرائحة النتنة ويكونون شهود عيان من ناحية ومن ناحية أخري لأن الرب في كل معجزاته التي صنعها كان يشرك الإنسان في إتمام عمل المعجزة ، فقد أمر الخدام أن يملأوا الأجران الستة ماء في معجزة تحويل الماء الي خمر في عرس قانا الجليل ، أيضا طلـب من المولود أعمي من بطن أمه أن يذهب ويغتسل في بركة سلوام ، فالإيمان والطاعـة موهبتيـن هامتين في نوال البركات الإلهيه .

والكتاب المقدس يقول " صرخ يسوع بصوت عظيم لعازر هلم خارجا . فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ووجهه ملفوف بمنديل . فقال لهم يسوع حلوه دعـوه يذهـب"(يو43:11-44) ،    هذه المعجزه تثبت أن يسوع المسيح له المجد هو الله الخالق معطي الحياه.

في القيامة العامة في أواخر الأيام سوف تظهر قدره الله الفائقة الغير محدودة لأن كل البشر الذيـن ماتوا منذ بدء الخليقة  سوف يقومون ، بعد أن تحللت أجسادم وإختلطت بتراب الأرض أو إفترستها الحيوانات أو أحرقتهم النيران أو إندسروا تحت الأنقاض بسـبب الكوارس الطبيعيـة من زلازل وبراكين وفيضانات ، كلهم سوف يقومون ليقفوا أمام المسيح الديان العادل بأرواحهم وأجسادهم  ، ليعطوا حسابا كل واحد ما صنع في حياتة من خير أو شر.

البــاب الرابـع



  
عندما نرشم الصليب علي أنفستا أثناء الصلاه نقول بإسم الآب والإبن والروح القدس إله واحد آمين.  فنحن كمسيحين نؤمن بإله واحد مثلث الأقانيم  . فالأقانيم الثلاثة الآب والإبـن والـروح القـدس متساوية في الجوهر ومتحدة اتحادا لاهوتيا أزليا أبديا ، فقد جاء في رساله معلمنا بولس الرسول إلي العبرانين قوله عن الروح القدس " فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسـه لله بلا عيب ..."(عب14:9) ، وحيث أن الروح أزلي وهو " روح الله" و " روح الآب" و" روح الا بـن"

و " روح المسيح "، (كما ذكر في الباب الثاني الجزء خامسا : ب :4) ، بذلـك يكـون الله الآب القـدوس  أزلي كذلك الإبن يسوع المسيح له كل المجد أزلي ، كما أن الله أيضا أبدي فقد جاء في سفر دانيال عنه أنه القيوم إلي الآبد  " ... إله دانيال لأنه هو الإله الحي القيوم إلي الأبد وملكوتـة لـن يزول وسلطانة إلي المنتهى" (دا26:6) ،  كذلك الإبن أبدي " أنا الألـف واليـاء . البدايـة والنهايـة . الأول والآخر " (رؤ 13:22).

إن الباحث في الكتاب المقدس يري الكثير من الآيات الداله علي وحدانية الله المثلث الأقانيم ، فنجد الله يتكلم بصورة الجمع في قوله " وقال الله نعمل الإنسان علي صورتنا كشبهنا "(تك26:1)،فصيغة الجمع هنا ليست من أجل التعظيم ، فالله لا يحتاج الي تعظيم ذاته ، كما أن اللغة العبريه التي كتبت بها التوراه لا توجد بها صيغة التعظيم  والدليل علي ذلك قول الملوك المدون بالتوراه عن أنفسهـم كان بالمفرد مثل " أنا فرعون " وأيضا " أنا نبوخذ نصر" . وفيما يلي بعض الشواهد الكتابية:

1 – في سفر التكوين يقول الله "وقال الرب هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفا للخير والشر " (تك 22:3) . وايضا " هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتي لا يسمع بعضهم لسان بعـض. " (تك7:11) . صيغه الجمع واضحه وتعبر عن الأقانيم الثلاثه الآب والإبن والروح القـدس .

2 – قول المرنم في المزمور كرسيك يالله إلي دهر الدهور .قضيب استقامـه قضيـب ملكـك . أحببت البر وأبغضت الإثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الإبتهاج أكثر من رفاقـك " (مز6:45-7). وهنا نري أن الآب مسح الإبن بدهن الإبتهاج أي بالروح القدس . وأيضا قوله قال الرب لربي " اجلس عن يميني حتي أضـع أعدائـك موطئـا لقدميـك. "( مز 1:110) ،فالواضح في هذه الآية الآب يخاطب الإبن .

3 -  قول إشعياء النبي  بالروح القدس" ثُم سمعت صوت السيد قائلا من أرسل ومن يذهب من أجلنا ". (إش8:6) ، قالمتكلم هو الله في صوره المفرد ثم في صوره الجمع ، وأيضا " ... . منذ وجوده أنا هناك والآن السيد الرب أرسلني وروحه " (إش16:48) ، الأقانيـم الثلاثـه واضحة ، فالإبن موجود منذ وجود الآب  والذي أرسل الإبن هو الآب والـروح القـدس .

4 – في عماد رب المجد يسوع المسيح من يوحنا المعمدان في نهر الأردن  " فلما إعتمد يسوع صعد للوقت من الماء . وإذا السموات قد انفتحت له فرأي روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه . وصوت من السموات قائلا هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت " (مت16:3-17) . الأقانيم الثلاثه واضحة فالآب يقول عن الإبن هذا هو إبني الحبيب،والروح القدس نازلا مثل حمامة وآتيا علي الإبن.

5 – قول رب المجد يسوع المسيح بفمه الطاهر لتلاميذه " فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس ." (مت 19:28) . نلاحظ هنا أن التثليث والتوحيد واضح حيث أن رب المجد يسوع قال عمدوهم بإسم وهو مفرد لأن الله واحد مثلث الأقانيم  ، وهو أيضا واضح في (يو16:14-17) ، (2كو14:13).



في بعض الأحيان يذكر الكتاب إقنومين ولايستخدم صيغه المثني أو الجمع بل صيغه المفرد كقوله

 " وربنا نفسه يسوع المسيح والله أبونا الذي أحبنا وأعطانا عزاء أبديا ورجاء صالحا بالنعمة يعزي قلوبكم ويثبتكم في كل كلام وعمل صالح "(2تس16:2-17) ، ومما هو واضح في هذه الآيةةأن إسم يسوع المسيح ألإبن قد جاء في هذه الآيه قبل الله أبونا ، لأن الأقانيم الثلاثه متساويه في الجوهر ومتحدة في لاهوت واحد.

إننا نقول في قانون الإيمان المقدس  الأرثوذكسي :

"بالحقيقة نؤمن بإله واحد ، الله الآب ضابط الكل ، خالق السماء والأرض ، ما يري وما لا يـري .

نؤمن برب واحد يسوع المسيح،إبن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور ، نور من نور إله حق من إله حق ، مولود غير مخلوق ،مساو للآب في الجوهر ، الذي به كان كل شيئ.هذا الذي من أجلنا نحن البشر،ومن أجل خلاصنا،نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العـذراء وتأنس.وصلب عنا علي عهد بيلاطس البنطي . تألم  وقبر وقام من بين الأموات في اليوم الثالـث كما في الكتب ، وصعد إلي السموات ، وجلس عن يمين أبيه ، وأيضا يأتى فى مجده ليدين الأحياء والأموات ، الذى ليس لملكه إنقضاء .

 نعم نؤمن بالروح القدس ، الرب المحيى المنبثق من الآب ، نسجد له ونمجده مع الآب والإبـن ، الناطق في الأنبياء ، وبكنيسة واحدة مقدسة جامعة  رسولية  .  ونعترف بمعمودية واحدة لمغفـرة الخطايا وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي آمين".

فالله الآب الإقنوم الأول ضابط الكل ’يكرم من الكل و’يعبد من الكل وهو ساكن في نور لايدنى منه، وقد أوضح هذه الحقيقة معلمنا يوحنا البشير بقوله " الله لم يره أحد قط . الابن الوحيد الذي هو فـي حضن الآب هو خبر " (يو 18:1)  ، وأيضا كقول معلمنا بولس الرسول بالروح القدس إلي تلميـذه تيموثاوس " الذي له وحده عدم الموت ساكنا في نور لا يدني منه الذي لم يره أحد مـن النـاس ولا يقدر أن يراه الذي له الكرامة والقدرة الأبدية . آمين "(1تيمو16:6) .

قديما سأل معلمنا موسي النبي الله أن يريه مجده، فأجابه الله " وقال لا تقدر أن تري وجهي . لأن الإنسان لا يراني ويعيش. وقال الرب عندي مكان . فتقف علي الصخره . ويكون متي اجتاز مجدي أني أضعك في نقرة من الصخرة وأسترك بيدي حتي أجتاز . ثم أرفع يدي فتنظر ورائي . وأما وجهي فلا يري " (خر 20:33-23) .

وعندما كان معلمنا موسي النبي عند الرب أربعين نهارا وأربعين ليلة لم يأكل خبزا ولم يرب ماء ،

ولما نزل من جبل سيناء ومعه لوحي كلمات العهد ، كان جلد وجه معلمنا موسي النبي يلمع  مـن مجرد كلامه مع الله ، ويقول الكتاب " فنظر هرون وجميع بني إسرائيل موسي وإذا جلد وجهه يلمع . فخافوا أن يقتربوا إليه . ...  . ولما فرغ موسي من الكلام معهم جعـل علي وجهـه برقعـا ." (خر30:34-33).  ومع أن معلمنا موسي النبي لم يري وجه الله القدوس ولكن من مجرد الكلام معه ، صار وجهه يلمع فخافوا منه ولم يستطيعوا ان ينظروا إلي وجهه حتي وضع برقعا علـي وجهه . والأب الكاهن  في القداس الإلهي يقول أن" السيرافيم والشاروبيم يغطون وجوههم بجناحين ويغطون أرجلهم بجناحين ويطيرون بجناحين ويصرخون واحد قبالة الآخر قائلين قدوس قـدوس قدوس رب الصباؤت "  فالسيرافيم والشاروبيم يغطون وجوههم من عظمة وبهاء مجد الله ، وهي مأخوذة من (إش 2:6-3) .

الله الآب  له ينبغي السجود والعبادة كقول الله لمعلمنا إشعياء النبي بإرشاد الروح القدس  "بذاتـي أقسمت خرج من فمي الصدق كلمة لا ترجع إنه لي تجثو كل ركبة يحلف كل لسان " (إش22:45)  . وأيضا " لكي يكرم الجميع الإبن كما يكرمون الآب من لا يكرم الإبن لا يكرم الآب الذي أرسله " (يو23:5) .

الله الإبن  ، الإقنوم الثاني ، له أيضا ينبغي السجود والعبادة فقد قدم المجوس  السجود للرب يسوع المسيح وهو طفل صغير كما هو مكتوب " وأتوا إلي البيت ورأوا الصبي مع مريم أمـه . فخـروا وسجدوا له. ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرا ."(مت11:2) . أيضا سجـد لـرب المجد يسوع الأبرص طالبا منه الشفاء " وإذا أبرص قد جاء وسجد له قائلا يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني " (مت2:8) .أيضا سجد له يايروس رئيس المجمع " وفيما هو يكلمهم بهذا إذا رئـيس قـد جاء فسجد له قائلا إن ابنتي الآن ماتت . لكن تعـال وضـع يدك عليهـا فتحيـا " (مت 18:9) ، (لو49:8)

أيضا المرأه نازفه الدم منذ اثني عشر سنه بعد شفائها " جاءت مرتعده وخرت له واخبرته قدام جميع الشعب لأي سبب لمسته  وكيف برئت في الحال " (لو47:8) .

بعد قيامه رب المجد يسوع من الأموات سجدت له المريمتان " وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميـذه إذا يسوع لاقاهما وقال سلام لكما . فتقدمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتـا لـه ." (مت  9:28) ، أيضـا التلاميذ في الجليل سجدوا له " ولما رأوه سجدوا له ولكن بعضهم شكوا " (مت 17:28) .

معلمنا بولس الرسول بالروح القدس يقول في رسالته إلي أهل فيلبي " لكي تجثو باسم يسـوع كـل ركبه ممن في السماء ومن علي الأرض ومن تحت الأرض " ( في10:2) ، أيضا قوله في رسالتـه إلي العبرانين " وايضا متي أدخل البكر إلي العالم يقول ولتسجد لـه كل ملائكـة الله "(عب6:1) ، وكلمة بكر هنا لاتعني المولود الأول لكنها تعني المحبوب .

المؤمنون المسيحيون في كل مكان من العالم يقدسون الوصيه القائلة " فتحب الرب إلهك من  كل  قلبك ومن كل نفسك  ومن كل قوتك " (تث 5:6 )  ، لأن محبة الإنسان لله من كل القلب ومن كل النفس ومن كل القوه  كذلك حفظ وصاياه أمر ضروري ، ويؤكد ذلك رب المجد يسوع الذي سجله لنا معلمنا متي البشير في قوله " من أحب أبا أو أما أكثر مني  فلا يستحقني ، ومن أحب ابنا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني" (مت37:10) وأيضا قول رب المجد يسوع المسيح الذي سجلـه معلمنـا يوحنا البشير في قوله " الذي عنده وصاياى ويحفظها فهو  الذي يحبني . والذي يحبني يحبـه أبي وأنا أحبه وأظهر له ذاتي " (يو21:14) ، وقد سماهم معلمنا بولس الرسول بالروح القـدس شعبـا خاصا للمسيح كما هو مكتوب " الذي بذل نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل إثم ويطهـر لنفسـه شعبا خاصا غيور في أعمال حسنة " (تي14:2) ،  وهو أيضا يدعوهم قديسين كقوله "متي جاء ليتمجد في قديسيه ويتعجب منه في جميع المؤمنين . "   (2تس10:1) ، وأيضا  " إتقوا الرب يا قديسيـه لأنه ليس عوز لمتقيه " (مز9:34) .

في العهد القديم قال الرب لمعلمنا موسي النبي" فالآن اذهب وأنا أكون مع فمك وأعلمك ما تتكلم به "  (خر12:4) وفي العهد الجديد قال الرب يسوع بفمه الطاهر للتلاميذ " لأني أنا أعطيكم فما وحكمـة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها " (لو15:21) .

الله الروح القدس " الإقنوم الثالث" ، منبثق من الله الآب "الاقنوم الأول "، وهو أزلي وأبدي ، مساوي  للآب وأيضا مساوي للإبن في الجوهر وله جميع الصفات الإلهيه ، فهو كلي المعرفه " لأن الروح يفحص كل شيئ  حتي أعماق الله. ... .هكـذا أيضـا أمـور الله لا يعرفهـا أحـد الا روح الله". (1كو10:2-11) . الروح القدس هو مصدر الوحي الإلهي " لأنه لم تأتي نبوة قط بمشيئـة إنسـان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط21:1)  . الروح القدس يرشد إلي جميع الحق و يسمع ويتكلم  " وأما متي جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلي جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية " (يو13:16).  الروح القدس أيضا يحزن كقول معلمنا بولس بالروح القدس " ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء "(أف30:4) ،  كما أن هذه الآيه توضح لنا أنه قدوس وهي صفه من صفات الله.


اسم الرب عظيم ومبجل ، حيث قال معلمنا سليمان الحكيم " اسم الرب برج حصين يركـض اليـه الصديق ويتمنع " (أم10:18) ، أيضا قوله " ... اسمك دهن مهراق . ... " (نش 3:1) ، أيضا قـال معلمنا موسي النبي " ... لتهاب هذا الاسم الجليل المرهوب الرب إلهك "(تث58:28) ، أيضا قولـه

 " ... ولا يدنسوا اسمي القدوس . أنا الرب " (لا1:22) ، وفي سفر ملاخي "  لأنـه من مشـرق الشمس إلي مغربها اسمي عظيم بين الأمم وفي كل مكان يقرب لاسمي بخور وتقدمة طاهـرة لأن اسمي عظيم بين الأمم قال رب الجنود " (ملا11:1) . معلمنا داود النبي ترنم في المزمور قائلا " أيها الرب سيدنا ما أمجد إسمك في كل الأرض حيث جعلت جلالك فوق السموات " (مز1:8) ، أيضـا

 " أرسـل فداء لشعبه . أقام إلي الأبد عهده . قدوس ومهوب اسمه. رأس الحكمه مخافة الرب . فطنة جيـدة لكـل عامليها . تسبيحه قائم إلي الأبد " ( مز9:111-10) .

اسمه المبارك تتكل عليه قلوبنا كقول المرنم " لأنه يفرح قلوبنا لأننا علي اسمه القـدوس إتكلنـا " (مز21:33) .  ولاسمه ينبغي الترنيم والتسبيح والحمد كقوله " عظموا الرب معي ولنعل اسمه معا" (مز3:34) ، وأيضا " غنوا لله رنموا لإسمه. ... " (مز4:68)  ، كذلك " ... . أحمد اسمك يا رب لأنه صالح ." (مز6:54) .

إن الأقانيم الثلاثه الآب والإبن والروح القدس متساوين في الجوهر ومتحدين في اللاهـوت بغيـر امتزاج أو انقسام أو تغير  ،  ولكل إقنوم من هذه الأقانيم كامل صفاته اللاهوتيه ، فكل منهم أزلـي أبدي كلي العلم والقداسة والسلطان والقدرة ... الخ ، ولكن الأقانيم الثلاثة متميزون عـن بعضهـم البعض ، ولا يستطيع أي إنسان أن يخلط بينهم ،فلا نستطيع أن نقول أن الآب هو الإبن ولا الروح القدس.

والرقم ثلاثة له أهمية خاصة ، فمثلا نجد في الكتاب المقدس أن شريعة العهد القديم كيانها ثلاث وهي "الناموس والأنبياء والمزامير"(لو44:24) ، كما أن خيمة الاجتماع كيانها ثلاث وهي قدس الأقداس ثم القدس ثم الدار الخارجية ، كذلك الفضائل ثلاثة فيقول عنها معلمنا بولس الرسول " أمــا الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة " (1كو13:13) ، ومعلمنا يوحنا البشير يقول أن الخطية كيانها ثلاث " لأن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهـوة العيـون وتعظـم المعيشة ليس من الآب بل من العالم " (1يو16:2) ، وقيامة رب المجد يسوع المسيح كانت في اليوم الثالث .

الكتاب المقدس يعلمنا أن الإقنوم الثاني وهو إقنوم الكلمة "الإبن " ، الأزلي الأبدي، هو الذي تجسـد بحلول الروح القدس ، الإقنوم الثالث وهو أيضا أزلي أبدي منبثق من الآب الإقنـوم الأول الأزلـي الأبدي ، علي أمنا العذراء الطاهره مريم ، وولد  ليتتم عمل الفداء بموته علـي الصليب ، صليـب الجلجثه كقول معلمنا يوحنا البشير بالروح القدس " في هذا هي المحبة ليس أننا نحن أحببنا الله بل أنه هو أحببنا وأرسل إبنه كفارة لخطايانا " (1 يو10:4) ، أيضا قوله " هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " ( يو16:3) ، مـن هاتـين الآيتيـن يتضح جليا أن الله الآب "الإقنوم الأول " هو الذي أرسل الإبن" الإقنوم الثاني "، وهو الذي بذله وقدمه كفارة عن خطايانا وعن خطايا كل البشرية منذ بدء الخليقة وحتي نهاية الأيام .

أيضا الروح القدس وهو روح له كل صفات اللاهوت جاء إلي العالم في العهد القديم مرسلا من الآب إلي الأنبياء لكي يعطيهم النبوة التي يريد الله أن يرسلها لشعبه وكان يصونهم من الخطأ أثناء الكتابة .  كذلك حل الروح القدس علي المسيح له المجد أثناء عماده في نهر الأردن " وللوقت وهو صاعد من الماء رأي السموات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلا عليه. وكان صوت من السموات . أنت ابني الحبيب الذي به سررت " (مر10:1-11) ، وأيضا حل علي التلاميذ في يوم الخمسين لكي يكرزوا بإسمه في جميع الأمم كقول رب المجد يسوع بفمه الطاهر  " فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به . وها أنا معكـم كل الأيام إلي انقضاء الدهر . آمين " (مت19:28-20) . أيضا الروح القدس أرسل ليسكـن فـي كل المؤمنين الذين ولدوا ولاده ثانيه بعد عمادهم ونوالهم المسحه المقدسه ، في كل زمان وكل مكان في المسكونه كلها .

بعض الأشخاص الغير مؤمنين يقولون أن المسيحيه قد اخذت التثليث من قدماء المصرين ، الذيـن كانوا يعتقدون في ثلاثة آلهه هي أوزيريس وايزيس وحورس . هذا الإدعاء ادعاء خاطئ من مبدئه لأن المسيحية لا تنادي بثلاث آلهه ، بل بإله واحد مثلث الأقانيم ، آب وإبن وروح قدس، وليس زوج  وزوجة ، وإبن  ناتج عن طريق التزاوج الجسدي.

الإسلام أيضا يدعي أن المسيحيين يعبدون ثلاثه آلهه وأنهم مشركين .  وهذا ايضا ادعاء خاطـئ وليس فيه شيئ من الصحه .  واذا نظرنا إلي القرآن نجد فيه في صورة مريم الآية التالية " ونفخنا فيها من روحنا فتمثل بشرا سويا " .  فالمتكلم في هذه الآية هو الله ،  والله نفخ من روحه ( أرسل الروح القدس إلي مريم) ، فتمثل بشرا سويا (فولد المسيح ) . وهذا يتفق تماما مع إيماننا المسيحي ، أيضا هناك آيات كثيره تثبت لاهوت المسيح  مثل " سلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا "

فهم يعترفون أن المسيح حيا في السماء ، كما أنهم يعترفون أنه سيأتي ديانا مقسطا للعالمين . من هو الذي يدين العالم أليس هو الله الديان العادل .

أيضا جاء في القرآن " يا عيسي بن مريم إني متوفيك ورافعك إليّ وجاعل الذين إتبعوك فوق الذين كفروا إلي يوم الدين " من هذه الآية يتضح أن المسيحين وهم أتباع المسيح ليسوا كفار .

وإننا كمسيحيين نشكر الله الذي أنار عقولنا وأفهامنا بالإيمان ، فالإيمان هو " الثقة بما يرجي والإيقان بأمور لا تري " (عب1:11)  ،  فالله قد أشرق بنوره في قلوبنا لمعرفة مجده كقول معلمنا بولس الرسول بإرشاد من الروح القدس " لأن الله الذي قال أن يشرق نور من ظلمه هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسـوع المسيح " (2كو6:4) ، فنلنا الخلاص بالإيمان بربنا يسوع  المسيح " لأن القلب يؤمن به للبر والفـم يعترف به للخلاص " ( رو10:10) . إن إيماننا بنوال الخلاص الذي تممه لنا ربنا ومخلصنا يسوع المسيح بموته علي الصليب يملأنا بهجة وسرور وفرح لاينطق به ومجبد كقـول معلمنـا بطـرس الرسول بالروح القدس " ... يسوع المسيح الذي وإن لم تروه تحبونه . ذلك وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس . الخـلاص الذي فتش وبحث عنه أنبياء . الذين  تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم " (1بط7:1-10)  .

إن الذين ذاقوا حلاوة العشرة مع المسيح لا بد أن يترنموا مع معلمنا داود النبـي  قائليـن " ذوقـوا وانظروا ما أطيب الرب " (مز8:34) ، ولا بد أن يكون عندهم اكتفاء فيقولوا مع المرنم " من  لي في السماء . ومعك لا أريد شيئا في الأرض " (مز25:73) ، لأننا واثقين تمام الثقة أن الله يهتم بنا ويدبر كل أمور حياتنا كقول معلمنا بطرس الرسول " ملقين كل همكم  عليه لأنه هو يعتني بكم " (1بط7:5) كذلك قول معلمنا بولس الرسول إلي أهل فيلبي " لا تهتموا بشئ بل في كل شئ بالصلوه والدعاء مع الشكر لتعلم طلبتكم لدي الله ." (في6:4)   .

إن التثليث والتوحيد يكون أمرا سهلا إذا طلبنا من الله أن يفتح عقولنا وبصيرتنا لنفهمه فعلي سبيل المثال فقط إذا نظرنا إلي الشمس  وهي إحدي مخلوقات الله ، نجد انها تتكون من قرص الشمـس والضوء والحراره وهذه الثلاثة مرتبطة ببعضها ،  فلا يمكن أن نشعر بالضوء بدون وجود وظهور قرص الشمس ، كذلك الحراره ، وهذه الثلاثة في واحد وهي الشمس مثلما نقول الله واحد مثلث الأقانيم.

مثلا آخر وهو أيضا إحدي مخلوقات الله وهي النار ، فهي تتكون من اللهب والضـوء والحراره ، بذلك نستطيع القول أن النار مثلثة الخواص مثلما نقول أن الله مثلث الأقانيم  مع الفـارق الكبيـر.

وقد اوضح نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوي حقيقة التثليث والتوحيد بمثال علمي هندسي سهل الفهم إذ قال إذا أحضرنا لوح معدني رقيق وقطعنا منه مثلث متساوي الأضلاع ، هذا المثلث له ثلاث أركان أو زوايا متساوية يمكن أن نسميهم زاويه >أ ، وزاويه >هل فيلبي  أأ   ب ، وزاويه>  ج ، فكل ركن مـن هـذه الأركان الثلاثة له نفس الصفات والتركيبة المعدنية للمثلث ، فإذا كتبنا الآب في الزاويه>  أ، والإبن في الزاويه>  ب ، والروح القدس  في الزاويه>ج ، وإذا كتبنا داخل المثلث المعدني الله ، فبـذلك يكون الله الواحد مثلث الأقانيم الآب والإبن والروح القدس ونستطيع أن نقول ألله الآب والله الإبن والله الروح القدس لأنهم لهم نفس صفات وخواص الله اللاهوتيه ، ولا يمكن فصل اي زاويه أو ضلع لأنه لن يكون مثلثا ، بل خطا مستقيما ، كذلك الأقانيم الثلاثة .

وأيضا يمكنا القول أن الله الواحد له ذات لأنه موجود ، وله روح وهي الروح القدس ، وله فكر ناطق بالكلمة وهي الإبن الوحيد المتجسد.

البـــاب الخـــامس



  

لقد خلق الله الإنسان وميزه عن جميع المخلوقات الأخري ، فهو مخلوق عاقل  يدرك ويفهم ويعي ما يدور حوله ، ويستطيع أن يتقدم في المعرفه بكل أنواعها علميا وأدبيا وفلسفيا وتاريخا بل وروحيا أيضا ، عن طريق البحث الجاد مع الإجتهاد في التحصيل بقدر إمكانياته وقدراته العلمية وصبره .

من المؤسف جدا أن نري بعض الملحدين يسألون بتهكم  من هو الله ؟ وهل هو موجود ؟ وكيـف أستطيع أن أتأكد من وجوده ؟  كل هذه الأسئلة تراود ذهن بعض الناس ، أحيانا يتهامسون بها فـي قلوبهم وأحيانا يعلنوها علي الملا بدون  خوف أو حياء ، ومن الغريب الذي يدعوا إلي الدهشة   أنهم عندما يقعون في أي محنة أومشكلة عويصة يصرخون إلي الله وينسبونها إلي الله ويعتبرونها ضربة من الله لهم ، ومعلمنا القديس يعقوب الرسول يحذر من هذا بقوله " لا يقل أحد إذا جرب إني أجرب من قبل الله . لأن الله غير مجرب بالشرور وهو لا يجرب أحدا . ولكن كل واحد يجرب إذا انجذب وانخدع من شهواته . ثم الشهوه إذا حبـلت تلـد خطيـة ، والخطيـة إذا كمـلت تنتـج موتـا "

 (يع13:1-15).  مثل هؤلاء الناس  يقعون في ضلال تام متمثل في إنكار وجود الله لكي يبـرروا لأنفسهم إنغماسهم في الخطية ، فالخطية هي" تمرد وعصيان علي الله وكسر لوصاياه " ، وهـي  "طرحت كثيرين جرحي وكل قتلاها أقوياء " (أم26:7) ، والإنسان  بطبيعته يصعب عليه أن ’يذنب نفسه ،  فهو دائما ينتحل لنفسه الأعذار ، فقديما سأل الله آدم  "... . هل أكلت من الشجـرة التـي أوصيتك أن لا تأكل منها .فقال آدم المرأة التي جعلتها معي هي أعطتنـي من الشجـرة فأكلـت " (تك11:3-12) .

إن هؤلاء الملحدين يعيشون حياه تعيسة ويعتبرون إنغماسهم في الخطية هو نوع من الحرية ، وغالبا ما تجدهم يبحثون عن السعادة فلا يجدونها ، فيصابون بالإكتئاب النفسي ، فيلجأون إلي شرب الخمور والمخدرات وغالبا ما تنتهي حياتهم بالإنتحار ، لأنه " لا سلام قال الرب للأشـرار ." (إش22:48) ، وأيضا قوله " لأن أجرة الخطية هي موت.أما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا "(عب23:6)    السلام الحقيقي لا يستطيع أي إنسان أن يحصل عليه إلا عن طريق إلـة السـلام رب المجـد يسوع المسيح الذي قال  "سلاما أترك لكم . سلامي أعطيكم . ليس كما يعطـي العالـم أعطيكـم أنـا . لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب " (يو27:14) . فعندما يسلم الإنسان حياتة للمسيح  بكل إيمان وثقة تامـة أن المسيح له المجد سوف يقوده الي النصرة والسلام والاطمئنان يجد الراحة التامة ، فأطلب المسيح الآن وخذه مخلصا وفاديا لك ، فالآن ساعه مقبوله قبل فوات الأوان لأن الإنسان حياتة علي الأرض سنين معدوده لو قورنت بالحياة الأبدية  ،" فالحياة كالبخار تظهر قليلا ثم تضمحل ." (يع4:4 1)  

أحيانا يكون هذا الضلال عدوي تنتشر بين الناس وخصوصا الشباب بسبب المعاشرات الردية ، كقول معلمنا بولس الرسول "لا تضلـوا . فإن المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة "( 1كو 33:15) ، وأيضا قوله " لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين . لأنه أية خلطة للبر والإثم . وأية شركة للنور مع الظلمة . وأي اتفاق للمسيح مع بليعال . وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن "(2كو14:6-15) . والآباء والأمهات عليهم مسئولية كبيرة ،لأنهم لوغرسوا أولادهم في الكنيسة منذ الصغر لما إنحرفوا .

من المؤكد أن هذا الضلال نتيجة الجهل بوصايا الله وتعاليمه في الكتاب المقدس ، كقول معلمنا داود النبي بإرشاد من الروح القدس " قال الجاهل في قلبه ليس إله . فسدوا ورجسوا بأفعالهم . ليسي من يعمل صلاحا ."(مز1:14) ، وأيضا كقول رب المجد يسوع المسيح بفمه الطاهر للصدوقيون الذين لا يؤمنون بالقيامه " فأجاب يسوع وقال لهم تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله ."(مت29:22) .

الإنسان الذي ينكر وجود الله في حياته ويستغني عن نور اعلاناته في كلمة الله المحييه وهي الكتاب المقدس ، يكون كمن يمشي في الظلام ولا يري الطريق أمامه فيتخبط ويتعثر وربما يسقط سقطـة الموت الأبدي ، بسبب إعتزازه بنفسه وبفكره ، ومعلمنا سليمان الحكيم  يعلمنا الإتكال علي الله وعدم الاعتماد علي فهمنا كقوله " توكل علي الرب بكل قلبك وعلي فهمك لا تعتمد. في كل طرقك اعرفه وهو يقوم سبلك " (أم5:3-6) .

إلي مثل هؤلاء الناس يقول معلمنا بولس الرسول بالروح القدس " هبات الله ودعوتة هي بلا ندامه " (رو29:11) والله من محبتة لنا يريدنا أن نقبل إليه  " لأن هذا حسن ومقبول لدي مخلصنا الله الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلي معرفه الحق يقبلون "(1تيمو 4:2) ، ووعود الله صادقة وامينه كقول الرب علي فم بلعام لبالاق بن صور " ليس الله إنسانا فيكذب . ولا ابن إنسان فيندم . هل يقول ولا يفعل . أو يتكلم ولا يفي " (عد19:23) .

مشكلة هؤلاء الناس وغيرهم هو عدم الإيمان بالله وبكلمته وبوعوده الصادقة كقول معلمنا بولس الرسول بالروح القدس " الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمي أذهان غير المؤمنين لئلا تضيئ لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله " (2كو4:4) ، فهم ينطبق عليهم كلام الله لحزقيال النبي " يا ابن آدم أنت ساكن في وسط بيت متمرد الذين لهم أعين ولا ينظرون . لهم آذان ليسمعوا ولا يسمعون لأنهم بيت متمرد " ( حز2:12)  .  وحل مشكلتهم يكمن في الإيمان بالله وبكلمته المحيية ، لأن " فتح كلامك ينير يعقل الجهال " (مز130:119) ، كقول رب المجد يسوع المسيح بفمه الطاهر" فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة وهي التي تشهد لي " (يو39:5) .

لا بد لأي إنسان يبحث عن الله أن يقرأ الكتاب المقدس فهو البشارة المفرحة بالفداء والخلاص الذي تممه لنا الرب يسوع . والإنسان الذي يفتح قلبه وعقله ويطلب من الله أن يرشده أثناء القراءة فـي الكتاب المقدس ، سوف يجد الاجابة علي كل تساؤلاته ويتقوي إيمانه فترتاح نفسه ويرتوي عقله ، كقول معلمنا بولس الرسول " كل من يؤمن به لا يخزي " (رو11:10)، والكتاب المقدس يوضـح الحقائق التالية:-

1-أن "الله نور وليس فيه ظلمة البتة " (1يو5:1 ) كلي القداسة وكلي الكمال ، كقول معلمنا بولـس الرسول " لأن إلهنا نار آكلة "  )عب 29:12) فاللاهوت نار آكلة للخطاة لأنـه لا يقبـل فسادهـم وفجورهم وهذا ما حدث  قديما في سدوم وعموره ، فكل الذين خرجوا من سدوم وعموره أربعة هم لوط وزوجتة وبناتة الاثنين ، والذين نجوا ثلاثة لوط وبناتة الاثنين لأن زوجتة نظرت إلي الـوراء فصارت عمود ملح لأنها عصت كلام الملاكين الذين أمروهم  بعدم النظر إلي الوراء بعد خروجهم ،



ومعني نظرها إلي الوراء هو أنها كانت متعلقه بالمكان  " فمن وضع يده علي المحراث لا يعود ينظر إلي الوراء " .

2 - الله ساكن في نور كما هو مكتوب " الذي وحده له عدم الموت ساكنا في نور لايدني منه الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه الذي له الكرامة والقدرة الأبدية . آمين" (1تيمو16:6) ، وأيضا قول معلمنا يوحنا البشير " ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية " (1يو7:1) .

3- الله روح ، كقول رب المجد يسوع المسيح للمرأه السامريه عند بئـر سوخـار " الله روح . والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا " (يو24:4)  ، وقد أوضح ذلك الرب يسوع عندما قال للتلاميذ " انظروا يدي ورجلي إني أنا هو . جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحـم وعظام كما ترون لي " (لو39:24) .فالروح ليس محدد بجسد معين ولا بهيئة معينة وليس هناك حدود أوقيود له، ولا يمكن رؤيته بعيوننا المجرده لأن عيوننا البشرية تري الأشياء المجسمة أي التي لها جسد .

الله روح له قوة وكيان ومعرفة وعلم ، وحاضر في كل مكان في السموات وعلي الأرض في نفس الوقت وفي كل زمان . فالله تبارك اسمه يستطيع أن يكون في اماكن مختلفة في نفس الوقـت ، وبمعني أشمل الله موجود في كل مكان وكل زمان وأنه أيضا يسمع كل شيئ ويـري كل شيـئ ويعرف كل شيئ عن كل شيئ .فالله كلي القدرة وكلي الحكمة  وكلي الرحمة والمحبة والمغفرة .

4 - محبة الله للبشرية وقداستة المطلقة التي تتطلب معاقبة الخطية التي تجرأ عليها أبونا آدم وامنا حواء بكسرهما وصية الله ، ونظرا " لأنه بدون سفك دم لا تحدث مغفرة " (عب22:9) ، جعلت الله يدبر خطه لخلاص البشرية وفدائها ، كقول معلمنا يوحنا البشير " لأنه هكذا أحب الله العالـم حتي بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو16:3) ، وأيضا قول معلمنا بولس الرسول " ولكن الله بين محبتة لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنـا " (رو8:5) .

5 -     الله الآب " الإقنوم الأول" لم يره أحد ولا يستطيع أن يراه إنسان ويعيش ، لذلك أرسـل لنـا رسائل إلاهيه علي فم الآباء والأنبياء قديما بإرشاد من الروح القدس ، وفي ملئ الزمان أرسل لنا إبنه الوحيد يسوع المسيح الكلمة  وهو الله الظاهر في الجسد  "الإقنوم الثاني " المعـادل لله الآب "الإقنوم الأول"،كما  هو موضح في الباب الثاني والباب الثالث والباب الرابع من هذا البحث ، لكي يخلصنا وأيضا لكي يخبرنا عن من هو الله ويظهر لنا صفاته وخصائصه كقـول معلمنـا يوحنـا البشير بوحي من الروح القدس " الله لم يره أحد قط . الإبن الوحيد الذي هو في حضن الآب هـو خبر " (يو18:1) ، أيضا قول رب المجد يسوع المسيح بفمه الطاهر " والآب نفسه الذي أرسلنـي يشهد  لي . لم تسمعوا صوته قط ولا أبصرتم هيئته " (يو37:5) ،  وكقول معلمنا بولس الرسـول " الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا. الذي هو صورة الله غيـرالمنظـور بكـركل خليقـه " ( كو 14:1-15) ،  وأيضا قول رب المجد يسوع المسيح بفمه الطاهر " وليس أحد صعـد  إلي السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء "(يو13:3). فالمسيح له المجـد كان علي الأرض بجسده الطاهر الذي أخذه بحلول الروح القدس علي أمنا العذراء مريم وفي نفس الوقت كان في السماء بلاهوته ، كما أن رب المجد يسوع قد قال " أنا والآب واحد" (يو30:10) ، والاب الكاهن يقول أثناء القداس الإلهي أن  "لاهوته لم يفارق ناسوته لحظه واحده ولا طرفه عين" . فالبشريه كلها من البدء وحتي نهاية الأيام قد توارثت الخطية من أبوانا الأولين آدم وحواء، وهم بطبيعتهم الخاطئة لايستطيعوا أن يوفوا الدَين الذي عليهم لله  لذلك تجسد المسيـح لـه المجـد ، وصلب ومات وقير وقام وصعد إلي السموات وصالحنا مع الله الآب السماوي إذ قد دفع عنا الثمن وهو دمه الذكي الكريم المسفوك علي عود الصليب ، كقول معلمنا بولس الرسول " وأنكـم لستم لأنفسكم  لأنكم  قد  أشتريتم  بثمن  فمجدوا  الله  في  أجسادكم  وفي  أرواحكم  التي هي  لله . "

   (1كو19:6-20) ، كذلك قول معلمنا بطرس الرسول " عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء  تفني ... بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح . معروفا سابقا قبل تأسيس العالم ولكن قد أظهر في الأزمنة الأخيرة من أجلكم "(1بط18:1-20 ) ، والأب الكاهن يقول في القداس الإلهي مخاطبا الإبن  " صالحت السمائين مع الأرضين وجعلت الاثنين واحدا " .



لقد تجسد رب المجد يسوع المسيح من أجل خلاص العالم وأيضا من أجل أن يخبرنا عن الله الواحد المثلث الأقانيم ، فقد أظهر لنا ذاته بصفته إبن الله الوحيد المتجسد " الإقنوم الثاني، المساوي لله الآب في الجوهر ، ويؤكد ذلك معلمنا بولس الرسول فيقول " بالإجماع عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءي لملائكه كرز به بين الأمم أومـن به في العالـم رفـع في المجـد " (1تيمو16:3) . كما أنه قد خبرنا عن الله الآب  "الإقنوم الأول" مخاطبا إياه إذ قال " أنا مجدتك علي الأرض . العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته . ... . أنا أظهرت إسمك  للناس الذين أعطيتني من العالم … . أما أنا فعرفتك وهؤلاء عرفوا أنك أنت أرسلتني .  وعرفتهـم اسمك وسأعرفهم  ليكـون فيهم الحب الذي أحببتني به  وأكون أنا فيهم " (يو4:17، 6 ، 25-26)  . كمـا أنه قد خبرنـا عـن الروح القدس " الإقنوم الثالث " كقول رب المجد يسوع " وأما المعزي الروح القدس الـذي سيرسلـه الآب بإسمي فهو يعلمكم كل شيئ ويذكركـم بكل ما قلته لكم " (يو26:14) ، أيضا قال " ومتي جـاء المعزي الذي سأرسله أنـا إليكـم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثـق فهو يشهـد لـي ."(يو26:15) . ولقد أوضح لنا رب المجد يسوع المسيح الطريق الوحيد المؤدي للحياة الأبدية وهـو معرفة الله  بأقانيمه الثلاثة الآب والإبن والروح القدس إذ قال " وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفـوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيـح الـذي أرسلتـه " (يو3:17) ، كذلك قال عـن الـروح القدس " وأنا أطلب من الآب فيعطيكم  معزيا آخر ليمكث معكم إلي الأبد . روح الحـق الـذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه  ولا يعرفه أما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكـم ." (يو16:14-17).

               
كما أن الروح القدس من عمله أن يعلن المسيح المخلص للنفوس الهالكه ، كقول معلمنا بولس الرسول " ... . وليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس ." (1كو3:12)، كذلك أيضـا يبكتهـم علي خطاياهم كقوله " و متي جاء ذاك يبكت العالم علي خطية وعلي بر وعلي دينونة ." (يو8:16) ، أيضا من عمل الروح القدس أنه يرشد إلي الحق ،كقوله " وأما متي جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلي جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية ." (يو13:16) ، من عمل الروح القدس أيضا أنه يمجد رب المجد يسوع المسيح كقوله "ذاك يمجدني لأنه يأحذ مما لي ويخبركم " (يو14:16) .

وإنني أريد أن أخاطب هؤلاء الملحدين بطريقه عقلانية فإذا سألته عن ساعته الجميلة التي في يده من صنعها ، فيجيب أنها رولكس ، وإذا سألته عن من صنع سيارته فيجيب مرسيدس وهكذا .فإذا كان لكل شيئ في حوزتنا صانع وأنت تعرفه فكيف لاتعرف من صنع كل شيئ حولك ؟من صنع وخلق الأرض وما عليها من جبال وسهول وآكام وأودية وبحار وأنهار وما عليها مـن إنسـان وحيـوان وأشجار ونباتات وشمس وقمر ونجوم وباقي المجرات السمائية ؟ آلا تتفق معي أنه لا بد أن يكون هناك صانع ماهر قد صنعها , وأنه كلي القدرة وكلي العلم وكلي المعرفة ، إنه هو الله " لأن أموره غير المنظورة تري منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتي أنهم بلاعذر " (رو 20:1) .

افتح قلبك وفكرك واطلب الرب يسوع المسيح  وقل له أنك تريد ه ، ومهما كانت خطاياك كثيرة فالله سوف يغفرها لك " لأن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعون لا يحتاجون إلي توبة"

والمسيح له المجد جاء من أجل الخطاة لكي يحررهم من عبودية إبليس ومن عبودية الخطية ، كقول رب المجد يسوع " الحق الحق  أقول لكم إن كل من يفعل الخطية هو عبد للخطية " (يو34:8) وأيضا قوله فإن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحرارا ." (يو36:8) .  الأمر في منتهي البساطه هوأن تطلب الحق والحق سوف يحرركم كقول رب المجد يسوع المسيح بفمه الطاهر " إنكم إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي وتعرفون الحق والحق يحرركم " (يو 31:8) .

إذا كنت تذهب إلي شركات التأمين وتوقع معهم بوليصة تأمين علي حياتك وأخري للعلاج وأخري   للتأمين علي المنزل وعلي كل محتوياتة وكذلك العربية ، أفلا تؤَمِن علي حياتك الأبدية ؟   إنها الآن ساعه مقبولة أن تطلب الله يسوع المسيح وتقبله مخلصا لك لكي يحررك من الخطية وتصبح إبنا له ، كما هومكتوب " وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطان أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه" (يو12:1) لكي تضمن حياتك الأبدية وملكوت السموات ، لأن حياة الإنسان علي الأرض سنين معدوده لوقورنت بالحياة الأبدية وبالأمجاد السمائية . الله يسوع المسيح هو الضمان والأمان الوحيد للحياة الأبدية وملكوت السموات ، أسرع ولا تؤجل " لأنه ما هي حياتكم .  إنها بخار يظهر قليلا ثم يضمحل."  (يع14:4).



النصيحه التي نقدمها  هي إذا كان لديك أي أسئلة بخصوص الإيمان المسيحي وجب عليك أن تقرأ الكتاب المقدس " لأن فيه معلن بر الله ..."(رو 17:1) فستجد الإجابة علي كل أسئلتك والرب سوف يرشدك ويقوي إيمانك ،كقول معلمنا بولس الرسول " إذ معرفه الله ظاهرة فيهم لأن الله أظهرها لهم. " (رو 19:1) .                                                                   


خطوه اخيره تلزمك هو أن تذهب الي الكنيسه وتطلب مقابله أحد الآباء الكهنه ، وتأكد أنه سوف يكون سعيدا لمقابلتك ، وسيقوم بإرشادك وشرح ما يكون عسر الفهم عليك.



وإنني أتضرع إلي الله ان يكون هذا البحث سبب بركه لكثيرين من أجل إظهار غني ونعمه رب المجد يسوع المسيح ، وبشفاعه أمنا الطاهره العذراء مريم وجميع القديسين وبصلوات أبينا المكرم قداسه البابا شنوده الثالث وشريكه في الخدمه الرسوليه نيافه الأنبا دانيال وسائر أبائنا المطارنه والأساقفة وأبائنا الكهنة ، وإخوتنا الشمامسة وإخوتنا الرهبان ، وسائر المؤمنين في أنحاء المسكونة.

ولربنا المجد والعزه والسجود الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين .






No comments:

Post a Comment